توسع برنامج التكفل والإدماج بوهران

افتتاح مدرسة ثانية لأطفال التوحد

افتتاح مدرسة ثانية لأطفال التوحد
  • القراءات: 3847
رضوان.ق رضوان.ق

افتتحت بولاية وهران مدرسة ثانية خاصة بأطفال التوحد، بعد نجاح التجربة الأولى التي أعطت نتائج هامة في مجال الإدماج والتوجيه نحو المؤسسات التعليمية العادية لصالح المصابين بالتوحد، في الوقت الذي استفادت فيه مديرية النشاط الاجتماعي من مناصب مالية لتوظيف 30 معلما مختصا.

المؤسسة التعليمة الجديدة، تأتي ضمن مخطط وطني خاص تم تسطيره لصالح هذه الفئة، حيث اختيرت وهران لتنفيذ أحد برامج التأهيل والإدماج الخاص بأطفال التوحد، بعد نجاح المؤسسة التعليمية التي فتحت منذ سنتين بوهران، وتعد أول مركز متخصص في التوجيه والفرز لصالح الأطفال المصابين بالتوحد، ومختلف الأمراض النفسية المتعلقة بالطفولة، وهو المركز الذي تتم إدارته بالتنسيق بين مديريات الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، التربية الوطنية والنشاط الاجتماعي.

المركز الثاني الذي افتتح، حسب مدير النشاط الاجتماعي لولاية وهران،  يعد فريدا من نوعه، لأنه مركز عبور للأطفال المرضى من التلاميذ الذين يتم استقبالهم ووضعهم تحت المراقبة الطبية والنفسية والبيداغوجية، خلال فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، حيث يتم على ضوء عملية المتابعة والمراقبة المستمرة للمختصين النفسانيين والتربويين، تحديد نوعية مرض الطفل وإمكانية التحاقه بالمدارس العمومية العادية، رفقة باقي الأطفال المتمدرسين، بعد تحضيره نفسيا، وفي حال اكتشاف عدم قدرة الطفل على الالتحاق بالأقسام العادية، يتم توجيهه لأقسام خاصة بأطفال التوحد، تم فتحها عبر كامل بلديات الولاية بعدد 32 قسما، يضم كل قسم من 6 إلى 8 أطفال، للتمكن من الوصول إلى جميع التلاميذ المصابين بالتوحد داخل القسم الخاص، ويشرف على الأقسام، أطباء نفسانيون ومعلمون مؤهلون خضعوا لدورات تدريبية خاصة بالتكفل بأطفال التوحد، وكيفية التعامل معهم وتقديم الدروس، وهو ما من شأنه المساهمة في إعادة التكفل الجيد بالأطفال وإدماجهم داخل المجتمع.

كما كشف مدير النشاط الاجتماعي لولاية وهران، محمد فضالة، في تصريح لـ«المساء”، عن فتح مسابقة لتعيين 30 معلما ضمن أقسام التوحد بالمدارس العمومية والخاصة، وهي مناصب مالية تم فتحها بالتنسيق مع مصالح مديرية التربية، بدعم من الولاية، حيث تم اجتياز الامتحانات على أن تعلن عن النتائج لاحقا، لبدء تنفيذ المشروع الشامل من أجل التكفل بأطفال التوحد، كما كشف مدير النشاط الاجتماعي عن أن ولاية وهران تعرف أيضا، تبني مشروع المدرسة النموذجية للتوجيه ومرافقة أطفال التوحد، حيث تمكن الموسم الماضي، طفلان مصابان بالتوحد بعد إدماجهما من الحصول على شهادة التعليم الابتدائي، وبنقاط جيدة، ويدرسان حاليا بشكل عادي في المتوسط، وكشف المدير عن أن مصالحه قامت بتوظيف 112 إطارا من خريجي الجامعات الحائزين على شهادات في مجال الطب النفسي، الطب العيادي النفساني، علوم التربية ومختصين في أمراض صعوبة النطق لإنجاح البرنامج.

كانت وزارة التضامن الوطني وقضايا الأسرة قد اختارت ـ كما سبقت الإشارة إليه ـ وهران كأول ولاية نموذجية عبر الوطن للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد، من خلال إطلاق كامل المبادرات والبرامج الخاصة بهذه الفئة، انطلاقا من وهران، بفضل الاستعداد الذي أبداه المختصون في المجال لإنجاح البرامج والمبادرات التي تتبناها الوزارة.

يخص المشروع الذي انطلق بوهران، الأطفال المصابين بما يعرف بـ ”طيف التوحد”، وهو نوع من أنواع الإصابة بالتوحد الطفيف، ويقوم المشروع على وضع 4 أطفال من المصابين بالتوحد داخل مدارس عادية منذ الدخول المدرسي، قصد تعليم الطفل المصاب روح الجماعة والتواجد وسط بيئة الأطفال المتمدرسين، وخلال أيام الدراسة، يتم تلقين الأطفال الدروس بشكل فردي، في وقت يقومون بالخروج إلى الساحة والبقاء مع الأطفال العاديين وملاحظة كيفية اللعب والجري داخل الساحة، وبتواصل الأيام وبسهر من مختصين نفسانيين وأطباء، يتم إدماج الأطفال المصابين بالتوحد داخل الأقسام العادية، على أن تتم العملية عبر مراحل وحسب جدول زمني مضبوط، يحدده المختص النفساني، وتتواصل العملية كل مرة إلى غاية الوصول إلى إدماج كامل للطفل.

تحصي مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، حسب تصريح رئيس مصلحة الوقاية الدكتور يوسف بوخاري، 526 طفلا مصابا بالتوحد، 40 بالمائة منهم متمدرسون، والبقية لم يلتحقوا بالمدارس، مما يجعل من المدرسة الجديدة فضاء للتوجيه والمتابعة النفسية قبل الالتحاق بالمؤسسات التعليمية، فيما تبقى حالات أخرى غير مكتشفة بسبب عدم علم الأولياء أو رفضهم توجيه أطفالهم إلى المراكز المتخصصة، التابعة لمديرية الصحة لولاية وهران، التي شرعت في حملات تحسيس لصالح الأولياء، في سبيل حثهم على إلحاق أبنائهم بالمراكز المتخصصة.