أكد الزبير لبيهيات، رئيس جمعية المكعب السحري والرياضات الذهنية، أن الألعاب الفكرية التي ترتكز على الدهاء والذاكرة البصرية ألعاب تطور الذكاء.

وضح المتحدث الذي يشغل منصب مدرب في التنمية البشرية وتطوير الذات، ومختص في العلاقات والتواصل الاجتماعي في مركز الذكاء الذي يهتم بتنظيم دورات تدريبية في المجال، أنه أول من حول المكعب السحري المعروف بألوانه الستة من مجرد لعبة بسيطة يعتمد فيها الطفل على ترتيب لون واحد من أصل ستة ألوان، إلى لعبة تنافسية تعرف بالتكعيب السريع في الجزائر، بعدما عرفت هذه اللعبة انتشارا واسعا في بعض الدول الأجنبية التي أدرجتها ضمن الألعاب المطورة للعقل.

وأشار المتحدث ذو الـ27 سنة إلى أن ذلك المكعب أثار اهتمامه بشكل كبير قبل عشرة أشهر، حينها حاول تعلم مختلف خفايا اللعبة التي تعتمد على احتمالات خوارزمية ومنهجية دقيقة للعبها، على يد بطل الجزائر الشاب طارق بعزيزي الذي كان يعطيه دورات تدريبية وتوجيهية عبر الفايسبوك، تمكن من خلال ذلك من اكتساب مهارات جعلته يعشق تلك اللعبة الذكية والتفكير في إنشاء جمعية خاصة تهتم بتعليم الشباب طريقة تطوير العقل باستعمالها.

إن الرياضات الذهنية علم قائم بحد ذاته، يقول المتحدث، موضحا أن مراكز التنمية البشرية التي يولى لها اليوم اهتمام خاص في الجزائر هي التي أعادت الاعتبار لهذه الألعاب الفكرية، نظرا لدورها الكبير في تطوير الذات والعقل بشكل خاص، حيث قال: "هذه الألعاب تطور شقي الدماغ، فمثلا المكعب السحري يساعد على التركيز، يحفز الثقة بالنفس، يسهل التحدي والمنافسة ويوسع الخيال، فهو بذلك يطور أربعة أنواع من الذكاء وهي الذكاء التصوري، الحركي لاعتماده على حركات الأصابع العشرة، والذكاء المنطقي، وأخيرا الذكاء الاجتماعي وتطور كل ذلك لدى فرد واحد يجعل منه شخصا فعالا في مجتمعه، له إيجابية كبيرة في التأثير على من حوله بمختلف المقاييس.

وعلى صعيد آخر، قال المدرب الزبير بأن المكعب عبارة عن ألوان يعتمد في لعبه على تحفيز شقي الدماغ للتفكير، فالشق الأيمن يركز على الألوان، حيث يعتبر هذا الشق المسؤول عن كل ما يتعلق بالفن والإبداع، ويركز الشق الأيسر على الحل بالاعتماد على منطق الخوارزميات وبذلك فهذا النوع من الألعاب يساعد شقي الدماغ على العمل في آن واحد.

كما أوضح المتحدث أن المكعب السحري يجمع 43 ترليون توليفة أي حالة أو خلط وتقنية، حله تعتمد على الخوارزميات بمنهج يدعى التكعيب السريع وتعليمه لدى الراغبين في ذلك يتم وفق مرحلتين للمبتدئين، يتعلمون طريقة ترتيب كل الألوان، ثم المنهج المتقدم، الهدف منه هو دفع الفرد إلى الإسراع في التفكير في أسهل التوليفات لتحقيق ذلك في ظرف زمني قياسي.

وعن ذلك يقول الزبير بأنه يتم تنظيم خلال كل أربعة أشهر مسابقات مفتوحة للراغبين في التسجيل، آخر طبعة كانت في 20 أوت، توج فيها طارق بعزيزي بمعدل 16,11 ثانية، كما حقق ياسين بطاهر 12,83 ثانية لترتيب المكعب، مشيرا إلى أن الوقت القياسي المحدد لهذه اللعبة هو أربع ثوان فقط حققها بطل صيني رائد في المكعب السحري.