ضرورة الاستثمار ”الأخلاقي” في الطفل

استقالة الأولياء التربوية وراء انتشار الآفات الاجتماعية

استقالة الأولياء التربوية وراء انتشار الآفات الاجتماعية
  • القراءات: 546
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

حذرت الأخصائية النفسانية فتيحة محمودية، من تخلي الأولياء عن دورهم ومسؤوليتهم تجاه أطفالهم، مشيرة إلى أن دور التربية لابد أن يتم في البيت، وفي أحضان العائلة، وتخليها عن ذلك الدور في السن المبكرة للطفل، سوف يضعه بين أيادي الشارع الذي سينقل مفاهيم أخرى للطفل، غير المبادئ الحسنة والأخلاق الطيبة، مما يجعله مستقبلا، فردا غير متزن، ومعرضا لمختلف المشاكل النفسية التي تجعله عرضة للآفات الاجتماعية.

 

أوضحت المتحدثة أن العديد من الأولياء اليوم، يتخلون عن مسؤوليتهم تجاه أطفالهم، وهو ما يؤدي إلى ظهور العديد من الآفات الاجتماعية، والمشاكل النفسية والمجتمعاتية، حيث تغيرت العديد من القيم والمبادئ لدى الشباب، الذين تعود مشكلتهم إلى عدم تلقيهم مفاهيم صحيحة عن الأخلاق، وما على الفرد أن يتحلى به للعيش وسط مجتمع والتعايش مع بقية أفراده.

قالت الأخصائية، إن الطفل مادة خام، ووصفته بالعجينة التي يمكن إعطاؤها الشكل الذي نريد، قائلة إن تفكير الطفل قبل سبع سنوات متفتح على العالم المحيط به، ونفسيته لها قابلية التغير بشكل مثير للدهشة، فالصبي في تلك المرحلة على أهبة الاستعداد لتلقي المفاهيم، إذ له أرضية خصبة لذلك، يمكن إصلاحه أو إفساده في تلك المرحلة، وإذا تخلى الأولياء عن تلك الفرصة في غرس المفاهيم الصحيحة والمبادئ الحميدة لدى الطفل، فسوف يصبح من الصعب استرجاع ما ضاع منا، وأصبح ذلك الطرف عرضة لـ«تربية الشارع.

أشارت المتحدثة إلى أنه سابقا، كانت تظهر الآفات الاجتماعية وسط فئة معينة من المجتمع، والذين لهم مشاكل مجتمعاتية سابقة، أو مشاكل عائلية، على غرار فقدان الوالدين الذين يعتبران مرجع الأطفال وقدوتهم، الفقر والبطالة، أزمة السكن والمبيت في بيوت قصديرية، وجود سوابق عدلية للوالد، وغيابه عن البيت بسبب تواجده مثلا في السجن، طلاق الوالدين، وغيرها من المشاكل التي قد تنمي لدى الطفل روح العدوانية، لكن دون ذلك، كان الأولياء يعملون على تلقين أطفالهم مبادئ وأخلاق تجعلهم ذوي أخلاق حسنة وتربية صالحة، وشخصيتهم متزنة وفعالة في المجتمع.

أرجعت المتحدثة المشكل إلى تخلي الأبوين عن دورهما، بسبب اهتمامهما بأمور ثانوية وتخليهما عن الأساسيات، باعتبار تربية الأطفال من الأولويات التي لابد من تخصيص الوقت اللازم لها، فالطفل لابد من الاستثمار فيه حتى تكون النتيجة مرضية، مشيرة إلى أن التخلي عن المسؤولية سيتحملها الشارع الذي لا مبادئ تحكمه، بل له قانون مخالف عن قانون المنزل، القوي يأكل الضعيف، بالتالي سوف يتعرض الفتى عند بلوغه، أو حتى قبل ذلك، لمشاكل عديدة، كانحرافه نحو المخدرات، تحوله إلى شخص عنيف، أو خارج عن القانون، وأقل ما يمكن أن يصاب به، تحليه بطباع سيئة وتربية مخالفة للمبادئ الخلقية، لاسيما بالنسبة للمجتمع المسلم الذي لابد أن يكون قدوة في ذلك، اقتداء بخلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.