إقبال لافت على محلات الملابس قبل الدخول المدرسي

الأولياء بين مطرقة الغلاء وسندان مطالب الأبناء

الأولياء بين مطرقة الغلاء وسندان مطالب الأبناء
  • 209
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعرف محلات بيع الملابس والأحذية هذه الأيام، إقبالاً واسعاً من العائلات، استعدادا للدخول المدرسي. فرغم الغلاء المسجل في بعض السلع خاصة في الأحذية، إلا أنّ هذا الموعد تحوّل بالنسبة لكثير من الأسر إلى ما يشبه العيد، حيث يُلحّ الأبناء على اقتناء ثياب جديدة بغضّ النظر عن سعرها؛ فقط للظهور بمظهر جذاب ولافت يوم الدخول المدرسي.

وإذا كان سوق الأدوات المدرسية يعرف بدوره طلباً متزايداً منذ افتتاح الأسواق التضامنية، فإن محلات الملابس والأحذية وحتى الأكسسوارات لا تقل ازدحاماً، إذ يخال المتجوّل في بعض المساحات الكبرى وحتى في الأسواق الشعبية بالبليدة، أنّه يعيش أجواء عيد الفطر، الذي عادة ما يشهد، بدوره، إقبالاً كبيراً على شراء الألبسة الجديدة.

رحلة بحث عن الجديد

"المساء" رصدت آراء بعض الأمهات، اللواتي تكفّلن بمهمة تجهيز أبنائهن للدخول المدرسي، حيث كانت البداية مع أم لأربعة أبناء متمدرسين بين الابتدائي والمتوسط، أوضحت أنّ شراء الملابس الجديدة في السنوات الأخيرة، أصبح تقليداً لا يمكن الاستغناء عنه سواء بالنسبة للذكور الذين يرغبون في مجاراة زملائهم باقتناء بعض العلامات التجارية المشهورة في الأحذية، أو السراويل، أو القمصان، أو بالنسبة للبنات اللواتي يخصصن وقتاً أطول لاختيار الأكسسوارات المناسبة لألوان الثياب، ومواكبة الموضة. وقالت: "أحياناً أشعر ونحن نقتني هذه الملابس، أننا نعيش أجواء العيد؛ فقد تحوّل الدخول المدرسي بتكاليفه الباهظة، إلى ما يشبه عيداً؛ إذ يفرض الأبناء علينا اقتناء مستلزمات كثيرة؛ فقط من أجل العودة إلى مقاعد الدراسة بمعنويات مرتفعة" .

مواطنة أخرى أكدت أنها في السنوات الماضية، كانت تركّز، فقط، على المستلزمات الأساسية؛ مثل المئزر أو الحقيبة. وتكتفي بتجديد قطعة واحدة فقط؛ مثل حذاء جديد لأحد أبنائها، بينما تقوم بتنظيف بعض الأحذية التي لاتزال صالحة للاستعمال. لكن الوضع تغيّر اليوم، إذ أصبح الأبناء يقارنون أنفسهم بغيرهم، ويطالبون بأن تكون كل ثيابهم جديدة. وتقول: "حتى ابنتي أصرت على أن يحمل مئزرها بعض العبارات، واسمها مطبوعاً عليه، مثلما هو شائع حالياً. ورغم حجم التكاليف فإننا نضطر لتلبية رغباتهم؛ حتى لا يجدوا مبرراً للتقاعس عن الدراسة ".

أما أمٌّ أخرى فقد أوضحت أنّها حاولت منذ بداية العطلة الصيفية، استباق الأمر، واقتناء بعض الملابس خلال التخفيضات للتخفيف من حجم المصاريف، لا سيما أنّ أسعار ملابس الأطفال باهظة، مشيرة إلى أنّ بعض الأحذية من علامات معروفة، يتجاوز سعرها 6 آلاف دج. وتضيف: "لديّ ثلاثة أطفال، وكلهم يرغبون في ملابس جديدة. ومع تكاليف الأدوات المدرسية حاولت قدر الإمكان تجهيزهم بما يلزم؛ حتى يظهروا بمظهر لائق لا يقل عن زملائهم؛ إذ إن شراء الملابس الجديدة بالنسبة لي محفز نفسي، يجعل أبناءنا يقبلون على الدراسة بفرح ورغبة" .

لشراء الملابس بعدٌ نفسي يبعث على التحفيز

من جهتهم، يقر المختصون في علم النفس على غرار البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، بأن اقتناء الملابس الجديدة ورغم ما يشكله من عبء مالي إضافي على عاتق الأولياء، يُعدّ عاملاً محفزاً نفسياً للأبناء على العودة إلى مقاعد الدراسة بمعنويات مرتفعة، مؤكدة أنّ التحفيزات المادية من أبرز العوامل التي ترفع المعنويات، وتدفع إلى بذل جهد أكبر؛ لأنها تعزز السلوكات الإيجابية عند التلاميذ، ولا تدع لهم مجالا للتقاعس أو التذمر، خاصة إن تمكن الأولياء من تلبية كل الاحتياجات تبعا لما كان مقررا من الأبناء.