الإقبال على المثلجات يبلغ الذروة بالعاصمة

الإقبال على المثلجات يبلغ الذروة بالعاصمة
  • 926
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تنتعش هذه الأيام تجارة المثلجات في شوارع العاصمة، حيث تنتشر العديد من المحلات المختصة في بيعها على مدار السنة، ويكثر توافد الزبائن على تلك المحلات خلال موسم الحر، وما زاد من جذب المواطنين  تلك الوصفات الجديدة للمثلجات التي تعرضها المحلات والتي تجعلها تدخل في منافسة "أحسن مثلجات" للموسم.

رغم الارتفاع المحسوس في أسعار المثلجات، إلا أن هذه السوق المحببة للكبار والصغار لا تزال تسجل توافدا كبيرا من المواطنين الراغبين في ترطيب أجسامهم ببرودة تلك المثلجات الشهية التي تعرض بنكهات متعددة ومختلفة.

تختلف تلك المثلجات من حيث نوعيتها وجودتها، فمنها المحلية بمكونات البسيطة كالحليب ونكهاتها المتداولة كالفراولة، الشكولاطة، الفانيليا، الخوخ والقهوة، في حين تعرض أنواع أخرى بوسمات "عالمية" لماركات أجنبية خصوصا الإيطالية التي يرتفع سعرها مقارنة بالمحلية، ورغم أن سعر المستوردة منها غال، إلا أنها تلقى رواجا أكبر من طرف الشباب خاصة العاشقين للأذواق الجديدة كبعض أنواع الشكولاطة مثل "فيريروروشي"، "مارس"، "بونتي"، "تويكس"، أو "حلوى الأوريو"، أو تارت الفراولة، كما أن تلك المحلات تعرض أذواق اللبان والنعناع وغيرها من النكهات التي أحيانا لا تخطر على البال مطلقا إلا أنها تستهوي الكبير والصغير الراغب في تجربة مثلجات بذوق جديد.

كثيرة هي محلات بيع المثلجات المنتشرة عبر مختلف شوارع العاصمة، إلا أن بعضها اشتهر بعرضه لأنواع مختلفة من المثلجات، في حين حافظت أخرى على الذوق الكلاسيكي التقليدي الذي كانت عليه منذ سنوات، فبين محلات تعرض منتجاتها داخل واجهة زجاجية وقد نسقت بين ألوان تثير شهية الفرد، في حين لا تزال آلات ذات اللون "الكريمي" أو الرمادي لصنع المثلجات "الكريبوني" والحليب تنتشر في أغلبية الأحياء بطريقة يدوية بسيطة يقدم البائع بوق البوظة، حيث لا تزال تلك المثلجات تستقطب الكثير من المواطنين الذين أرهقتهم حرارة الجو.

أدهشنا أحد التجار بشارع ديدوش مراد، حين أخبرنا أن الاستثمار أصبح مثمرا في المثلجات على مدار السنة، إلا أنه يزداد بشكل جد كبير خلال موسم الصيف وهذا طبيعي في ظل درجات الحرارة العالية، لأن هامش الربح لا يمكن تحديده في هذه التجارة إلا أنه يستدعي فقط احترام معايير البيع.

وتثير المثلجات أمام حرارة الطقس شهية المستهلك، مهما بلغ سعرها خاصة من فئة الشباب والأطفال، حيث يفضلون الاستمتاع بذوق بارد ومنعش ولا يهمهم الثمن حتى وإن تجاوز ثمن النكهة الواحدة 200 دينار، ولم يخف في هذا الخصوص عدة زبائن ممن وجدناهم بمحلات بيع المثلجات إلى تسجيل زيادة محسوسة في المثلجات التقليدية، حيث قفز سعر "الكريبوني" من 30 دينارا إلى 60 دينارا، وأرجع أحد التجار الارتفاع في السعر إلى زيادة سعر المواد الأولية، حيث صارت مصانع تحضير المثلجات خلال السنوات الأخيرة تتفنن في صنع المثلجات بجميع النكهات وبعض الحلويات والفواكه مرتفعة السعر، إلى جانب المكسرات من الجوز والفستق واللوز.

كما أوضح من جهته موسى عامل بأحد المحلات، أن هذه المهنة التي لم تضح موسمية إلا أنها تتضاعف خلال الصيف، تستقطب الكثير من الأيادي العامل خلال موسم الصيف، من الشباب وكذا المراهقين الذين يعتمدون على الطريقة التقليدية في صنع المثلجات، لتبقى المحلات العارضة للمنتج الأجنبي فاتحة أبوابها على مدار السنة حتى في أعز فصل الشتاء.

محلات تجمع العائلات إلى غاية ساعات متأخرة من الليل..

هذا ما نلاحظه خلال تجوالنا بشوارع العاصمة، فبعدما تركد معظم التجارة تبقى تجارة المأكولات والمرطبات تنير العاصمة ليلا، خصوصا محلات بيع المثلجات، لاسيما تلك التي تكون قريبة من الأزقة الرئيسية أو المقابلة لواجهات البحر، والتي تبقى ملاذ العائلات الراغبة في السهر إلى غاية ساعات متأخرة من الليل والاستمتاع بالجو اللطيف بعيدا عن حرارة النهار.