التفكير في تعميم المبادرة وطنيا
اختتام تظاهرة «لمجتي من تراثي» ببومرداس

- 1736

دعا مختصون في التغذية الصحية من الأسر، إيلاء الأهمية القصوى للمجة المدرسية، بعيدا عن السكاكر والمملحات، وقالوا بأن تخصيص بضعة دقائق كل صباح لتحضير لمجة من منتوجات الدرج، تغني التلاميذ خطر الإصابة بالسمنة وتبعاتها المرضية، لاسيما ارتفاع الضغط والإصابة بالسكري «2».
خطوة هي الأولى من نوعها، بادرت إلى تنظيمها غرفة الصناعة التقليدية لبومرداس، من خلال خلق جو تنافسي لدى بعض الحرفيات ممن طلب منهن تحضير لمجة تقليدية، والفكرة مثلما تكشف عنها تالية زايدي، رئيسة مصلحة بالغرفة لـ»المساء»، جاءت لهدفين اثنين، الأول صحي والثاني تجاري، فبالإضافة إلى تعريف الأطفال بأهمية اللمجة الصحية حفاظا على الصحة العمومية، هناك في المقابل تكوين الحرفيات في طرق الماركيتنغ، حيث شارك في هذه العملية ممثلون عن مصالح التجارة للتعريف بكيفية عرض المنتوج واحترام شروط ذلك وحتى كيفية تسويقه.
من المنتظر أن تدخل هذه المبادرة مرحلتها الثانية، بداية من هذا الأسبوع، من خلال عرض اللمجة التقليدية المحضرة في بعض المساحات التجارية من أجل التسويق، ومنه فتح آفاق تسويقية جديدة أمام الحرفيات، تشرح المتحدثة.
في السياق، تشير ممثلة مديرية التجارة فايزة بودور، إلى أن مشاركة المصالح في هذه التظاهرة كان بهدف مرافقة المستهلك الصغير (التلميذ) والحرفي على حد سواء، للتحسيس بكيفيات الشراء الصحيح للمنتوجات المطابقة لكل المعايير السليمة والصحيحة، لتعريف المُنتجين (الحرفي) بشروط وسلامة المنتوج واحترام معايير النظافة.
تكتسي اللمجة المدرسية أهمية كبيرة، حيث يراها المختصون أهم وجبة بعد فطور الصباح بالنسبة للأطفال، حيث تقول الدكتورة أمينة قنون، طبيب رئيسي للصحة المدرسية، في معرض حديثها مع «المساء»، بأن «الأمور وصلت إلى حد لا يمكن السكوت عنه»، وتقصد بكلامها أن السكاكر والمملحات، لاسيما «الشيبس» و»الزريعة»، إضافة إلى الإفراط في تناول الشكولاطة، استحوذت على عقول التلاميذ لدرجة أنه في كل الاستراحات المدرسية لا تلاحظ إلا أكياس هذين المنتجين بصفة كبيرة بين أيدي التلاميذ، وهو ما ينعكس سلبا على صحتهم، إذ من الممكن جدا إصابتهم بالسمنة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالسكري من الفئة الثانية، والإصابة بارتفاع الضغط الشرياني، توضح الدكتورة، مؤكدة «أنه حان وقت إيقاف هذا الإهمال الكبير والاهتمام بلمجة صحية تجمع عناصر الأكل الصحي من فيتامينات ومعادن وغيرها». كما تلفت إلى أهمية تحسيس الأسر، خاصة الأمهات، بأهمية العناية الكبيرة بأكل أطفالهن، بالقول «بضعة دقائق صباحا لتحضير لمجة صحية، أبسطها قطعة خبز بجبن، أو خبز مبلل بزيت الزيتون، حبة بسباس أو جزرة أو قطعة خبز وبيضة، مرتان في الأسبوع على الأكثر، أو حتى قطعة خبز مدهونة بالقليل من الزبدة»، تشرح المختصة، موضحة أهمية هذه اللمجة الصحية بالنسبة للأطفال، كونهم في مرحلة نمو ولابد من توفر عناصر الغذاء الصحي في أكلهم من أجل نمو صحي وصحيح.
من جهته، يرى الطباخ المتمرن محمد زيد المال، أحد أعضاء اللجنة، أن تخصيص عشرة دقائق كل صباح لإعداد لمجة تقليدية صحية للأطفال، خير ألف مرة من اصطحاب الطفل إلى المساحات التجارية واختيارهم السكاكر و»الشيبس» والشكولاطة، كاشفا عن أن أسبوع اللمجة المدرسية الذي جاء في مرحلته الأولى تحت شعار «لمجتي من تراثي»، «مبادرة جيدة تستحق التثمين وتوسيع الجهات المشاركة فيها، لاسيما مديرية التربية، لأن هذه العملية مست أربع ابتدائيات، ونطمح إلى توسيعها مستقبلا تعميما للفائدة».
عرفت أربع ابتدائيات «فعاليات أسبوع اللمجة المدرسية»، وينتظر أن تنظم مساحتان تجاريتان بوسط مدينة بومرداس، في هذا الأسبوع، المرحلة الثانية من هذه التظاهرة من خلال البيع الفعلي للمجة التقليدية، بعد شرح كيفيات عرض المنتوج وتغليفه وشروط تسويقه، مع العمل على جعلها تكتسي طابعا وطنيا لتعميم الفائدة على التلاميذ والحرفيين، والأهم على الصحة العمومية، حسبما استفيد من الجهة المنظمة. علما أن اللمجة التقليدية التي تم عرضها على هامش إحياء اليوم الوطني للحرفي نهاية الأسبوع المنصرم، تتمثل إجمالا في «روينة بطحين الخروب والعسل الطبيعي»، «خبز الدار ببعض الخضر المطهوة على البخار»، «فطائر بعجينة التمر»، «فطائر بالخضر وصلصة منزلية»، وغيرها من المنتوجات التي أبدعت بعض الحرفيات في تحضيرها من منتوجات متوفرة في المنازل.
❊حنان. س