مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة العمومية لبوزريعة
استقبال 160 حالة يوميا أغلبها تسممات غذائية

- 845

تسببت الرطوبة والحرارة التي تشهدها العاصمة هذه الأيام، في إدخال عدد من المواطنين، خاصة كبار السن والأطفال، إلى مصالح الاستعجالات لتلقي العلاج اللازم، الأمر الذي أحدث حالة من الاكتظاظ ببعض المصالح الجوارية.
وقفت «المساء» لدى تواجدها في مصلحة الصحة الجوارية ببوزريعة، على الكم الهائل من المواطنين بقاعة الانتظار، وفي دردشتنا مع بعض المرضى، أعربت سيدة كانت رفقة ابنتها عن أنّ سبب تواجدها هو حالة الإسهال التي أصابت ابنتها جراء تناول فاكهة كانت معروضة في الشمس، في حين أشار مواطن آخر إلى أنّه أصيب بتسمم غذائي بسبب تناوله وجبة سريعة ممثلة في «المحاجب» على شاطئ البحر. أما مسن مصاب بداء السكري، فقد أصيب بحالة من الجفاف جراء التعرض لضربة شمس، الأمر الذي جعله يلتحق مباشرة بالمصلحة. ولعل الملاحظ أن أغلب الحالات التي كانت تستدعي العلاج تباينت بين التسمّمات الغذائية وضيق التنفس وضربات الشمس الحارقة.
وحسب مدير المصلحة الجوارية لبوزريعة محمد قندوز، فإنّ فصل الصيف معروف عادة بانتشار بعض الأمراض، خاصة المتنقلة منها وكذا التسمّمات الغذائية وتلك الناجمة عن التعرض للحرارة، والتي تصيب خاصة المسنين والأطفال، وما يجري استقباله بمصلحة الاستعجالات على مستوى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببوزريعة يعكس ذلك، حيث يقول «تلقينا عدّة حالات، خاصة الأطفال الذين يتعرضون للحرارة في أوقات الذروة بالشوارع أو على شاطئ البحر. كما يتناولون وجبات غذائية كانت معرضة لأشعة الشمس، وفي النتيجة يصابون بتسممات غذائية تعود سلبا على الصحة وتدخلهم سريعا مصلحة الاستعجالات».
من بين الأسباب التي تجعل المرضى يلتحقون بمصالح الاستعجالات، حسب مدير المصلحة «هو الإقبال على اقتناء الوجبات السريعة التي يتم بيعها على شاطئ البحر، فإلى جانب افتقارها لمعايير النظافة، تكون أيضا معرضة طوال اليوم لأشعة الشمس، بالتالي فإن 90 بالمائة مما يباع عادة من طرف الأطفال الجوالين غير صالح للأكل ومصدر مباشر للإصابة بالتسمم الغذائي».
الاكتظاظ الذي تعرفه المصالح الاستعجالية دفع بوزارة الصحة إلى توجيه تعليمات لبرمجة عطل الأطباء والممرضين بهدف ضمان استمرارية الخدمات الصحية ومواجهة الإقبال الكبير على المصالح الاستعجالية. ويوضّح مدير المصلحة «تمكنا من التغلب على كثرة المرضى الذين يزداد عددهم خلال فترة الصيف».
وفي رده عن سؤال حول أكثر الحالات التي يجري استقبالها، أشار إلى أنّه يتم في المقام الأول استقبال حالات التسمّم الغذائي، تليها حالات التعرض لأشعة الشمس، الإقبال على تناول المشروبات الغازية المعرضة للشمس، افتقار الوجبات السريعة لشروط الحفظ والنظافة وأخيرا حالات الإسهال التي عادة ما تصيب الأطفال، كاشفا عن أن مصلحة الاستعجالات في الآونة الأخيرة التي تزامنت وارتفاع معدلات الرطوبة والحرارة، تستقبل 160 حالة يوميا على مستوى عيادة الأبيار، «الإخوة واعلي» بشاطوناف، حيث يتم استقبال أكثر من 200 حالة يوميا أغلبها لكبار السن والأطفال.
للتمتع بعطلة صيفية مريحة، ينصح مدير المصلحة الجوارية بضرورة اتباع الإرشادات التي يتم تقديمها على مستوى المصالح الاستشفائية، ولعلّ أبسط نصيحة يجب التقيّد بها؛ غسل الأيدي بصورة مستمرة، لأن الميكروبات تساعد على الانتقال السريع للأمراض، إلى جانب الحرص على الغسل الجيد للفواكه، وأخيرا عند الذهاب إلى الشواطئ يجب تفادي قدر الإمكان تناول الوجبات التي تباع من طرف الباعة المتجولين، وأهم شيء جعل الماء الرفيق الدائم لكل المواطنين وتجنب الشرب من مصادر مياه غير مراقبة لتفادي الإصابة بالأمراض المتنقلة عبر المياه. وبالمناسبة يقول «هناك برنامج وطني لمحاربة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه ومصلحة بوزريعة، في إطار التوعية والتحسيس، تعمل بالتنسيق مع بعض حركات المجتمع المدني للمشاركة في تحسيس المواطنين».