حياة بركوكي الأخصائية الاجتماعية في العائلة والطفولة:

الأخلاق والتربية أساس النجاح

الأخلاق والتربية أساس النجاح
حياة بركوكي، المختصة الاجتماعية في العائلة والطفولة والإرشاد الأسري
  • 131
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

في كل عام دراسي، نستعد لتوجيه أبنائنا بكل محبة، تشجيعا لهم وإفادتهم، استعداد للدخول المدرسي، فارحين بالعودة إلى مجالس العلم، واليوم نحن أمام تحديات لابد من كسر حواجزها ومرافقة الأبناء في رحلة العلم والأخلاق، تقول حيالها حياة بركوكي، المختصة الاجتماعية في العائلة والطفولة والإرشاد الأسري: "ككل مرة أقول "أي نوع من الدعم والتوجيه لا يكون في يوم قبل الامتحان، أو في الدقائق الأخيرة، أو عند اجتياز أي شهادة، سواء شهادة المتوسط أو شهادة البكالوريا، أو غيرها، بل يكون مع البداية".

أشارت المختصة بركوكي، في مستهل حديثها لـ"المساء"، إلى أن التربية الجيدة أهم عكازة تصاحب الإبن في طلب العلم، وخاصة التربية الدينية، إذ أنه من واجب الآباء، بل أصبح من الضروري الآن، وعلى الآباء التفطن للكثير من الأمور التي لابد أن تزرع في شخصية ابنهم وعقله وأسلوبه، وتقديم مجموعة من القيم والمكتسبات الدينية له، التي تثبته على تبني الأخلاق الحميدة التي يتمسك بيها داخل المدرسة وخارجها، مع المعلم وزملائه وكل أفراد المؤسسة التربوية، وهنا نلح على تفعيل دور الأم ودور الأب، مهما كانت الانشغالات والضغوطات.

الأخلاق ركيزة أساسية

تقول بركوكي: "توجد مجموعة من الأخلاق التي تكاد تغيب في زماننا الحالي، وقد دُق ناقوس الخطر للتسطير عليها، والالحاح على كل أب وأم استدراك الوضع واستعمالها لتقويم وتعديل سلوكيات أبنائهم، قبل فوات الأوان، كالصدق والاجتهاد وحب العلم، والسعي، والاحترام وغيرها من الاخلاقيات المفروضة على المربي، حتى يؤدي أمانة التربية كما يجب".

أكدت حياة بركوكي، أن الآباء اليوم، مطالبون، حرصا على نجاح أبنائهم، بتأطير عوامل التفوق قبل الرسوب، وهم يلعبون دورا فعالا في جعل الأبناء يدركون أن لديهم مسؤوليات وواجبات اتجاه دروسهم وواجباتهم الدراسية، لا يقوم بها الآباء، بل يقومون بها هم بمفردهم، ويعلّمونهم كيف ينظمون وقتهم، ويستغلون الأوقات استغلالا مفيدا يأتي بالأرباح والصلاح، ويستثمرون الوسائل استثمارا مفيدا وذكيا في تحصيل العلم والتمرن واكتساب مهارات علمية سريعة، خاصة الهاتف ووسائل التواصل.

رسالة إلى الأبناء..

أشارت بركوكي، إلى أنه يستوجب على الأبناء الاستماع إلى كلامهم والتواصل معهم في أي أمور غريبة، يرونها في الشارع أو المدرسة، أو أي استفسار حول الدراسة والتحدث عن الصعوبات التي يواجهونها، وإيصال ما يطلبه المعلم، و محاولة إيجاد الحلول دائما عن طريق الآباء أولا. وفيما يخص اتجاه الإدارة المدرسية، من معلم، مدير، حارس، منظف ومكتبي، فقد أشارت إلى أنه على الأبناء أن يعوا أن أي طرف من هذه الأطراف هو دعم لهم، وفي مصلحتهم، لحمايتهم وتوجيههم، كل حسب مهامه ودوره، وليسوا ندا لهم، بالتالي يجب التحلي بالسلوك الحسن والأدب وإدراك ما يخدم مصلحتهم. فيما يخص تعامل الطفل مع زملائه، من الأفضل على الأبناء تقليل المصاحبة، والابتعاد عن الصحبة السيئة التي لا تبعدهم عن الاجتهاد، وهذه خطوة أكثر أهمية نحو طريق سليم في النجاح والتميز. 

أشارت المتحدثة، إلى أن من أهم الإرشادات التي تحث عليها؛ الالتزام بمقاعد الدراسة وتقليل الغيابات، مع التركيز في القسم مع المعلم، وإنجاز الواجبات، حتى ولو كانت خاطئة، فالمحاولة والخطأ يكسبان التلميذ مهارات عالية، خاصة القيام بالمراجعة واستعمال ما استطاع من حل المواضيع السابقة الموجودة في الأنترنت، أو يحصلون عليها.

في الأخير، وكأخصائية اجتماعية في العائلة والطفولة والرعاية الاجتماعية والإرشاد الأسري، أنا مستعدة لدعم أي تلميذ في مساره العلمي، وأسعى دوما للإرشاد والتوجيه بكل حب وتعاون، على تسهيل الحياة الاجتماعية والوصول إلى النجاح والتميز، فلا تترددوا في طلب المساعدة، وتحدثوا عن صعوباتكم حتى تكسروها، مع تمنياتي لكم بدوام الصلاح والفلاح والنجاح. وأختم بقول الشاعر : "إنما العلم الأخلاق إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا".