أميرة بوشلاغم نائب رئيس الجمعية العلمية للصيادلة:
الانتكاسة تنتهي بالإفراط في الجرعة

- 814

حذرت أميرة بوشلاغم، طالبة في الصيدلة، ونائب رئيس الجمعية العلمية لطلبة الصيدلة بجامعة الجزائر، الشباب من إدمان عدد من الأدوية التي تقتنى لأغراض صحية، على غرار تخفيف الآلام، لفترة دون إدراكه خطورة الأمر. مشيرة إلى ضرورة احترام إرشادات الطبيب عند وصف بعض تلك الأدوية.
أشارت المتحدثة على هامش مشاركتها في قافلة مكافحة المخدرات، إلى أن دور جمعية الصيادلة خلال التظاهرة، تمثّل في رسم صورة توضيحية للشباب عن عمل المخدر، أو بالأحرى الأدوية المخدرة، وكيف تتحول من دواء إلى مخدر فتاك للصحة.
من بين تلك الأدوية، تحدثت بوشلاغم عن "ترامادول" وهو دواء مسكن للآلام، يدوم العلاج به خمسة أيام على حد أقصى، لكن الشخص الذي يعالج به أحيانا وخلال شعوره بآلام خفيف، يعاود مباشرة تعاطيه لتخفيف تلك الأوجاع، ليجد نفسه بعد فترة قصيرة مدمنا عليه، دون إدراكه لذلك، حتى يجد نفسه لا يستغني عنه مطلقا.
على صعيد ثان، قالت المتحدثة، إن السبب الرئيسي الذي يدفع الشباب إلى الإدمان؛ المشاكل العائلية والاجتماعية التي يتخبّطون فيها، ناهيك على سبب رئيسي آخر يعرف بـ«تأثير المجموعة" أو "صحبة السوء"، أي مجموعة من شباب يتعاطون المخدرات، يحاولون سحب أشخاص غير مدمنين إلى ذلك العالم ليشاطروهم نفس الأزمة التي يعيشونها.
قالت المتحدثة، إنه باعتبارهم جمعية علمية، فدائما ما يستعملون ألفاظا طبية علمية، لكن الحديث مع الشباب لابد أن يتم بالعامية، أي باللغة التي يتحاورون بها، وهي اللغة التي يتلقون بها الرسالة بشكل أحسن، وتساعدهم على الشعور بالثقة تجاه أعضاء الجمعية، وقالت "إننا على دراية بما يعيشونه وما يعانونه، وعليه يتمّ بناء نوع من الثقة بين الشباب والجمعية، ومن هناك يرتاح المدمن في الحديث بكل صراحة عن واقع إدمانه، كيفيته ومقداره، وأنواع المخدرات التي يتعاطاها، وكل تلك التفاصيل تقول بوشلاغم إنها جد مهمة لمعرفة سبل مساعدة المدمنين لأن كل درجة إدمان لها علاجها الخاص.
عن النصائح التي تقدمها الجمعية للمدمنين، تقول المتحدثة، إنها تختلف باختلاف طريقة التعاطي ونوع المخدّر ومقدار الاستهلاك، فإذا كان الاستهلاك خفيفا، هناك "حيل" تساعد على وقف الإدمان، أولها وأهمها ملء الفراغ، حيث تشير بوشلاغم في هذا الخصوص إلى أن الفراغ هو الذي يدفع الفرد إلى ملئه بسلوكيات خطيرة لا معنى لها، منها تعاطي المخدرات، وهنا لابد من تفادي الأمر بالاتجاه إلى العمل، الأنشطة الترفيهية، الرياضة وغيرها، فضلا عن تفادي الأصدقاء المدمنين والأماكن التي تتم فيها عملية التعاطي، وتتطلب العملية على الأقل ثلاثة أشهر للقضاء على الإدمان وتنظيف الجسم من المواد السامة "التوكسين" المتواجدة في الدم، حيث يعتبر التعرق أحسن وسيلة، لذلك ينصح بالاستحمام في حمام ساخن على الأقل مرة في الأسبوع، وممارسة رياضة بهدف التعرق.
أما فيما يخص تعاطي المخدرات "الصلبة" التي تعد أكثر خطورة، على غرار الكوكايين، الهيروين، المورفين والبريغابالين، فيتم توجيه هؤلاء المدمنين إلى مراكز علاج خاصة، يتواجد بها خبراء نفسانيون وأطباء يعملون على قطع كل سبل الوصول إلى المخدرات، وفي حال الرغبة، يتم صعقهم كهربائيا بدرجة جد خفيفة تساعد على إفراز الجسم لهرمون الأندورفين الذي يقضي على الرغبة في تعاطيها، وآخر تقنية تتمثل في تقديم أدوية بديلة ومضادة لحالتهم النفسية آنذاك، فإذا تسبب لهم وقف الإدمان في فقدان الرغبة في النوم، يقدم لهم دواء للاسترخاء والنوم، وإذا تسبب لهم في نقص ارتفاع درجة الحرارة، يقدم لهم علاج لتخفيف الحرارة، وما إلى ذلك.
في الأخير، تشير المتحدثة إلى أن الإرادة القوية هي أهم شيء لعلاج الإدمان، ولابد من التحفيز على ذلك، لأن القوة والإرغام دائما ما يؤديان بالفرد إلى حالة انتكاسة وهي أصعب من الإدمان الأول، لأن العودة إلى التعاطي يسبب في الكثير من الحالات "الجرعة المفرطة"، لذا يعد التعامل مع الأشخاص المدمنين ذو حساسية كبيرة.