إنشاء مؤسسات مصغرة أو مشاريع مبتكرة، أكاديميون يؤكدون:

إشراك الطالب الجامعي في التنمية المحلية ضرورة

إشراك الطالب الجامعي في التنمية المحلية ضرورة
  • 837
رشيدة بلال رشيدة بلال

شكل موضوع "دور المقاولاتية  في دعم التنمية المحلية"، محور ملتقى وطني احتضنته جامعة "علي لونيسي" بالعفرون في ولاية البليدة، مؤخرا، سلط فيه المشاركون، من دكاترة وباحثين، الضوء على أهمية إشراك الطالب الجامعي في عملية التنمية المحلية بإقليم بلدية أو ولايته، وأهم الفرص المتاحة لإنجاح مشروعه الابتكاري، والمعيقات التي لا تزال تقف أمام تحقيق طموحاته في تحويل مشروعه إلى واقع خلاق للثروة.

في هذا الشأن، ترى الدكتورة أسماء بوخروبة، تخصص تنظيم سياسي إداري من جامعة "علي لونيسي"، والمشرفة على تنظيم الملتقى الوطني "أنه بات من الضروري إشراك الطالب الجامعي الحامل لمشروع مصغر، أو فكر ابتكاري في العملية التنموية على مستوى إقليم بلدية أو ولايته، وفقا لما يسمح به القانون"، وحسبها، فمن الضروري إدماج الجانب الأكاديمي العلمي مع الجانب الميداني، لتحقيق استراتيجية الحكومة الرامية إلى تحويل الطالب الجامعي، من باحث عن الشغل، إلى خالق للثروة. أشارت بوخروبة، في معرض حديثها مع "المساء"، إلى أن الجامعة أصبحت شريكا اجتماعيا، لها دور فعال في التكوين الأكاديمي للطلبة الذين يوفرون للمجتمع مادة خاما، مكونة من الناحية العلمية والقانونية، يبقى البحث عن كيفية تجسيد سياسة الدولة في استغلال هذه المادة الخام، من خلال البحث عن آفاق على المستوى المحلي، لتشغيل هذه الطاقات، موضحة أن الدولة فتحت الأبواب للولوج إلى عالم المقاولاتية، بالتالي ما على الطالب إلا التفكير في مشروع مبتكر، يستجيب لمتطلبات إقليم ولاية أو بلديته، سواء تعلق الأمر بفرز النفايات، أو الزراعة أو الصناعة أو البيطرة أو تربية الحيوانات، تقول "في المقابل وبحكم القانون، فإن البلدية أو الولاية مطالبة بفتح المجال لتجسيد أفكارهم، من خلال منح تراخيص أو عقارات أو اعتمادات، وبذلك يتم تحقيق الانسجام بين الجانب الأكاديمي والجانب الميداني".

الصيرفة الإسلامية محفز لدعم المشاريع المبتكرة

من جهته، سلط الدكتور عبد السلام موكيل (تخصص علوم سياسية)، الضوء لدى تدخله، على أهمية استفادة الطالب الجامعي، من الامتيازات التي تمنحها الصيرفة الإسلامية، من أجل تمويل مختلف المشاريع المصغرة والمبتكرة، وحسبه، فإن البنوك الإسلامية نجحت بشكل كبير في الدول العربية، ورغبت حتى الدول الأوربية في العمل بها، وبحكم أن الجزائر مؤخرا، وتبعا للقرارات الحكومية، اعتمدت الصيرفة والبنوك الإسلامية، بالتالي الطالب الراغب في التأسيس لمؤسسة مصغرة أو مشروع ابتكاري ويبحث على تمويل، ما عليه إلا التقرب من البنوك الإسلامية والحصول على الدعم الإسلامي الذي يعتبر من أهم الخيارات، خاصة أن أهم محفز هو توجه الدولة للتعامل مع هذه البنوك، وعدم وجود الفوائد الربوية التي تعزز رغبته في بداية مشروع خال من التبعات الربوية، يقول "يبقى المراهنة على دعم الدولة، من خلال فتح الأبواب لمرافقة الطلاب والشباب عموما، وتقديم الضمانات الكافية لتحويل الأفكار إلى مشاريع خلاقة للثروة". من جهة أخرى، أكد المتحدث أن الجماعات المحلية لها دور فعال في استقبال الشباب، من الذين حازوا على تمويل إسلامي، لتحويل مشاريعهم إلى واقع ملموس، تستفيد منه ولايتهم في العملية التنموية بأفكار علمية وخلاقة لمناصب شغل أخرى.

معيقات تحول دون نجاح الفكر المقاولاتي

بينما اختارت الدكتورة أحلام مرابط، من جامعة "الجزائر 3"، التطرق في مداخلتها لأهم المعيقات التي لا تزال تحول دون تمكن الطالب الجامعي من ولوج عالم المقاولاتية، وحصرتها في صعوبة استخراج الوثائق وكثرتها، مما جعل من البيروقراطية المعيق رقم واحد، جهل الطالب المتخرج لكيفية إدارة مثل هذه المشاريع من الناحية الميدانية، ومن خلال الدراسة الميدانية، توضح المتدخلة "تبين أيضا أن هناك غياب لثقافة وروح المقاولاتية لدى الطالب، رغم الجهود المبذولة في الجانب التحسيسي"، إلى جانب المثبطات النفسية التي أصبحت هي الأخرى تقف عائقا، خاصة عند تقزيم المشاريع المبتكرة المقدمة، وتشرح "في أغلب الأحيان، نجد أن المشاريع المبتكرة المقدمة من الطلبة، لها علاقة بالعالم الافتراضي، بحكم أننا نعيش في زمن التحول التكنولوجي، فتأتي كل المشاريع في هذا الباب، مثل التسويق الالكتروني والبيع الالكتروني، غير أن مثل هذه المشاريع التي تعرض على بعض المسؤولين لا تلقى الاهتمام منهم، لأنهم لا يعرفون لغة العالم التكنولوجي، الذي يشكل هو الآخر أهم معيق"، فضلا عن التقليل من قيمة بعض المشاريع الابتكارية عند عرضها، من منطلق أنها غير مهمة، كالمشاريع المتعلقة بالإشهار، والذي يعتبر من أكبر المحبطات، وكذا غياب المادة الأولوية لدعم بعض المشاريع المبتكرة. تقترح المحاضرة، من أجل تمكين الطالب الجامعي من ولوج عالم المقاولاتية والنجاح فيها، وتحقيق سياسة الحكومة الرامية إلى تحويل الطالب الجامعي إلى فرد خلاق للثروة، العمل الجاد على تغيير الذهنيات إزاء ما يقدم من مشاريع مبتكرة، والعمل على التخفيف من الأعباء الإدارية عند الشروع في إنشاء مؤسسة ناشئة، مشيرة في السياق، إلى أن إشراك الطالب الجامعي في التنمية المحلية، يجب عليه الانطلاق من طبيعة إقليم بلديته أو ولايته، حتى لا تواجهه المعيقات، وكي تستجيب المشاريع الابتكارية لمتطلبات واحتياجات ولاية البليدة مثلا، يفترض أن تكون في الجانبين الصناعي أو الفلاحي، على اعتبار أن الولاية قطب صناعي وفلاحي بامتياز.