الأستاذة آسيا عدائكة مختصة في علم النفس:
الاضطرابات النفسية وراء تأخر الحمل عند الكثيرات

- 1427

دفع تأخر الإنجاب لدى عدد كبير من المتزوجين حديثا، بعد أن ثبت أن الأسباب ليست عضوية، إلى البحث في الأسباب النفسية التي أثبت مختصون في علم النفس أنها تؤثر إلى حد كبير على الصحة الإنجابية، بل وتعد واحدة من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الحمل.
وحول العلاقة بين الصحة النفسية والصحة الإنجابية، تحدثت «المساء» إلى المختصة في علم النفس، الأستاذة آسيا عدائكة، على هامش مشاركتها مؤخرا في ملتقى حول الصحة النفسية.
التأخر في الإنجاب في السنوات الخيرة ارتفع بين المتزوجين حديثا وأصبح الحديث عن العقم من أكثر الانشغالات التي تطرح على المختصين في طب النساء، تقول المختصة النفسانية أسيا، وتضيف «الأسباب في تأخر الإنجاب تظل في أغلب الأحيان مجهولة عند عدد كبير من المتزوجين، وبالنظر إلى خبرتي الطويلة بمركز الطفولة والأمومة في المصلحة الاستشفائية، لاحظت أن العقم أصبح منتشرا بكثرة، وأن الأسباب ليست عضوية، الأمر الذي دفعني إلى طرح احتمال أن تكون الأسباب نفسية، فرحت أبحث إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الحالة النفسية على الصحة الإنجابية، فتبين لي من خلال عدة جلسات مع نسوة يعانين من تأخر الإنجاب، أن الأسباب حقيقة نفسية محضة، لأنهن يعانين وبدرجة كبيرة من القلق والاضطراب والاكتئاب.
العلاقة بين الصحة الإنجابية والصحة النفسية، حسب المختصة النفسانية، يتمثل فيما يخلفه الاكتئاب والقلق والتوتر من اضطرابات تنعكس على الحالة النفسية وتحدث اضطرابات هرمونية فيزيولوجية، بالتالي يكون هناك تأخر في الإنجاب، مشيرة إلى أن العلاج بالنسبة لهذه الحالات التي تكون أسباب تأخرها عن الحمل ليست عضوية ولا تعاني من أية مشاكل صحية، يتمثل في الاعتماد على العلاج السلوكي المعرفي المتمثل في العمل على تأكيد الذات وتقنيات الاسترخاء والسعي إلى التخلص من كل مسببات الاضطراب النفسي.
وحول احتمال أن يكون هناك حمل بعد علاج الحالة النفسية، أشارت المتحدثة إلى أن العلاج النفسي من شأنه أن يعيد الحياة إلى الفرد بمعناه المجازي، أي هذا الأمر من شأنه أن يحدث نوعا من التوازن النفسي ويزيل مصادر الاضطراب التي تقود في آخر المطاف إلى احتمال الحمل، مشيرة إلى أن أغلب أفراد المجتمع يتجهون دائما عند التأخر في الحمل إلى البحث في الأسباب العضوية وعدم إعطاء أهمية للجانب النفسي الذي يمكن أن يكون المسؤول عن الحالة.