من أجل رفع درجة الوعي

أطروحة دكتوراه في "الخطاب التلفزيوني الموجَّه للطفل"

أطروحة دكتوراه في "الخطاب التلفزيوني الموجَّه للطفل"
  • 663
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

شهدت كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، مناقشة أطروحة "دكتوراه في علوم الإعلام والاتصال بعنوان: "أسس بناء الخطاب التلفزيوني الجزائري الموجّه للطفل، وعلاقته بالسياق السوسيو ثقافي وسيكولوجية المتلقي"، للباحثة حفيظة بوخاري، التي سلطت الضوء على مضمون السلسلة الكارتونية "الجزائر تاريخ وحضارة" للمخرج الطيب شريف صديق، التي بُثت على مدار السنوات الأخيرة عبر شاشات التلفزيون العمومي والخاص، فيما شملت الدراسة، أيضا، سبر آراء عيّنة من التلاميذ بالطور المتوسط. وأجمع الأساتذة على هامش المناقشة، على أن إنتاج البرامج الكارتونية الهادفة ببعدها الوطني، أصبح لزاما، خاصة مع منصات التواصل الاجتماعي، وبروز الذكاء الاصطناعي كفاعل جديد.

أكدت الباحثة بوخاري، خلال مناقشتها بحضور عدد معتبر من الأساتذة والدكاترة، "من أجل تعزيز الذاكرة الوطنية، فإن الإنتاج التلفزيوني الموجه للطفل بحاجة إلى تجديد؛ بما يعزز الاهتمام بتاريخ الجزائر والذاكرة الوطنية، لا سيما أن تاريخ البلاد حافل بالعديد من المحطات والبطولات، التي ظلت ولاتزال معلَما من خلال النضال المستمر والمتجدد، وبما يعكس طبيعة الشعب الجزائري الحر، المناهض للاستعمار انطلاقا من مقومات الثقافة الجزائرية.

وشددت الباحثة بوخاري على أن "التجديد" في معالجة الأحداث التاريخية دراميا، أمر ضروري، بما يتجاوز حرفية النص التاريخي و«التنميط"، وصولا إلى تكريس مفهوم البطل المحلي؛ كاستمرارية لأمجاد مضت، وأن ما نحتاج إليه فعلا، هو إعادة بناء وهيكلة منظومة إعلامية للطفل الجزائري في ظل "الثقافة الطافحة"، التي تمده بمواد ثقافية لهوية ترفيهية، موضحة أن الاهتمام بالمضامين ضرورة إلزامية، لا سيما في ظل الذكاء الاصطناعي والشبكات الاجتماعية.

ومن جهتها، دعت وزيرة الثقافة الأسبق نادية شرابي، للاهتمام بالإنتاج التلفزيوني الموجه للطفل، مؤكدة على الاهتمام أكثر بالإنتاجات التلفزيونية المحلية الموجهة للطفل، خاصة الكارتونية منها، التي ترافع لصالح الذاكرة الوطنية وخطاب الهوية، علما أن شرابي قدّمت برامج موجهة للطفل، وأبرزها برنامج "ساهلة ماهلة".

ومن جهته، أشار البروفسور يوسف تمار، المتخصص في مجال تحليل المضمون الإعلامي والذي ترأّس لجنة المناقشة، إلى أن الانتقال من النص التاريخي إلى بناء الصورة السمعية البصرية وخاصة المشهد الكارتوني، بحاجة إلى تمحيص من طرف المنتجين والمختصين بهذا المجال. ويذكر أنه تحدّث أيضا عن الأطر المرجعية التي تتحكم في عملية تجسيد الشخصيات الكارتونية من حيث الشكل والمضمون على حد سواء، منوها في ذات الصدد، بما قدمته الباحثة من تزاوج بين تحليل المضمون وسبر الآراء الميداني؛ كعمل أكاديمي، يستحق الإشادة، ويعكس البحث الجاد في مجال إعلام الطفل.

أما البروفيسور راضية حميدة بالمدرسة العليا العسكرية للإعلام  والاتصال، فأشارت إلى وجود منافسة شرسة للقنوات العربية والأجنبية التي تتربع على سلّم المشاهدة لدى الأطفال بالجزائر وتستهدف الطفل، منوهة بأهمية الدراسة؛ لكونها تركز على المضمون المحلي، وتشجع عليه في ظل المنافسة الشرسة للقنوات العربية والأجنبية، معتبرة أن التلفزيون تحوّل، اليوم، إلى وسيط ناقل لمضامين شبكة الأنترنت، تزاحم التلفزيون كمصادر ترفيهية يتجه لها الطفل، علاوة على باقي القنوات العامة، أو حتى المتخصصة، التي تبث برامج وأفلاما تتطرق في غالب الأحيان، للأطفال كجزء من الإنتاج التلفزيوني.

ومن جهتها، ترى سعاد جواهرة، الأستاذة بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر في خضم مناقشة أطروحة الدكتوراه للباحثة بوخاري، أن هناك إجحافا في حق فئة الأطفال كمشاهدين للقنوات التلفزيونية الجزائرية؛ نظرا لافتقادها إلى المضمون المحلي الخاص بهم، مشيرة إلى أن الطفل انتقل إلى مختلف شبكات التواصل للبحث عن المحتوى الذي يناسبه من أفلام وسلاسل كارتونية بعيدا عن صفة التزامنية، وهو ما يدعو إلى مسايرة هذا التطور التكنولوجي؛ خدمة للمجتمع، وتلبية لرغبات هذه الفئة العمرية.

وشكرت فطومة بن مكي، أستاذة بكلية علوم الإعلام والاتصال، الجهد المبذول في هذه الدراسة، معتبرة أن الأبحاث الأكاديمية المتعلقة بإعلام الطفل، مهمة؛ لما تضفيه من إضاءات على هذا المجال، لا سيما القيم التي تترسخ عند هذه الفئة وهي في مرحلة النمو وتكوين الشخصية.