لتكريس ثقافة الأكل الصحي عند الأطفال

أكاديمية العلوم تكشف عن قصة توعوية مصوَّرة

أكاديمية العلوم تكشف عن قصة توعوية مصوَّرة
  • 346
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

نظمت الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات بالشراكة مع الجمعية الجزائرية للتغذية، مؤخرا، بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، فعاليات يوم دراسي حول التغذية. حيث شهد هذا اللقاء حضور عدد من المختصين والمهتمين بمجال صحة الطفل والتغذية؛ حيث تم تسليط الضوء على أهمية العناية بالطفل منذ الصغر، سواء من الناحية الصحية، أو النفسية، وترسيخ لديه ثقافة الأكل الصحي، والاهتمام بممارسة الرياضة لحياة سليمة، ومعافاة من الأمراض المرتبطة بالأكل.

أكد هشام قارة، رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات في كلمته، أن الأطفال هم الرصيد الحقيقي للمجتمعات، وأن غرس القيم الصحية السليمة في نفوسهم يُعد خطوة أساسية لبناء أجيال معافاة، قادرة على السير في الحياة بصحة وعافية، وتسيير الوطن حين يحين دورهم، موضحا أن التربية الصحية المبكرة تساهم، بشكل كبير، في الوقاية من العديد من الأمراض مستقبلا.

وأشار المتحدث إلى أن أطفال اليوم يعانون من سلوكات خاطئة، على غرار قلة الحركة، والنشاط البدني، إضافة إلى التأثر بعادات غذائية غير صحية. وبيّن أن الدراسات تشير إلى أن 20٪ من الأطفال يعانون من السمنة، إضافة إلى الإصابة المبكرة بأمراض مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، فضلا عن مشاكل نفسية كفقدان الثقة في النفس، مشددا على أن نقص الفيتامينات يؤثر سلبا على النمو الذهني، وقد يؤدي إلى تراجع المستوى الدراسي.

وفي السياق نفسه، أكد هشام قارة أن الحكومة الجزائرية تولي اهتماما خاصا بصحة الطفل، حيث أطلقت عدة برامج وطنية هامة، من بينها برنامج الصحة المدرسية، وبرامج التلقيح الشامل، بهدف الوقاية، وتعزيز صحة الأطفال، وضمان نموهم في ظروف سليمة، الى جانب تعزيز الرقابة على كل ما يسوَّق في المحلات من أغذية ومشروبات موجهة للطفل؛ بفحصها، وتحليل ما تحتويه، ونسب كل السكريات التي باتت تشكل خطرا على صحة الأطفال. واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة تضافر جهود الأسرة، والمدرسة، والمسجد؛ من أجل حماية صحة الطفل، ونشر الوعي الغذائي والصحي، باعتباره أساسا لبناء مجتمع قوي وسليم، مشددا على أنّ لكل دورَه في التوعية والتغيير أيضا تبعا لتعليمات المسلم أحق بها، إذ تعد توصيات ربانية للأكل السليم مع عدم التبذير والإسراف.

وعلى هامش فعاليات هذا اليوم الدراسي، تم الكشف عن قصة مصورة موجهة للأطفال حول التغذية السليمة، تحمل عنوان “كل، تحرك واستمتع” . وهي مبادرة تربوية تهدف إلى ترسيخ السلوك الصحي لدى الأطفال بطريقة مبسطة، وقريبة من عالمهم، سيتم توزيعها على كافة المؤسسات التربوية؛ كي يحصل عليها كل طفل وتلميذ للاستفادة من محتواها.

وفي هذا الصدد، أوضحت البروفيسور مليكة بوشناق خلادي، العضو المؤسس بالأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات ورئيسة الجمعية الجزائرية للتغذية، أن هذه القصة موجهة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و12 سنة، مؤكدة أن التوعية وحدها لم تعد كافية، بل أصبح من الضروري الانتقال إلى غرس القيم الصحية من خلال وسائل يفهمها الطفل، ويتفاعل معها، وتشجيعه على الأكل الصحي، وممارسة الرياضة، والاستمتاع بالحياة في آن واحد.

وأضافت المتحدثة أن القصة تعتمد أسلوبا قصصيا مشوقا، حيث تتمحور حول أخ وأخت، ووالدتهما التي توجههما نحو عادات صحية جيدة، الى جانب وجود في القصة المصورة كلب صغير يرافق الأطفال، يراقب تصرفاتهم، ويساعدهم على تصحيح سلوكاتهم اليومية بطريقة لطيفة وبسيطة، ما يجعل الرسائل الصحية أقرب إلى ذهن الطفل، وسهلة للتغير من سلوكياتهم وعاداتهم الخاطئة.

وأكدت البروفيسور بوشناق خلادي أن الأطفال اليوم يعانون من عادات غذائية خاطئة، وغير صحية، من بينها الأكل المتأخر، والإقبال على الوجبات السريعة، والاعتماد المفرط على المشروبات الغازية والعصائر الغنية بالسكريات، وقلة النشاط البدني، وعدم ممارستهم الرياضة، إضافة إلى اللمجة غير الصحية، والأكل خارج أوقات الوجبات، مشيرة الى أن هذه السلوكيات تؤدي إما إلى سوء التغذية أو إلى الإفراط في السمنة، خاصة أن الكثير من الأطفال يستهلكون أطعمة لا فائدة غذائية لها، لأنها تحتوي أساسا على كربوهيدرات فارغة على حد تعبيرها، وتفتقر إلى الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.

كما تطرقت المتحدثة الى أهمية النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، الذي يُعد من أكثر الأنظمة الصحية توازنا لما يحتويه من خضر، وفواكه، وحبوب كاملة، وزيوت صحية. واعتماد اليوم على عادات غذائية أجنبية هو المشكل الأساسي، حيث تحوّل الاهتمام أكثر نحو الأطعمة السريعة والمشبعة بالسكريات والدهون غير الصحية.

وفي الأخير أبرزت المتحدثة دور الهرم الغذائي كوسيلة تعليمية فعالة لشرح مفهوم الأكل المتوازن، من خلال عرض مختلف المجموعات الغذائية، وإبراز البدائل الممكنة بينها، ومعنى الصحن المتوازن، معتبرة أن هذا الهرم يساهم في تبسيط التوصيات الغذائية، ويساعد الطفل على فهم كيفية تحقيق توازن غذائي سليم في حياته اليومية دون التخلي عن متعة الأكل اللذيذ.