المحلل السياسي الدكتور مصطفى بورزامة:
إعلام "صناعة الكذب" الإسرائيلي يشبه ما حدث بين موسى وفرعون
- القراءات: 456
❊ التوعية الإعلامية ضرورية لتفادي التظليل حول ما يجري في غزة
وصف الدكتور مصطفى بورزامة، أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر "3"، ومحلل سياسي، ما يجري في قطاع غزة من تضليل إعلامي وإخفاء حقيقة ما يحدث، بهدف تزيين صورة المحتل الإسرائيلي بإعلام صناعة الكذب، وحسبه، فإن التظليل موجود منذ آلاف السنين، يكفي فقط العودة إلى قصة سيدنا موسى وفرعون، عندما قال فرعون؛ "ذروني أقتل موسى، فإني أخاف أن يبدل دينكم"، حيث اختار أن يظلل العامة عما جاء به موسى، مع الاستعانة بالسحرة، الذين كان لديهم تأثير على الناس، وقالوا؛ "إذا غلبنا موسى فإن جزاءنا أن نكون من المقربين"، وهو بالضبط ما يحدث مع الإعلام المظلل، الذي يتطلع لأن يكون قريبا من السلطة التي تموله وتدعمه، لتزييف الحقائق.
أكد المحلل السياسي الدكتور مصطفى بورزامة، بمناسبة تنشيطه، مؤخرا، ندوة بمنتدى جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، أن الحديث عن التظليل الإعلامي الممارس اليوم، في التغطية على حقيقة ما يحدث من انتهاكات صارخة في حق الشعب الفلسطيني، يتطلب تشريح العملية الإعلامية المرتبطة بثلاثة عناصر هامة، وهي "المرسل والمستقبل وبينهما توجد الوسيلة الإعلامية"، وحسب ما توحي به المعطيات، فإن الإعلام العالمي، ممثلا في القنوات العالمية، تقف وراءها لوبيات يهودية، تسعى إلى إقناع العالم بأن إسرائيل هي الضحية، من خلال الترويج لما ترغب في نشره على حساب حقيقة ما يحدث".
وفق ما أوضح المختص. وقال المحلل السياسي: "التظليل الإعلامي الممارس على ما يحدث في قطاع غزة، هدفه تزييف الحقيقية تماما، أو أنه يعطي شيئا من الحقيقية، ويخفي باقي الحقيقية، ولعل أحسن مثال على ذلك، في التغطية الإعلامية من القنوات الغربية والعربية"، مردفا: "هناك من يقول قتلى في قطاع غزة، وهناك من يقول ضحايا، وهناك من يقول شهداء، وشتان بين مصطلح وآخر.
وذكر أيضا: "وأكثر من هذا، فإن التظليل مارسته الدول الغربية منذ 1862، عندما تم تهجير اليهود إلى فلسطين، في شكل فرق، بحجة التنقيب عن الآثار الموجودة تحت الأقصى، غير أن الحقيقة لم تكن التنقيب، إنما تهجير اليهود، وأكثر من هذا، فإن اليهود مارسوا التظليل قبل ذلك بكثير، من خلال الترويج لكونهم ضحايا الألمان من طرف هتلر والنمسا، حتى يتعاطف معهم العالم"، وأشار الدكتور إلى أن مذكرات هتلر، تشير إلى أن اليهود كانوا ينشرون الرذيلة ويتحكمون في البنوك، وأنهم يريدون التحكم في العالم، كل هذه حقائق لا يتحدث عنها الإعلام الغربي" وهذا، حسب المحلل السياسي، "من أبشع صور التظليل".
تفسير ما يحدث لغزة من تظليل، حسب المتحدث، يتطلب البحث في التاريخ لفهم حقيقة ما يحدث من طمس للحقائق، مشيرا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي، هي الأخرى، لعبت دورا بارزا في رفع التظليل الإعلامي، من خلال نشر ما يحدث في ظل ما يسمى بصناعة الخبر، بعدما كان الإعلام مقتصرا على نقل الخبر، وحسبه، فإن التضليل الإعلامي لم يعد يقتصر على ما يتم عرضه من صور مزيفة لما يجري، إنما يتم الاعتماد أيضا على المؤثرين في ممارسة التظليل الإعلامي، عبر بعض المنصات، مثل "الفايسبوك"، "تويتر"، و"سناب شات" وغيرها.
وأردف قائلا: "بالتالي، شبكات التواصل الاجتماعي تحولت إلى منبع للأخبار، ينبغي الحذر منها، رغم أن دورها كبير في الكشف عن بعض الحقائق، فإن توخي الحذر منها مطلوب، لأنها تلعب دورا أيضا في التظليل، خاصة إذا اعتمدت على الإشاعة التي لا مصدر لها، والتي يجري تداولها بسرعة كبيرة".
وفي الختام، أكد الدكتور مصطفى بورزامة قائلا: "إن التوعية الإعلامية ضرورية لفهم ما يحدث، لتجنب الوقوع ضحية التظليل الذي لم يعد له مفهوم كلاسيكي، خاصة بعدما ارتبطت بمنصات التواصل الاجتماعي".