فريد عترون مختص في رسكلة الحجارة لـ "المساء":
أدافع عن البيئة من خلال أعمالي

- 1029

نجح فريد عترون، حرفي في رسكلة حجارة البحر والوديان، في التعبير عن موقفه إزاء التهديدات التي تواجه بيئتنا؛ من خلال منحوتاته الفنية، التي جسدت جمال الطبيعة وروعتها، موضحا من خلال الحوار الذي جمعه بجريدة "المساء"، أن الوقوف والتأمل في عظمة الخالق لا يتم إلا إذا أعرنا اهتماما خاصا بكل ما سخّره لنا لخدمتنا، لاسيما بما في ذلك "الحجارة" التي كانت ولاتزال ترافق بني آدم في حياته اليومية.
❊ المساء: بداية عرّفنا بالحرفي فريد عترون؟
❊❊ أنا من مواليد 1953 بولاية بجاية. كبرت وترعرعت في أحضان الطبيعة. كنت أعيش بسيدي عيش على بعد 100 متر على واد الصومام بولاية بجاية، الأمر الذي جعل أيام طفولتي تتمحور حول تلك البيئة، حيث تبنّاني وادي الصومام، الذي كان المتنفس الوحيد لي بحكم قربه من مسكني؛ ما جعلني أتعلق بجماله وتفاصيله، التي جعلت خلال تلك المرحلة "الحجر" اللعبة المفضلة لدي.
❊ما قصتك مع الحجارة؟
❊❊ منذ صغر سني جذبتني الحجارة بشكل خاص، لا يمكن تفسير ذلك إلا بأنه يمكنني القول إن للحجارة جمالا يميزها، حيث خلقها الله بألوان وأحجام وأشكال مختلفة؛ لا يمكن إيجاد حجرين متشابهين، ذلك يضعنا أمام عظمة الخالق الذي أبدع في خلقه، وجعل كل ما حولنا في خدمتنا، فالحجر منذ أن خُلق الإنسان رافقه في معظم أيامه، فإذا تعب الشخص جلس على حجر، وإذا رغب في إشعال النار استعمل حجرين، وإذا أراد الاستلقاء وضع رأسه على حجر، كما استُعمل منذ القدم في بناء البيوت وما إلى غير ذلك، فكل هذا يبين أن الحجر شيء مبارك لا بد من إعطائه الاعتبار الذي يستحقه، فإلى جانب منافعه العديدة لديه جمال يميزه ويزين طبيعتنا، ويمكننا نقله إلى بيوتنا للتزيين؛ فهو يضفي على ديكور البيت دفءا لا مثيل له.
❊كيف جاءت فكرة استعمال الحجر في صنع قطع فنية للديكور؟
❊❊ إن الحجر خلال تواجده في الطبيعة سواء على شواطئ البحر أو في الوديان له ذلك البريق عندما يكون مبللا بالماء، يثير إعجاب الناظر، حيث تمتعك ألوانه وبريقه. على هذا ارتأيت نقل تلك الحجارة إلى ورشتي للتفكير، فيما يمكنني الإبداع فيها، حينها لم أجد شيئا أضيفه إليها وإنما حاولت فقط إعادة بريقها، وبعد جفافها تفقد ذلك البريق. وبذلك كانت لي فكرة صبغة الحجارة بمادة شفافة تحافظ على لمعان الحجارة، ثم أحاول إلصاقها فيما بينها بطريقة بسيطة وعفوية، أصنع منها شمعدانا أو لوحات فنية أو طاولات وغيرها من القطع الفنية.
❊ كيف كان صدى أعمالك لدى الجمهور؟
❊❊ كثيرا ما أثارت أعمالي زوار المعارض الذين وجدوا العفوية فيما أقوم به؛ من خلال أعمال بسيطة جدا، لكنها تتطلب الكثير من الدقة. وأكثر القطع التي تلقى رواجا كبيرا هي حاملات الشمع، فإرفاق الحجر بالنار يوحي بالدفء، وهذا ما يجذب الزائر الذي يعشق الصناعة التقليدية، ويعطي اهتماما خاصا بما تقدمه الطبيعة.
❊ ما دور أعمالك الفنية في الدفاع والمحافظة على البيئة؟
❊❊ لقد حاولت من خلال أعمالي حث المواطنين على الحفاظ على الطبيعة، بإرفاق بعد الصور واللوحات الفنية بالمادة التي أرتكز عليها في أعمالي، وهي الحجارة، الأمر الذي أعطى صورا ثلاثية الأبعاد توضح جمال الطبيعة التي نعيشها. وهذه مبادرة مني لتوضيح مدى أهمية الحفاظ على توازن بيئتنا. كما اعتمدت في أعمالي أسلوب إحياء التراث القديم؛ من معالم تاريخية أصبحت اليوم منسية، وبذلك استعنت بالحجارة لإبراز جمال تلك المعالم على صور فوتوغرافية، شرحت من خلالها إمكانية مزج التكنولوجيا بالطبيعة، وحث الناس على الحفاظ عليها، فكل حرفي قادر عن الدفاع "على طريقته"، عن البيئة؛ من خلال أعماله التي تعتمد على المواد الخام من الطبيعة.