تقتنيه العروس في جهازها

إقبال واسع على النحاس في عنابة

إقبال واسع على النحاس في عنابة
  • القراءات: 977
سميرة عوام سميرة عوام

تعرف عملية تدوير النحاس في عنابة هذه الأيام، إقبالا واسعا من طرف المقبلات على الزواج، وحتى المتزوجات وربات البيوت، حيث وجدن ضالتهن في البحث عن آوان قديمة يتم شراؤها من عند الأهالي، أو استغلالها من طرف الأمهات اللواتي يحتفظن بها، لأنها تتميز برائحة الأصالة والجدات، كما تحولت هذه الأواني، إلى هدف لأصحاب محلات بيع الأشياء القديمة، حيث يتم إعادة استرجاعها ونقشها من جديد من طرف مختصين في هذا المجال..

يعمل النقاشون على تحويله إلى قطع جديدة، ويتم وضعها ضمن جهاز العروسة، خاصة منها صينية النحاس التي تعتبر من الأكسسورات المهمة للعائلات العنابية، فهي رمز للحفاظ عن الإرث القديم، كما  تعطي ميزة في القعدات مع الضيوف، حيث تزين بالحلويات والقهوة والشاي وغيرها من الأشياء الأخرى، التي تزيد من بهاء المكان. تتنوع سلسلة تزيين الصينية من بيت لآخر، حسب جمالية نظرة كل امرأة، وباعتبار الأمهات يحافظن على هذا الإرث، الذي لايزال حاضرا، تجد المقبلات على الزواج يصطحبن معهن صينية النحاس المنقوشة والمزركشة برسومات وتشكيلات هندسية فريدة من نوعها. إقبال النساء على النحاس القديم وإعادة تدويره، فرصة لضعفاء الدخل، لأن سوق النحاس التهب، وقد يصل سعر الصينية إلى أكثر من ثلاث ملايين سنتيم، وإذا كانت لها نقوش دقيقة يزيد سعرها، وأمام غلاء المعيشة والتهاب الأسعار، تستغل العرائس الرحبة القديمة الخاصة بتدوير النحاس لإعادة استغلاله.

خلال إقبالنا على الدكان الخاص بتدوير النحاس القريب من الطاسيلي، وجدنا طلبيات عديدة على صينية النحاس، وحتى بعض القطع الأخرى التي تنوع لونها بين الفضي والذهبي، كل حسب ذوقه واختياره، وحسب صاحب المحل، فإن هذه الحرفة أخذها عن جده، وهو يعمل بالتنسيق مع دكان آخر متخصص في النقش على النحاس بمدينة قسنطينة العريقة، والمختصة في هذا المجال، فالعارفين بسوق النحاس تجدهم يقبلون على اقتنائه من مكانه الأصلي، وهو قسنطينة، لأنها معروفة بنقل هذه الأكسسورات، وأمام حرفة تدوير النحاس، تبقى هذه المهنة قائمة، رغم تطور الحياة وظهور قطع أخرى، لكنها تبقى لا تضاهي النحاس في قيمته لدى سكان عنابة.