يقصدها أبناء المناطق الداخلية

أسواق العاصمة الوجه الآخر لعطلة الصيف

أسواق العاصمة الوجه الآخر لعطلة الصيف
  • 1971
أحلام.م أحلام.م

تختلف وجهات الأشخاص خلال العطلة، ولأن أيامها تسمح بالاكتشاف والتعرف على مناطق يجهلها الفرد، فقد أصبحت المحلات التجارية وطاولات بيع الملابس والهدايا مقصد زوار العاصمة من أبناء الولايات الداخلية ممن وجدوا في التسوق متعة لا تضاهى خاصة في الأسواق الشعبية التي تعرض الكثير مقابل مبالغ زهيدة، على غرار الملابس الصيفية والأحذية وملابس الدخول المدرسي، وعلى رأسها المآزر.

سمحت لنا الجولة التي قادتنا من سوق خليفة بوخالفة «مسيوني» إلى غاية ساحة الشهداء، باكتشاف الوجه الآخر للسياحة الداخلية، والمتمثل في التسوق عبر الأسواق الشعبية

والمراكز التجارية المختلفة الموزعة هنا وهناك وبمحلات بيع الملابس الخاصة بالرجال والسيدات وحتى الأطفال، خاصة أن هذه الأيام تزامنت مع الصولد، إذ وجد المستهلك الجزائري ضالته بضرب عصفورين بحجر، وهي السياحة وشراء بعض الاحتياجات بسعر منخفض.

سوق ميسوني تزينه الألوان المختلفة للملابس المعروضة خاصة منها الجبات الخاصة بالأعراس والمناسبات وتلك التي تم اقتناؤها بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث صنعت ديكور مميزا في المكان، فبريقها الوهاج وألوانها المختلفة بين الأحمر والبنفسجي والأخضر الفاتح والبرتقالي والأصفر وسائر الألوان التي تمثل الصيف، جعل من المحلات الموجودة على الجانبين وسوقها الكبير مقصدا للعائلات التي أقبلت من ولايات الجنوب على وجه الخصوص، حيث شاهدنا عائلة متكونة من عدة أفراد تتشاور سيداتها حول ما يمكنهن شراؤه من المحل لحضور زفاف قريبة لهن. أشارت السيدة رابحة من البيّض خلال حديثها إلينا، إلى أنها جعلت للتسوق في الأسواق الشعبية نصيبا من رحلتها إلى العاصمة التي لم تردها أن تكون مقتصرة على  الشواطئ البحرية، تقول: «منذ سنتين لم أزر العاصمة؛ لا لانشغالات أسرية، لكن هذه السنة كانت وجهتنا المفضلة؛ بحيث نزلنا ضيوفا على قريبة لنا ببرج الكيفان، وقد نصحتنا بزيارة المحلات واقتناء ما ينفعنا؛ بحيث لدينا عروس من العائلة ستزف، كما أن زواج ابنتي مبرمج للسنة القادمة، لذلك قمنا بزيارة العديد من الأسواق بالعاصمة لتجهز نفسها منها، خاصة بعد ما وجدت فيها كل ما يلزمها من أشياء. ومن جهتنا وجدنا في التسوق متعة خاصة تضاف لأيام عطلتنا بالعاصمة».

وقد عرف سوق ساحة الشهداء الشعبي إقبالا كبيرا للمستهلكين المحليين الدائمين والزوار، خاصة أن باعته يعرضون كل شيء بأثمان في المتناول، ففيه تباع الصندال بـ 500دج سواء الخاصة بالسيدات أو الفتيات، أما نعال البيت فسعرها 200دج. كما صادف أن عرض أصحاب الطاولات مؤخرا ملابس تركية وأخرى إيطالية بأثمان زهيدة؛ إذ بلغ سعر فستان البحرية 700دج، وتم اقتناء قمصان فتيات بـ 200دج، وهو السعر الذي وصفته الزبونات بالخيالي، تقول السيدة أم الخير القادمة من الأغواط رفقة ابنيها: «منذ سنوات وأنا أشتري احتياجاتي وبناتي من العاصمة، حيث تُعتبر هذه الخطوة أساسية في برنامج عطلتنا. كما نعمل على تحضير ميزانية خاصة للمشتريات والهدايا، ففي الأسواق العاصمية فرص لا توجد بالأسواق الداخلية»   

محلات بيع الهدايا تنتعش وللناجحين في الدراسة نصيب 

تعرف محلات بيع الهدايا المتفرقة بالعاصمة إقبالا كبيرا من طرف السياح والزوار المحليين الذين يقصدونها لشراء هدايا تذكارية للأهل آو حتى يحتفظ الفرد بها لنفسه؛ لتذكره بالمكان الذي زاره وقضى فيه أوقاتا جميلة. وتختلف نوعية الهدايا المطلوبة حسب ميولات الأفراد، فهناك من يطلب هدية بسيطة تذكّره بالمكان، على غرار مجسمات بعض الأماكن بالعاصمة مثل مقام الشهيد أو الضريح الملكي الموريتاني أو بعض اللوحات التي تحمل صور القصبة، والتي تُعد مطلبا للعديد من السياح؛ لكونها تعكس أصالة العاصمة، حسبما أشار السيد محمد صاحب محل  للهدايا التقليدية، يقول: «تختلف مطالب زوار المحل من أبناء الوطن القادمين من الولايات المختلفة، ففيما يخص الهدايا التي تقدم للأقرباء بمناسبة نجاحهم فقد أخذت الحلي الفضية حصة الأسد منها، فهناك من اختار خواتم أو أقراطا كلاسيكية، وهناك من اختار أطقما من الفضة القبائلية والجبة التقليدية للفتيات، ومنهم من اختار شراء حقيبة مصنوعة من الجلد الطبيعي، خاصة أن الأسعار لدينا في المتناول، وتتراوح بين 2800دج و7000دج. أما بالنسبة للذكور فقد حظوا بالخواتم والسلاسل الفضية وكذا البلغة التلمسانية».