تحذير من الانسياق التام وراءها
أنظمة الذكاء الاصطناعي بديل للمتعلم في حل الواجبات

- القراءات: 306

ساهم عنصر الفورية، في تأمين المعلومة لتلاميذ المدارس، إلى اللجوء لأنظمة الذكاء الاصطناعي، من أجل تأمين المعلومات المبحوث عنها، أو حل التمارين، حتى وإن كانت بسيطة، أو ترجمة بعض النصوص، وعلى الرغم من أنه مسعى يشجعه المختصون في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، خاصة أن التطور التكنولوجي يفرض وجوب التحكم في هذه التكنولوجيا، غير أن المطلوب هو اعتماد النسبية، حسبما أشار إليه الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، نسيم لوشاني.
حذر الخبير من الانسياق التام وراء أنظمة الذكاء الاصطناعي، لأنها تحاول أن تحاكي الخيال، مع احتمال الحصول على معلومات متحيزة، كما أنها تعلم التلميذ الاتكالية واعتماد الحلول السهلة والجاهزة، لتقدم في الأخير، فردا غير قابل للتعلم.
لقيت أنظمة الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، إقبالا كبيرا من قبل الطلبة الجامعيين والباحثين، بالنظر إلى ما تؤمنه من فورية في الحصول على المعلومة المطلوبة، الأمر الذي أسال لعاب التلاميذ على مستوى المتوسطات والثانويات، وحتى الابتدائي، من أجل الحصول على تمارين محلولة أو نصوص جاهزة، وهو الأمر الذي استحسنه الأولياء، خاصة أنه يقلل من عبء الدروس الخصوصية، واستنكره المختصون في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، لعلمهم المسبق بالجانب السلبي لهذا النوع من الأنظمة.
فحسب الخبير في التكنولوجيا والأنظمة الرقمية، نسيم لوشاني، فإن "من أهم الجوانب التي ينبغي للأولياء أن يتفطنوا إليها، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي في العملية التربوية، لايجب الاعتماد عليها كليا، لأنها تحمل جانبا من الخطأ، يقدر بين 30 و40 بالمائة، وهامش الإجابة الصحيحة يتراوح بين 60 و95 بالمائة"، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن "أنظمة الذكاء الاصطناعي تحاكي الخيال، بالتالي فهي تحاكي الإجابة ولا تجيب مباشرة"، لذا يقول الخبير "نعتقد أن الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، لابد أن يكون جزئيا، حتى يصب في مصلحة التلميذ، وعوض أن يسأل التلميذ عن حل التمرين مباشرة، وتقديمه جاهزا، الأصح أن يبحث في خطوات حل المسألة".
من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن الاعتماد على الحلول السهلة، من خلال التوجه إلى بعض المنصات لاستلهام الحلول الجاهزة، يعني الدفع بالتلاميذ إلى قتل المهارات البحثية، وحرمانهم من فهم ما يقومون به، لأن الهدف هو تحصيل المعلومة جاهزة، وهي مشكلة كبيرة، مشيرا إلى أنه "أصبح من الضروري على الجهات المعنية، مثل وزارة التربية والتعليم العالمي، وحتى مراكز التكوين المهني، التدخل لإجراء دورات تكوينية لفائدة المعلمين والمربين، حتي يتم ضبط العملية البحثية، خاصة أن البحوث والتمارين أصبح يتم حلها عبر الذكاء الاصطناعي، لأن جل التلاميذ والطلبة يحسنون استخدام مختلف المنصات، كونها سهلة الاستخدام، يبقى فقط التحكم في كيفية استخدام الأدوات التي بإمكانها الكشف عن المحتوى المقدم عبر الذكاء الاصطناعي" .
التطور التكنولوجي يفرض، حسب الخبير نسيم لوشاني، مواجهة التطورات والسير نحو ما يسمى بالأقسام الذكية، لكن هذا التغيير لا يكون عشوائيا، إنما ينبغي مراعاة ما يجب تغييره، كأدوات التعلم التي تخدم العملية التعليمية، من باب السرعة والفورية وليس من باب التأسيس لجيل غير قابل للتعلم، لذا أهم ما يجب التأكيد عليه، من خلال هذه الأنظمة، حسب المختص، "تسهيل العملية التعليمية والاقتناع بأنها لن تكون بديلا عن المتعلم".