عبد الحق زقاد رئيس جمعية "القبة المتحدة" لـ"المساء":

الانخراط في "من أجل شتاء دافئ" ضرورة

الانخراط في "من أجل شتاء دافئ" ضرورة
عبد الحق زقاد رئيس جمعية "القبة المتحدة" نور الهدى بوطيبة
  • 825
❊حاورته: نور الهدى بوطيبة ❊حاورته: نور الهدى بوطيبة

مع كل موسم شتاء، تتضاعف الأعمال الخيرية للجمعيات الناشطة في مساعدة الفئات الهشة من المجتمع، لمواجهة قساوة وبرودة هذا الفصل، حيث تحدد كل جمعية برنامجها الخاص، المتمثّل في خرجات لتوزيع الأطعمة الساخنة والملابس من أجل شتاء دافئ ورحيم، بهدف إغاثة أشخاص لا مأوى لهم ولا غذاء متزن يقيهم من برودة الجو، في هذا، كان لـ«المساء" لقاء مع شباب انخرطوا في العمل التطوعي، من بينهم عبد الحق زقاد رئيس جمعية "القبة المتحدة"، الذي حدثنا عن مهام الجمعية.

بداية، عرفنا بجمعية "القبة المتحدة"؟

❊❊ جمعية "القبة المتحدة" ولائية شبابية، بدأت نشاطاتها في شهر نوفمبر 2013، تتنوع مهامها بين تنظيم أنشطة رياضية، صحية،  فنية واجتماعية، وتركز بالخصوص على هذا الباب، خدمة للفئات الهشة التي هي في أمس الحاجة إلى تضافر جهود الجمعيات لمساعدتها على تخطي الأزمة التي تعيشها، ويتمثل العمل في تنظيم حملات واسعة لمحاولة التقرب من مختلف تلك الفئات، لاسيما خلال المناسبات والمواسم، كفصل الشتاء، حيث تشتد حاجتهم، خصوصا  بالنسبة للأشخاص الذين لا مأوى لهم ويبيتون في العراء، رغم الظروف القاسية التي تميز فصل الشتاء، من برودة وأمطار.

ما هي مهام الجمعية؟

❊❊ قامت جمعية "القبة المتحدة" منذ نشأتها بعدة مشاريع، نذكر منها؛ مشروع إفطار الصائم، قفة الشهر الفضيل خلال كل شهر رمضان منذ سنة 2014، كسوة العيد ومشروع المحفظة المدرسية خلال السنوات الماضية. كما كان لها عدد من القوافل الإنسانية خارج العاصمة، إلى المدن الداخلية والقرى المعوزة، خاصة أن العمل المستمر في هذا المجال يجعلنا نحدد قوائم الأشخاص المحتاجين، فضلا عن النقاط التي تتواجد بها مختلف تلك الفئات، والعمل يتم بتضافر جهود الناشطين في المجال، من المجتمع المدني والمتطوعين وبعض القطاعات الأخرى التي تساهم في إنجاح هذا النوع من القوافل.

فيم تتمثل أنشطتكم خلال فصل الشتاء؟ وهل تزداد وتيرة أعمالكم خلال هذا الموسم؟

❊❊ بطبيعة الحال، نعم، ترتفع الوتيرة نظرا لحاجة الأشخاص التي تزداد في فصل الشتاء، إذ تعد ظروف هذا الموسم أكثر صعوبة، بسبب البرد والأمطار، لاسيما بالنسبة للأشخاص دون مأوى، الذين هم بحاجة لأطعمة ساخنة من أجل تدفئة أجسامهم وحمايتها من الأمراض، فضلا على ملابس تقيهم من الأمطار وتبقيهم في الدفء لمواجهة تلك البرودة التي لا تحتمل. خلال فصل الشتاء ومنذ نشأتها، تحرص الجمعية على تقديم وجبات ساخنة للموسم الخامس على التوالي، لمن لا مأوى لهم في شوارع العاصمة، حيث يقوم أعضاء الجمعية بتحضير وجبات ساخنة وأكياس فيها ماء، عصير، خبز و«ياغورت"، توزع بالخصوص أثناء ليالي فصل الشتاء الباردة.

كيف تتم عملية توزيع تلك الأطعمة؟

❊❊ إن تقديم الوجبات الساخنة خلال الشتاء، من النشاطات التي يسهر عليها عدد كبير من النشطاء في مختلف الجمعيات والمجموعات الخيرية بالعاصمة، حيث ينظمون برنامجا موسميا لضمان وجبة كل يوم، يبدأ مسار تقديم الوجبات من ساحة "أول ماي" أو محطة المسافرين، مرورا بشارع "حسيبة بن بوعلي"، ثم البريد المركزي وحديقة "صوفيا"، وصولا إلى ساحة "بور سعيد" إلى غاية "ساحة الشهداء"، وهذا المسار متفق عليه وتحترمه كل المجموعات الخيرية، وفي بعض الأحيان يقسم المسار بين جمعيتين أو أكثر، وتصل عدد الوجبات المقدمة يوميا إلى أكثر من 500 وجبة. أما في عطلة نهاية الأسبوع، فتصل أحيانا إلى ألف وجبة،  لأن عدد الجمعيات التي تخرج نهاية الأسبوع، تتضاعف.

هل من برنامج مسطر لسنة 2019؟

❊❊ أكيد، قامت الجمعية بتسطير برنامجها الخاص لسنة 2019، انطلق منذ السنة المنصرمة 2018، حيث تعكف جمعية "القبة المتحدة" في هذا الموسم على توفير 200وجبة كل يوم أربعاء، كانت البداية منذ شهر ديسمبر وستستمر إلى غاية أواخر شهر مارس، وستتفرغ بعدها للتحضير لمشاريع شهر رمضان المبارك من قفة رمضان، تحديد مطعم إفطار الصائم، وبعد ذلك كسوة العيد تزامنا مع عيد الفطر المبارك.

سطرت الجمعية مع بداية سنة 2019، عدة أهداف، أهمها كراء مقر يحتضن نشاطات واجتماعات الجمعية. كما تعتزم الجمعية العودة إلى نشاطات زيارة المستشفيات ودور المسنين، وتحضير قوافل تضامنية نحو المناطق النائية والقرى المعزولة، وتنظيم رحلات ترفيهية للأطفال، حتى تتنوع النشاطات بين الترفيه وتوفير الحاجة للفئات الهشة من المجتمع، وإخراجها ولو نسبيا من ضنك الحياة المزرية.

ما هي الرسالة التي تقدمها للشباب في مجال العمل التطوعي والمشاركة في الأنشطة الخيرية؟

❊❊ من مهام الجمعية أيضا، التعريف بنشاطاتها لتشجيع الشباب على الانخراط فيها، والمساهمة في الأعمال التطوعية، لأن في هذا النوع من النشاطات دائما ما نحتاج إلى أكبر عدد ممكن من الأيادي العاملة النشيطة، التي تساعد على إنجاح العملية والوصول إلى أكبر قدر ممكن من الأشخاص الذين هم بحاجة لمساعدة، لذلك دائما ما نرحب بمتطوعين جدد ونشجعهم على الأعمال الخيرية، وهي من عقيدتنا وعادات أجدادنا في مساعدة الغير، خاصة أن العمل التطوعي له إيجابيات كبيرة على ممارسيه، فهو عمل مبارك يحبه الله ورسوله، ويجعلنا نتقاسم معاناة أشخاص لا حول ولا قوة لهم، ورفع ولو قليلا، المعاناة والغبن عنهم، والتطوع في الأعمال الخيرية لا سن ولا جنس له، يمكن للصغير والكبير أن يشارك فيه، رجالا ونساء، الهدف الأول والأخير، مضاعفة الأعمال الخيرية لتستفيد منها أكبر شريحة من المحتاجين، بالتالي من الضروري تضافر كل الجهود، لاسيما خلال فصل الشتاء، لمساعدة الأشخاص دون مأوى ورفع الشعور بالغبن عنهم.