تناقش في ملتقى وطني بسطيف

الاضطرابات اللغوية العصبية بين سبل الوقاية وأساليب التكفل

الاضطرابات اللغوية العصبية بين سبل الوقاية وأساليب التكفل
  • القراءات: 2651
❊ أحلام.م ❊ أحلام.م

تحتضن جامعة محمد لمين دباغين بسطيف، أشغال الملتقى الوطني حول الاضطرابات اللغوية العصبية بين سبل الوقاية وأساليب التكفل، بمناسبة اليوم العالمي للحوادث الوعائية الدماغية، يوم 29 أكتوبر القادم، يؤطره مختصون، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث الفورام. سيتم خلاله التطرق إلى سبل الوقاية للحد من الحوادث الوعائية الدماغية، وما تخلفه من اضطرابات لغوية، مع البحث عن أساليب التكفل الممكنة بها، علما أن الملتقى يهدف إلى التعرف على مظاهر وأسباب وأنواع الحوادث الوعائية الدماغية، مع التركيز على أهمية الكشف المبكر وسرعة الكفالة الطبية، والتركيز على أهمية الوقاية للحد من معدل الإصابة.

تعتبر الحوادث الوعائية الدماغية من بين أكثر المشاكل خطورة التي تهدد أمن الصحة العمومية في مختلف دول العالم، وكذا الجزائر التي تحصي سنويا ستة آلاف حالة إصابة عبر مختلف مصالح الأعصاب وجراحتها بمستشفياتها. وقد تضاعف عدد الأشخاص المصابين بالحوادث الوعائية الدماغية في العشر سنوات الأخيرة، حيث تعتبر فئة المسنين والمصابين بالسكري وضغط الدم، أكثر الفئات تعرضا لمثل هذه الحوادث، غير أنه مؤخرا، واستنادا لإحصائيات مصالح جراحة الأعصاب في مختلف مستشفيات الوطن، تضاعف عدد الإصابات بالجلطات الدماغية عند فئة الشباب بمرتين عما كانت عليه سابقا، وأكثر الحالات مسجلة لدى النساء، تليها فئة الأشخاص الذين يتولون مناصب عمل حساسة وذات مسؤولية، مثل المسؤولين بمختلف القطاعات، القضاة، المديرين والأساتذة الجامعيين، ثم الفئة التي يتطلب عملها درجة عالية من التركيز، كسائقي الأجرة.

ُيرجع الكثير من أطباء الأعصاب، سبب تزايد الجلطات الدماغية في مجتمعنا في السنوات الأخيرة، إلى عوامل كثيرة تختلف في مجملها عن تلك المسجلة في الدول المتطورة، والمتعلقة بالنظام المعيشي الذي تبناه الجزائريون، ويطبعه التوتر المتزايد ونقص الحركة والاستهلاك المفرط للأغذية غير الصحية، وغيرها من السلوكات والعادات السلبية المحفزة لوقوع الحوادث الدماغية الخطيرة، وبشكل خاص، التدخين واستهلاك الأغذية الدسمة، بالإضافة إلى الضغوطات والمشاكل الأسرية التي يمر بها الشخص، والتنبيه إلى تفاقم أعراض الحوادث الوعائية الدماغية، خاصة بتأخر وصول المصاب إلى المصالح الطبية. وحسب عدد من المختصين الذين أكدوا بأن معاناة ضحايا (AVC) تبدأ بعد عجزهم عن استعادة وظائف أجسامهم كما كانت عليه قبل الحادث، مما يؤثر على رجوعهم إلى حياتهم الطبيعية.

هذا الأمر يرجع في غالب الأحيان، إلى سوء التكفل المسجل على مستوى عدة مصالح استشفائية، الشيء الذي ساهم في ارتفاع عدد المصابين بالعجز الدائم، وتعرض عدد كبير منهم لجلطات جديدة نتيجة الضغوطات النفسية والتوتر واليأس الذي يعيشه المريض، وغالبا ما تكون الجلطات الجديدة قاضية تودي بحياة المريض.

تخلف الحوادث الوعائية الدماغية مدى واسعا من الاضطرابات النفسية والعصبية، تظهر سيميولوجيتها في الإعاقة الحركية والاجتماعية والمعرفية والسلوكية، التي تعيق تواصل الشخص المصاب بشكل سليم مع محيطه، ويرجع ذلك إلى تعرض خلايا المخ للموت في دقائق قليلة، بسبب تمزق أو انسداد في وعاء دموي دماغي، مما يقطع جريان الدم في الدماغ، ويتسبب بالتالي في إصابات معرفية غير متجانسة، تبرز أكبر مظاهرها في اضطراب اللغة أو ما يعرف بالحبسة الكلامية.

تتجلى مظاهرها في تعطل الوظائف اللسانية فهما وإنتاجا، سواء كانت منطوقة أو مكتوبة، ويدخل في بابها، الكلام والتعبير والتواصل بالقول والكتابة والإيماءات، واستقبال كل ذلك وتأويله والاحتفاظ به واستدعاؤه وتصور ما يرمز إليه، لهذا فإن الحبسة الكلامية تكون مصحوبة دائما باضطرابات في الذاكرة والانتباه والإدراك، الأمر الذي يستدعي وضع خطة مستعجلة للتكفل، تهدف أولا إلى الحد من الحوادث الدماغية، المسؤول الأول عن الاضطرابات اللغوية، وثانيا التكفل بالمصاب وتحسين ظروف معيشته اليومية، خاصة أن نسبة كبيرة من المصابين يمكنها استعادة ما يقارب 09 ٪ من وظائف أجسامهم، و09 ٪ من المصابين يكون الشفاء عندهم بنسبة 99٪، وترتفع نسبة الشفاء والتحسن كلما انخفض سن المصاب.

من المقرر أن تتم معالجة المحاور التالية خلال الملتقى؛ التعرف على الاضطرابات اللغوية العصبية الوعائية. تحديد تأثير الاضطرابات اللغوية على المعاش اليومي للمصاب بالحوادث الوعائية الدماغية، والتعرف على سبل التكفل المختلفة بالاضطرابات اللغوية ذات المنشأ العصبي الوعائي الدماغي، إلى جانب الحوادث الوعائية؛ الأسباب وعوامل الإصابة، مظاهر التشخيص المبكر، الآثار المترتبة وعرض سبل الوقاية والعلاج للحوادث الوعائية،  خفض الإصابة، العلاج الدوائي والجراحي، التأهيل النفسي والمعرفي، التأهيل الحركي الوظيفي، خدمات التأمين الصحي والضمان الاجتماعي الممكنة في الجزائر، مع التقييم الأرطفوني والنفسي العصبي للاضطرابات اللغوية العصبية الوعائية.