الربيع والسبوع والحلي والزربية والفخار

أعياد محلية تعكس التنوع الثقافي والاجتماعي

أعياد محلية تعكس التنوع الثقافي والاجتماعي
  • 1485
❊ أحلام محي الدين ❊ أحلام محي الدين

تزخر الجزائر بتقاليد غنية وتراث ثقافي يستوجب الحفاظ عليه من النسيان، كما جاء في الدليل الذي وزعته وزارة السياحة على زوار معرض الإنتاج الوطني مؤخرا، لتشجيع السياحة المحلية، باعتباره تراثا استثنائيا يعكس تاريخ آلاف السنين، وإسهامات الحقب الحضارية المختلفة وعادات وتقاليد متعددة ذات جذور تعكس أسلوب الحياة، وعبقرية الشعب الذي عايشها، على غرار الإبداع في الحرف اليدوية بكل من معاتقة وبني يني، وروعة الاحتفال بالربيع في تمنراست والسبيبة، و«السبوع في كل من جانت وتميمون، إلى جانب جاذبية عيد الزربية الغرداوية.

تمت الإشارة إلى أن الاهتمام بهذا الموروث الذي يجب المحافظة عليه، بغرض نقله للأجيال القادمة، باعتباره أحد مكونات شخصيتنا وخزانا حقيقيا في خدمة السياحة، ومن الأعياد الوطنية الهامة التي تستقطب آلاف السياح والزوار سنويا، والتي يتم انتظارها بشغف كبير، عيد  تافسيت (ألوان الربيع في تمنراست)، إذ يحتفل بالربيع لثلاثة أيام قبل ارتفاع درجة الحرارة والعواصف الرملية، وقد أصبح تافسيت على مر السنين معرضا ضخما، حيث يجد السياح أنفسهم في احتفال مختلف، كما يعد فرصة لتنظيم العديد من المسابقات، مثل مسابقة أفضل وأجمل حرف، إلى جانب تنظيم أمسيات موسيقية تحييها الفرق المحلية، ويغتنم سكان المنطقة هذه المناسبة لتجديد سلام راسخ بينهم منذ ما يقارب 3 آلاف سنة، بعد معركة بين الأشقاء أورارين و«ترافوريت، وهما قبيلتان بالمنطقة، بعد أن أصبح مهرجانا أسطوريا برمزية خاصة، ويتم الاحتفال به نهاية شهر أفريل.

‘’السبوع بتميمون

تحتضن تميمون فعاليات الاحتفال بالمواد النبوي الشريف في السبوع الذي يستمر سبعة أيام، يتخللها صوت القرقابو، وأصبح على مر السنين أكبر موعد لجذب السياح.

يحتفل بموسم تاغيت وعيد التمور ببشار في نهاية كل شهر أكتوبر، لجني التمور، باعتبارها المورد الرئيس بالساورة، ويحتفل به لمدة 3 أيام من خلال الاستمتاع بدق البندير وصوت القمبري والأغاني القديمة التي تعود إلى أكثر من 19 قرنا.

عيد الفخار بمنطقة معاتقة

يقام هذا العيد سنويا في شهر جوان في منطقة بالقرب من معاتقة ببوغني، جنوب تيزي وزو، للاحتفال وإبراز حرفة صناعة الفخار في هذه المنطقة، التي تعد في الغالب حرفة نسوية، حيث تشتهر نساء أث خليل بجودة أعمالهن، مستعينات في ذلك بالأدوات المنزلية والطين الأحمر.

حلي آث يني

يحتفل سكان أث يني كل عام في شهر جويلية، بالمجوهرات الفضية التي تشتهر بها المنطقة، والتي يتم إنجازها عادة من قبل الرجال، وفي السنوات الأخيرة، تشترك فيها النساء. المعروف عن هذه الحرفة، أنها تنتقل من الأب إلى الابن، وتتكون المجوهرات المعنية من الفضة والمرجان وذات زخرفة رئيسية مزينة بألوان مستوحاة من الطبيعة، ومنتشرة في كل مكان في منطقة آث يني، فالأصفر لإبراز أشعة الشمس والأخضر دلالة على الطبيعة والأزرق على السماء.

عيد الزربية الغرداوية

يتميز هذا العيد بطابعه التجاري، حيث يحظى بيع الزربية برتبة الشرف،  وينظم هذا العيد في عطلة الربيع منتصف مارس، وتحتضنه عاصمة وادي ميزاب عبر معرض للزرابي من مختلف أرجاء الوطن، وعروض لمركبات متنقلة ومزينة بالزرابي المحلية، بالإضافة إلى تنظيم مسابقة لأحسن عمل فني، وتنشيط سهرات فنية فلكلورية، وزيارة المعالم السياحية المتواجدة بوادي ميزاب، والتي تكون بني يزقن مدينة الشرف فيها، عبر سوقها التقليدي المشهور.

 

عيد السبيبة بجانت

يحتفل به بمناسبة إحياء عاشوراء من كل سنة هجرية، ويتزامن مع تاريخ إحياء ميثاق السلام لتكريس تقاليد عمرها آلاف السنين، ويحتفل جميع سكان طاسيلي ناجر بهذا العيد ليتذكروا ويجددوا العهد مع اتفاق السلام المبرم بينهم منذ ما يقارب 3 آلاف سنة، ويحكي من خلال التقاليد المحلية أنه في ذلك الوقت، حدثت معركة بين الأشقاء الاروران وتراورفيت قبيلة طاسيلي ناجر، وهي من أطول المعارك في التاريخ، توقفت بعد أن علم الإخوة الأعداء بانتصار موسى على فرعون، حينها قرروا عقد الصلح الذي يجمعهم منذ ذلك الوقت.