أمين صحراوي نموذج ناجح من بسكرة

استثمر في رُب دقلة ”نور” ويتطلع للتصدير

استثمر في رُب دقلة ”نور” ويتطلع للتصدير
  • القراءات: 1419
رشيدة بلال رشيدة بلال

يقدم المجتمع دائما، نماذج ناجحة تمكنت بأدوات بسيطة من صنع الفرق وتحقيق النجاح، والعينة التي استقتها ”المساء” في هذا الإطار، من ولاية بسكرة لشاب أحب ما تنبته أرض والده من تمور، ففكر في طريقة تجعل الاستثمار في هذا المجال مربحا أكثر، فأنشأ مؤسسته العائلية المصغرة في تحضير ”رب دقلة نور” بعد الرواج الذي عرفه هذا النوع من المنتجات في الأسواق، وازدياد الطلب عليه لأغراض علاجية وغذائية.. عن تجربته والتحديات التي واجهته وكذا تطلعاته كان هذا اللقاء.

يقول المستثمر الشاب أمين صحراوي، في بداية حديثه مع ”المساء”، بمناسبة مشاركته مؤخرا في صالون الشكولاطة والقهوة، الذي احتضنه قصر المعارض بالعاصمة، إنه حاول من خلال منتجه أن ينافس الشكولاطة من حيث المراهنة على النوعية والفوائد الصحية، لأنه ابن مدينة بسكرة المشهورة بإنتاج التمور، وأضاف أن التفكير في الاستثمار في مجال التمور ليس جديدا، لأن والده يملك حقلا من النخيل، وينشط في هذا المجال منذ أكثر من 25 سنة، وحسبه، فإن التفكير في الاستثمار في فاكهة التمر كان من منطلق تصحيح بعض المعتقدات الخاطئة التي تجعل دائما المنتج في قفص الاتهام، على أساس أنه من يرفع أسعار ما ينتجه، خاصة في مادة التمر التي تباع دائما بأسعار باهظة، إلا أن الأمر مخالف تماما، فالأسعار يتحكم فيها الوسطاء، ويقول الأمر الذي دفعني كشاب إلى التفكير في تغيير طريقة العمل، بالانتقال من الإنتاج والبيع إلى التحويل، خاصة أن التمور تعد من الفواكه سريعة التلف، كما أن عملية الحفظ صعبة، ومن هنا ولدت فكرة إنشاء مؤسسة صغيرة تقدم التمور في علب، مع الحفاظ على كامل فوائدها الغذائية بعيدا عن الحافظات الصناعية”.

فكرة التحول نحو إنتاج ”رب التمر” ليست جديدة، حسب المستثمر أمين، لأن السوق يحوي على عدة أنواع في هذا المجال من عجينة التمر أو بعض الأنواع الأخرى من التمور، ويقول ”غير أن التميز الذي انفردنا به كمؤسسة ناشئة، هو حصر رب التمر في نوع واحد، وهو ”دقلة نور” التي تعد من أجود أنواع التمر، وهي الفكرة التي لقيت ترحيبا كبيرا من المستهلكين الذين عرضنا عليهم منتجنا في أول خرجة لنا بمعرض أقيم مؤخرا في العاصمة، بمناسبة احتفالية يناير”، مشيرا إلى أن السر في نجاح هذا النوع من المنتجات، يعود إلى أن المستهلك أصبح يعرف الفوائد الغذائية الموجودة في هذا النوع من المنتجات، كما أن الطلب أصبح كبيرا عليها في المجال الغذائي والعلاجي وحتى التجميلي.

لعل ما يصنع التميز أيضا في منتج المستثمر أمين؛ الاعتماد على وصفة خاصة لتحضير رب تمر ”دقلة نور”، تضمن احتفاظه بقيمته الغذائية كاملة، وكانت نتاج تدخل كل أفراد العائلة من مختصين للمساهمة في ضبط الوصفة، حتى تكون مفيدة وسهلة الاستهلاك حتى بالنسبة لأصغر الشرائح العمرية من فئة الأطفال، وبالمناسبة يوضح ”الرسالة التي ارتأينا تبليغها من خلال المشاركة في صالون الشكولاطة، هي التحسيس بأهمية التوجه إلى مثل هذه المنتجات الطبيعية التي لا تؤثر على الصحة، مقارنة مع الشكولاطة التجارية التي تحوي على نسبة كبيرة من السكريات الضارة، على خلاف سكر التمر الطبيعي”.

عن التحديات التي واجهته عند إنشاء مؤسسته المصغرة، أشار محدثنا إلى أن الخبرة في مجال التعامل مع منتجات التمر موجودة، بحكم أنه ابن الولاية وتربي بين التمور ويعرف كل كبيرة وصغيرة عن هذه الفاكهة، أما بالنسبة للمعدات، فيوضح أنه لم يكن بحاجة إلى طلب قرض أو المساعدة من أية جهة، لأنه يؤمن بأن بعض الأنشطة يمكن أن يقوم بها بالاعتماد على نفسه، وعلى ما يملكه من إمكانيات، حتى وإن كانت بسيطة، ولعل هذا هو سر نجاحه، بالإضافة إلى صبره وإيمانه بأن التغيير يبدأ من الشخص نفسه. يتطلع المستثمر الواعد أمين، إلى ولوج عالم التصدير بعد أن لقي منتجه إقبالا كبيرا من المستهلكين في المعارض الثلاثة التي شارك فيها. وحسبه، فإن احتكاك المنتج مباشرة بالمستهلك، يمكنه من رصد أرائه حول هذا الإنتاج، ويرحب بكل الانتقادات التي يتم المراهنة عليها لتطوير المنتج وجعله متوفرا، مثله مثل العسل في كل المنازل.