نادي ”أكوامار” يواصل تنظيف عمق الساحل البحري

استخراج 560 كلغ من النفايات بـ’’كيتاني”

استخراج 560 كلغ من النفايات بـ’’كيتاني”
  • القراءات: 843
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

استخرج الغواصون من النادي البحرياكوامار الكائن ببلدية باب الوادي في العاصمة، أكثر من 560 كلغ من النفايات بالواجهة البحرية الكيتاني، إذ تطلبت العملية الـ45 لتنقية عمق الساحل البحري، مجهودات كبيرة من طرف الغواصين الذين اعتمدوا على إمكانيات النادي البسيطة، ممثلة في بعض الشباك المخصصة لتخزين البطاطا، وخبرتهم في مجال الغوص من أجل التنظيف.

حسب محمد الصديق عبد العزيز، رئيس الجمعية الرياضية للنشاطات الساحلية والبحرية اكوامار، فإن أغلب النفايات التي تم استخراجها كانت من مادة البلاستيك، مما يعني،  حسبه، أن المواطن لا يزال بحاجة إلى العمل التحسيسي لتوعيته بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية التي أضحت النفايات تهددها”.

يقول محدثنا في معرض حديثه مع المساء؛ تأتي عملية تنظيف عمق الساحل البحري للواجهة البحرية الكيتاني، تنفيذا لإستراتيجية الشراكة بين المجتمع المدني، ممثلا في الجمعية اكوامار ومديرية البيئة لولاية الجزائر، التي حملت هذه السنة شعار نقي لوليدي وولدك”.

أشار رئيس الجمعية إلى أن عملية تنظيف عمق الساحل البحري التي تمت مؤخرا، تزامنا وانتهاء موسم الاصطياف، مست 85 بالمائة من عمق الساحل التابع لبلدية باب الوادي، موضحا أن الجمعية وفي عمليات سابقة، سبق لها أن بلغت نسبة 100 بالمائة من تنظيف عمق الساحل البحري، مرجعا تراجع النسبة إلى قلة الإمكانيات، بالنظر إلى ما تتطلبه عملية تنظيف عمق الساحل من إمكانيات كبيرة تفوق إمكانيات الجمعية المحدودة، التي يقول لا تزال تعتمد على ما يجود به الأعضاء من مساهمات لإنجاح عمليات التنظيف التي تهدف إلى حماية البيئة البحرية من مختلف الأخطار التي تهددها، والتي يعتبر المواطن المسؤول الأول عنها”. أرجع محدثنا في معرض حديثه، الوصول إلى إنجاح العملية الـ45 لتنظيف عمق الساحل البحري، إلى المجهودات التي بذلها أعضاء الجمعية من غواصين وبعض المتطوعين من محبي البيئة البحرية، من الذين كرسوا المعنى الحقيقي لشعار الجمعية الذي أطلقته منذ تأسيسها، والمتمثل في الغوص هوايتنا وحماية البيئة البحرية من أولوياتنا ، معربا في السياق، عن خيبة أمله لغياب الدعم من الجهات المعنية ممثلة في مديرية البيئة، التي رغم وجود عقد شراكة يربطها بالجمعية، إلا أنها في مثل هذه العمليات التي تهدف إلى تنظيف البيئة البحرية تغيب كليا، ويقول مما يجعلنا نطرح سؤال؛ ما الفائدة من وجود عقد شراكة إن لم تجسد على أرض الواقع من خلال العمل التنسيقي الميداني؟، ويعلق لطالما كان حضور الجهات الرسمية كمديرية البيئة، مجرد حضور شكلي لا يقدم أي دعم لإنجاح العمل الميداني في مجال حماية البيئة البحرية. من جهة أخرى، أوضح محدثنا أن تنظيف عمق الساحل البحري كان مهددا بالإلغاء، بسبب عدم توفر إمكانيات عملية التنظيف، ممثلة في غياب الأكياس المخصصة لجمع النفايات التي تقدم للغواصين، حيث أن الغواص لا يمكنه إخراج النفايات بالاعتماد على يديه فقط، لأن ذلك يصيبه بالتعب والإرهاق، بل ينبغي أن تقدم له أكياس تشبه تلك التي تستعمل في صيد السمك، حيث يقوم لمدة ساعتين بجمع ما تيسر له من نفايات وإخراجها، ومن ثمة يجري نقلها في الشاحنات المخصصة لرفع النفايات، لافتا إلى أن الاهتمام بالبيئة البحرية لا ينبغي أن يقع على عاتق المجتمع المدني فحسب، بل يحتاج إلى تكاثف جهود الجهات المعنية ممثلة في مديرية البيئة ومؤسسة نات كوم، والمركز الوطني للتنوع البيولوجي.

أشار في السياق، إلى أن الجمعية مستعدة للإشراف على عمليات تنظيف أخرى، لو أنها تحوز على الدعم المطلوب، خاصة أنها اكتسبت عبر العمليات السابقة، تجربة معتبرة في مجال التنظيف.

عن مدى تحلي المصطاف هذا الموسم الصيفي بالوعي اتجاه البيئة البحرية، أشار رئيس الجمعية إلى أنه رغم مباشرة الجمعية منذ بداية موسم الاصطياف، بعض الحملات التحسيسية للتوعية بأهمية الحفاظ على الساحل والبحر نظيفا، غير أن المصطاف لا يزال بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، لاسيما أن أغلب النفايات المسترجعة عبارة عن مواد بلاستيكية من تلك التي يخلفها رواد المكان بعد مغادرة الشاطئ، مشيرا إلى أن المواطن اليوم، يحتاج إلى أن يدرك بأن البيئة البحرية أصبحت مهددة بالنفايات التي يخلفها، والتي لا تلوث المنظر العام فحسب، إنما تتسبب في قتل الكائنات البحرية، خاصة أن بعض هذه النفايات كالزجاج والبلاستيك، تحتاج إلى مدة زمنية طويلة لتتحلل.

في السياق، يؤكد المتحدث بأنه يعول كثيرا من خلال برنامجه التحسيسي، على الأطفال الذين ينبغي، حسبه، إشراكهم في عملية التنظيف وعدم الاكتفاء فقط بتوعيتهم، بالاعتماد على المطويات أو القصص التي لا تقدم لهم صورة واقعية حول أهمية أن تكون البيئة البحرية نظيفة.