بعد ارتفاع أسعار الذهب والفضة

الأكسسوارات النحاسية تشد الفتيات

الأكسسوارات النحاسية تشد الفتيات
  • 1858
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

يبدو أن غلاء المعدن النفيس وارتفاع أسعار الفضة قد دفع بالحرفين إلى تقديم بدائل مميزة من النحاس بألوانه الثلاثة، للسيدات والفتيات بعدما كان انشغالهن منصب مند وقت مضى على الأكسسوارات الحديدية المطلية بالذهب أو الفضة،  والتي تعتبر أسعارها غالية مقارنة بالنحاسية، خاصة تلك التي تقدم فيها شهادة ضمان لخمس أو عشر سنوات.

شد انتباهنا ونحن نجول وسط طاولات الحرفيين المنصوبة في العديد من الأماكن من قلب العاصمة، على غرار ساحة خليفة بوخالفة والبريد المركزي، الإقبال الكبير للسيدات والمراهقات والفتيات على الأكسسوارات النحاسية التي اختلفت بين الخواتم مختلفة الأحجام والأشكال، والتي أخدت أشكالا ورموزا لماركات عالمية وأخرى على شكل أفاعي، منها من هو على شكل سبع حلقات. كما عرفت أيضا الإسوارة النحاسية إقبالا كبيرا من طرف السيدات، بلونيها الأحمر والأصفر اللذان يشبهان الذهب.

هناك فتيات يخترن النحاس نظرا لخاصية حفاظه على جماله ورونقه مع عدم تعرضه للصدأ، على غرار الأكسسوارات الأخرى التي منها ما يصبح غير صالح للاستعمال بعد ما تلبسه الفتيات ليوم واحد، خاصة إذا ما لامسه العطر أو العرق ليحول لونه، حيث أشارت سيدة كانت بصدد اقتناء أربعة أسوارات بسعر 200 دج للواحدة، أن أسعارها المغرية وجمالها الساحر حفزها على اقتنائها، مضيفة أن لونها الأصفر الذهبي يجعل الناظر إليها يظنها ذهبا، تقول: "لقد سبق لي منذ سنوات شراء أسوارات نحاسية لا تزال تحافظ على رونقها ليومنا هذا، علما أن  هذا النوع من الأكسسوارات يبقى محافظا على جماله لسنين طويلة، إذ يكفي فقط الاستعانة بوصفة الجدات حتى يحافظ على بريقه والممثلة في حك الأسورة بالرمل والليمون أو الرماد، ليصبح لونها الأصفر الذهبي متوهجا ولمدة طويلة". 

وإذا كانت هناك سيدات يفضلن الخواتم والأساور النحاسية، فهناك من المراهقات والفتيات من هن شغوفات بالأساور كبيرة الأحجام التي تزين المعصم، خاصة المنقوشة منها بأشكال هندسية أو بالورود والأغصان التي تطلبها بقوة المراهقات لأنها تتماشى مع لباسهن اليومي، خاصة القمصان وسراويل الجينز، وأكثرها فضية أو ذهبية اللون، حيث تجد فيها الشابات زينة من نوع خاص، كما أنها مطلوبة من طرف الشباب أيضا، خاصة عشاق الأسفار والرحلات والصحاري،  فغالبا ما يقتنيها هؤلاء من موطنها، على غرار تمنراست، جانت وبعض المناطق من الصحراء، في حين يجد البعض الآخر ضالته عند شرائها من المعارض المقامة هنا وهناك.

وقد تفنن الحرفيون وأصحاب المحلات في عرض تشكيلات نحاسية مختلفة، منها قلائد بالخرز والعقاش أو القطع النحاسية الكبيرة المنحوتة، والتي تحمل أشكال ورود وحيوانات وفراشات، وهي جد مطلوبة من قبل الفتيات، كما أشارت إليه إلهام وحنان اللتان وجدناهما بصدد اختيار بعض القطع النحاسية من خواتم  وأقراط وأساور من النحاس لا يصدأ ولا يتغير لونه، ويمكن تنظيفه والحفاظ عليه بسهولة، كما يمكن مزجه بالأحجار بأشكالها ويمكن الاعتماد عليه حتى في فساتين السهرات أيضا.