كلثوم تواتي حرفية في حياكة الزرابي لـ«المساء”:

الاستعانة بخبراء في الزربية لتحديد معايير الجودة ضرورة

الاستعانة بخبراء في الزربية لتحديد معايير الجودة ضرورة
كلثوم تواتي حرفية في حياكة الزرابي نور الهدى بوطيبة
  • 2063
❊   نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

دعت كلثوم تواتي، حرفية في حياكة الزرابي من ولاية باتنة، إلى ضرورة تكوين خبراء في مجال الزربية، بهدف تصنيفها حسب الجودة، لاسيما أن الزربية الجزائرية، وبالخصوص النموشية، كانت مصنفة ضمن أجمل الزرابي في العالم، ووضعت في المرتبة الثانية بعد الزربية الإيرانية الحريرية. مشيرة إلى أن الزربية ذات الجودة العالية مهددة اليوم في ظل بروز أنواع تغيب فيها معايير الامتياز، إلا أنها أصبحت تصنف ضمن الأنواع الجيدة، وهو ما سينشر رداءة الأذواق ويجعل منها معايير جمال.

لا تستغني المرأة الجزائرية عن هذه القطعة في فرش بيتها، إذ تعد الزربية قطعة ديكور لها دوران أساسيان؛ تدفئة البيت في فصل الشتاء لتفادي برودة الأرض، ومن جهة أخرى تعتبر أكسيسوارا لا يعوض من ديكور البيت، بفضل ألوانه التي تتناسق مع باقي المفروشات والقطع المزينة للغرفة، فضلا عن الأشكال التي تحتويها وتعتبر بعضها بمثابة لوحات تشكيلية، والدليل على ذلك اعتماد البعض تعليق أنواع منها على الجدران لإضفاء لمسات فنية على غرف المعيشة أو الصالون، وتمييزها عن باقي غرف البيت.

للإشارة، منذ سنوات كثيرة كانت الزربية ولا تزال مصدر رزق العديد من الأسر، لاسيما في المناطق الداخلية، وبالأخص في شرق البلاد، حيث اتخذ رواد الصناعات التقليدية من هذه الحرفة مصدرا لقوتهم وقوت عائلاتهم. تعتبر الحرفية كلثوم تواتي من ولاية باتنة إحدى المتمكنات في صناعة الزربية النموشية، حيث أوضحت أن زربية أمس ليست نفسها زربية اليوم المنتشرة في الأسواق، والتي غابت لدى غالبيتها معايير الجودة. فغياب مختصين وخبراء لتحديد تلك المعايير حوّل هذه الحرفة إلى فوضى حقيقية.

تضيف المتحدثة أن الدليل على ذلك، عدم تمييز الفرد بين الزربية والحنبل، رغم أن لكل واحد خصائصه، وتبقى الزربية أرقى من الحنبل، لكن غالبية الناس لا يدركون ذلك، وهذا ما جعل سعر الحنبل يضاهي أسعار الزربية في الأسواق، وهو مناف لأعمال الحرفيين الأصليين في المجال، فهم على دراية بأن الزربية أرقى من الحنبل، لاسيما أنها تتطلب دقة متناهية في الحياكة، ناهيك عن أنها كبيرة الحجم وتتطلب جهدا أكبر لصناعتها.

كما تتميز الزربية بحجم متوسط نسبيا مقارنة بالحنبل، وتمنح راحة عند المشي وحتى النوم عليها، حيث كانت تستعمل قديما للاستلقاء مباشرة عليها، فلم تكن متوفرة آنذاك الأفرشة كالسرير، لكن اليوم نشهد ظهور زراب بسماكة مختلفة، رغم اختلافها، إلا أنها تباع بأسعار مرتفعة بنفس سعر الجودة العالية، وهذا يظلل الزبون في كيفية اختيار أجود الأنواع وأفضلها.

تقول المتحدثة في هذا الصدد يعد من الضروري الاستعانة بخدمات مختصين وخبراء أجانب لتحديد معايير جودة الزربية، وتكوين جزائريين في المجال، على شكل لجان تشمل مختصين في صناعة الزربية ومبدعين في الحرف التقليدية، لتسطير معايير الامتياز”.