احتفالات العائلات الجزائرية بنجاح الأبناء
أعراس يزف فيها الناجحون

- 967

❊ بدلات خاصة وحلويات و"بريستيج" وولائم
تحول الاحتفال بنجاح الأبناء، خاصة في شهادتي التعليم المتوسط والثانوي، إلى محطة هامة تعد لها العائلة ما تحتاجه المناسبة من تحضيرات ونفقات، بل وأكثر من هذا، أصبحت مثل هذه الاحتفالات، بمثابة الأعراس، تتعالى فيها الزغاريد والأغاني، ويتم تحضير طلبيات الحلويات لها، بينما يختار آخرون إقامة وليمة عشاء ودعوة الأقارب والجيران.
رصدت "المساء"، على وقع إعلان نتائج التعليم المتوسط، وقريبا البكالوريا، جانبا من التحضيرات الخاصة بالاحتفال بهاتين المناسبتين.
البذلة شرط لابد منه للاحتفال بالنجاح
أولى التحضيرات التي تبادر بها العائلات، والتي تعتبر من التقاليد الدخيلة على مجتمعنا؛ تفصيل البدلة التي أصبح يرتديها الناجح مع القبعة المربعة، حيث يتم اختيارها بعناية، وفي المقابل، تخصص بعض الخياطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في مثل هذا النوع من البدلات التي تحولت إلى جزء لا يتجزأ في الاحتفالات، بعدما كان ارتداؤها محصورا على طلبة الجامعات عند التخرج، غير أن التغيرات الاجتماعية، غيرت بعض المفاهيم وأضحى حتى التلاميذ الناجحون في شهادة التعليم الابتدائي، يلبسون هذا الزى في احتفالاتهم.
وحسب ما رصدته "المساء"، على ألسنة بعض الأمهات اللواتي نجح أبناؤهن في شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط، فإن الاحتفالات بنجاح الأبناء، بمثابة تتويج للجهد المبذول طيلة المشوار الدراسي من الأبناء والأولياء على حد سواء، لذا يرغبن في التعبير عن الفرحة، من خلال الاحتفال، وعلى حد قول أحدهن "فإنها اضطرت بسبب كثرة المدعوين على حفل نجاح ابنتها، في شهادة التعليم المتوسط، إلى كراء قاعة حفلات، بسبب ضيق منزلها.
"الكورتاج" والألعاب النارية للإشهار بالنجاح
من بين الأمور القارة في الاحتفال، عقب الإعلان عن النتائج مباشرة، خاصة في شهادتي التعليم المتوسط والثانوي، الخروج في السيارة، رفقة أبناء الحي، للتعبير عن الفرحة، حيث يتم تنظيم ما يعرف بـ"الكورتاج"، وتتعالى أبواق السيارات للتعبير عن الفرحة بالنجاح، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل يتم أيضا تحضير مختلف أنواع الألعاب النارية التي يتم إطلاقها، مباشرة بعد الإعلان على النتائج، ويستمر الاحتفال إلى غاية تنظيم الحفل الرسمي، بينما يحضر بعض شباب الحي لقعدة ليلية، من أجل التعبير عن الفرح بنجاح ابن حيهم، حيث يرقصون ويغنون إلى ساعة متأخرة من الليل.
حلويات مبتكرة تعكس المناسبة
بعدما كان إلى وقت قريب، يتم تحضير الحلويات الخاصة بالاحتفال بنجاح الأبناء في المنازل، تغيرت المفاهيم أيضا، بعدما أصبح التركيز على مظهر الحلويات هو الآخر، مطلوبا في مثل هذه المناسبات، حيث نجد بأن حلويات الأعراس تختلف عن حلويات حفلات الناجين في مختلف الأطوار التعليمية، فمثلا بعض الحلويات تزين بقبعات التخرج، وتحمل عبارات مثل "مبروك النجاح" أو "مبارك التخرج"، و أكثر من هذا، أصبح يتم أيضا تزيين بعض الحلويات الأخرى بنماذج مصغرة، لشهادات تحمل اسم الناجح، وحسب ما جاء على لسان إحدى السيدات، فإن هذا التغير في الحلويات، الذي أصبح يتماشى مع نوعية الحفل المقام، أبدع فيه صناع الحلويات، إذ يكفي أن نطلب منهم تحضير حلويات لحفل التخرج، حتى يبدعوا في تقديم أشكال مختلفة تعبر عن المناسبة. مشيرة إلى أن تكلفة هذه الحلويات كبيرة، لأنها ـ كما يقال ـ حلوى "البريستيج"، غير أن المناسبة تستحق الإنفاق.
ما أصبح يلاحظ أيضا في مثل هذه الاحتفالات، أنها اعتمدت على توزيع الحلويات وفق ما هو معمول به في الأعراس، حيث يتم توزيع المملحات مع مشروب غازي، بعدها علبة من الحلويات مرفقة بالقهوة، وتختم بتوزيع الشاي مع حلوى معسلة، بينما ذهب آخرون بسبب كثرة المدعوين، إلى إقامة الاحتفالات، خاصة إن كان ابنهم ناجح في شهادة الباكالوريا لأيام، تعبيرا من جهة، على الفرح ونوع من المفاخرة بما حققه ابنه من إنجاز.
وفي هذا الإطار، أكدت السيدة "سعاد. ع"، التي حازت ابنتها مؤخرا، على شهادة التعليم المتوسط، أنه يتم تقسيم المدعوين، حيث نظمت سبع حفلات، وفي كل مرة كانت تنفق مبالغ مالية كبيرة على الحلويات والمرطبات فقط، كي تعبر عن فرحتها الكبيرة بنجاح ابنتها، وسط الأقارب والجيران والمفاخرة بها.
الهدايا القيمة شرط لابد منه
عندما تقرر حضور الاحتفال بنجاح الأبناء، أيا كان المستوى التعليمي الناجح، لابد أن تكون الهدية المقدمة قيمة، وإلا فإن المدعو لحضور الحفل سيعرض نفسه للإحراج، وفي هذا الإطار، أكدت مواطنة بأنها تميل في السنوات الأخيرة، إلى الاعتذار عن حضور مثل هذه الاحتفالات، بسبب كثرة النفقات، وتكتفي بتقديم التهاني عبر الهاتف، إلا إذا كان الناجح من المقربين بالعائلة، حيث تضطر إلى شراء هدية ثمينة لحضور الاحتفال، بينما علقت أخريات. بأن مثل هذه المناسبات يستحسن تقديم المال فيها للناجح عوض الهدية، لتخفيف الأعباء المالية، خاصة أن ثمن الهدايا مبالغ فيه، وحتى لا يشعرن بالإحراج.