على رأسها "البوراك" و"الجاري بالفريك"

أطباق لا تغيب عن المائدة العنابية طيلة الشهر الفضيل

أطباق لا تغيب عن المائدة العنابية طيلة الشهر الفضيل
  • القراءات: 1143
سميرة عوام سميرة عوام

تحضر العائلات العنابية في أول يوم من أيام رمضان الكريم، عدة أطباق تخص المنطقة، التي تشتهر بعادات وتقاليد كثيرة، وعليه، تتنوع التحضيرات لهذا الشهر الكريم، حيث يكون "البوراك" العنابي سيد المائدة طيلة 30 يوما، فيما تصاحبه الشوربة، أو كما يطلقون عليها سكان بونة "جاري الفريك" المنكه بالنعناع والفلفل الحار، وكذا "طاجين الحلو" الذي يزين هو الآخر بالفواكه المجففة والمكسرات.

تفضل أغلب العائلات افتتاح مائدة أول يوم من رمضان بـ"طاجين الحلو"، اعتقادا منها أن تكون كل أيام رمضان حلوة، أو بتحضير طبق الملوخية ذات اللون الأخضر، ليغلب على رمضان الحيوية والفرحة، كل هذه المعتقدات المستوحاة من التراث القديم، تزيد من جمال مدينة عنابة وأزقتها المتراصة، التي لا تزال تحافظ على حركتها، إذ تغلب حركية الناس وتسوق الأمهات اللواتي يتنقلن إلى السوق الشعبي الحطاب، أو السوق المركزي لاقتناء "الديول" لتحضير "البوراك"، مع بعض لواحقه، مثل المنكهات التي يحضر بها كالبقدونس، والتونة والبيض وغيرها، لأن ما يهم الصائم في منطقة عنابة، هو أن تكون لديه في الصحن "بوراكة" حارة بـ"عضمة مروبة"، معناها أن يقدم "البوراك" الذي يتم حشوه باللحم المفروم أو التونة، تضاف إليه بيضة تكون نصف طازجة، مع إضافة الأجبان. علما أن "البوراك" يحضر من طرف ربات البيوت أو حتى الآباء والأبناء، الذين يتفننون في إعداده كل حسب مذاقه.

بالنسبة لشوربة "الفريك" التي تعتبر طبقا رئيسيا في عنابة، خلال كل أيام رمضان، فإنها تحضر بمادة "الفريك" الأخضر، الذي يتم استقدامه من عدة مناطق جبلية، خاصة أن رمضان هذا العام، تزامن مع عملية جني القمح المجهز لتحضير "الفريك"، ويزين بالنعناع المجفف والفلفل الحار الذي يعطيه نكهة خاصة، مع تزيينه بشرائح الليمون. هناك عائلات عنابية تأثرت بعادات بعض الولايات الجزائرية، خاصة من جهة الغرب، إذ يتم في أغلب الأحيان تحضير "الحريرة" وحساء الخضار من أجل التنويع والحصول على كل الفوائد الصحية لجسم الصائم.

خلال السهرة، وبعد توجه الصائمين لأداء صلاة التراويح، وخروج الأطفال إلى الشارع، تحضر الأمهات مائدة خاصة برمضان مع الأهل والجيران، حيث تزين بالشاي والمكسرات و"الزلابية" و"قلب اللوز"، ناهيك عن بعض الحلويات التقليدية الأخرى، وتمتد السهرات الرمضانية إلى صلاة الفجر، إذ تبقى حركية الناس مستمرة تغلب عليها السهرات وجلسات السمر.