الزعتر والزنجبيل والعسل في مقدمة الطلبات
إقبال كبير على محلات بيع الأعشاب لتفادي أمراض الشتاء
- 160
أحلام محي الدين
تشهد محلات بيع الأعشاب بالعاصمة إقبالا كبيرا من المواطنين خلال هذه الأيام لا سيما بعد زخات المطر التي شهدتها بلادنا مؤخرا؛ إذ تعود الأمهات لفتح خزانة الجدات لإعداد بعض الوصفات الصحية والآمنة؛ لكونها معززة للصحة، ورافعة للمناعة عن تجربة. كما تساعد الجسم على مقاومة البرد ونزلاته المتكررة التي قد توقع الفرد فراشا لأزيد من أسبوع، لا سيما بعد أزمة كورونا التي شهدتها البشرية.
خلال الجولة التي قادت "المساء" إلى كثير من الأسواق الشعبية بالعاصمة وخارجها، لاحظت حرص العائلات على دخول محلات العطارة أو العشابين المتفرقة هنا وهناك لاقتناء أنواع مختلفة من الأعشاب البرية والطبيعية لاستعمالها في علاج الزكام والأنفلونزا حيث يكثر الإقبال على الزعتر البري لولاية سطيف وجبال سيدي الكبير بالبليدة، نظرا لخصوصياتها الطبيعية وكذا نعناع المنيعة ذي الرائحة الزكية، كما أصبح للزنجبيل زبائن كثر بعد اكتشاف أسراره العلاجية في احتقان الحلق بعد مزجه بالعسل الطبيعي، وتنظيف الرئة من البلغم الذي يعيق حركة التنفس للكبار والصغار؛ ما يشعر الفرد بالوهن والقلق.
وأكد عمي صالح، 73 سنة، صاحب محل عطارة بسوق بالعاصمة، أن الطب الشعبي جزء هام في الموروث الصحي للأجيال؛ قال: "منذ سنوات طوال بل ولقرون، اعتمدت العائلات على كثير من المشروبات الساخنة بالأعشاب الطبية، التي أثبتت كفاءتها في مقاومة البرد والسعال الحادين، وهو ما يفسر الإقبال الكبير عليها مع هبوب نسمات الخريف؛ إذ تساهم في فتح الشعب الهوائية، وتهدئة السعال على غرار الزنجبيل، الذي يُعد فعالا في تدفئة الجسم، ورفع مناعته عند استعماله مع الليمون والعسل؛ إذ يحسن الدورة الدموية؛ ما يساعد على التخلص من الزكام في مدة أقصر مع تفادي الألم الحاد المصاحب لهذا المرض لا سيما ممن يشكون من آلام الصدر. وكذلك الزعتر البري الذي يُعد العدو الأول للبكتيريا والميكروبات؛ فهو يحاربها، ويقضي عليها. ويُستعمل، أيضا، كمنقوع مع العسل وشرائح الليمون".
وأضاف المتحدث أن رفق الأسعار وراء هذا الإقبال؛ قال: "ما يميز هذا النوع من العلاج هو رقته على الجيب؛ إذ يمكن الاستفادة من فوائد الزعتر مقابل 200 دج فقط لكل أفراد العائلة، أو 150 دج لجذر الزنجبيل الذي يقطع شرائح، ويستفيد منه الجميع. ونفس الشيء بالنسبة للكركم الذي يمكن استخدامه كمهدئ للجسم، ومريح للصدر لدى استعماله مع الحليب والعسل؛ فهو طيب المذاق، كثير الفائدة".
مختصون: منقوع الأعشاب.. درع طبيعي لمواجهة الفيروسات
تعددت المطالب وانصبت كلها في قالب البحث عن العلاج، أو تقديم خطوة استباقية وقائية لرفع المناعة قبل حلول الشتاء، واستعمال هذه الأعشاب والمنقوعات كدرع واق ضد الأمراض. حيث أكدت المختصة في التغذية نجود معلم لـ "المساء" ، أن المشروبات الساخنة أو " التيزانات" المعَدة من الشاي الأخضر، والزنجبيل، والكركم، والقرفة، والزعتر والبابونج، كلها دروع طبيعية لمكافحة الأمراض الفيروسية، وحماية الصدر.
وأضافت المختصة: " يُستحسن شرب كوب من الشاي الأخضر والعسل، اللذان يساعدان على علاج ألم الحلق والسعال الناتج عن الإصابة بالزكام، مع التأكيد على ضرورة استخدام الزنجبيل كنوع من أنواع الشاي؛ لكونه مفيدا جدا لنزلات البرد ". وأكدت المختصة في التغذية نجود معلم، أيضا، أن هناك خطة صحية قوية لا بد من اعتمادها لرفع المناعة، وحماية الأجسام من خلال إضافة العسل الطبيعي لعصير الحمضيات أو المكسرات. وتؤخد مع التمر أو عجينة التمر؛ على غرار بذور الكابويا، أو دوار الشمس؛ لاحتوائها على فيتامين "د" وفيتامين"ب" .