حرفي الحلي التقليدية رياض براية لـ "المساء":

أحرص على تقديم "موديل" يتماشى ومتطلبات المرأة العصرية

أحرص على تقديم "موديل" يتماشى ومتطلبات المرأة العصرية
  • القراءات: 1348
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

قدم الحرفي المميز رياض براية، ابن الميلية ولاية جيجل، مجموعة من الحلي التقليدية التي نالت إعجاب زوار معرض الصناعات التقليدية الذي احتضنه قصر المعرض مؤخرا، حيث استطاع تلبية كل الأذواق، حسبما أشار إليه الزوار الذين وجدوا في معروضاته حنينا للماضي، ومسايرة للحاضر، خاصة أن حليه اختلفت بين الفضية وتلك المطلية بالذهب، والتي صنعت بإتقان لدرجة أن مشاهديها خيل لهم بأنها ذهب خالص. وهو القصد الذي سعى إليه الحرفي والقائمون على الورشة التي يعمل بها لتقديم خدمة للعرائس أو السيدات اللائي يستعصى عليهن التزين بالذهب، خاصة أنه يعتبر ضرورة في بعض المناطق من الوطن. 

يحرص الحرفي الشاب على تقديم حلي تحمل اللمسة الجزائرية، وعلى رأسها الشرقية منها التي هي جد مطلوبة في المنطقة التي ينتمي إليها الشاب، وهي الحرفة التي توارثها أفراد عائلته أبا عن جد، حيث بدأ حياته المهنية بالعمل إلى جانب أبيه السيد مختار براية الذي علم بدوره هذه الحرفة لكل إخوته، الذين أصبحت لديهم أيضا ورشاتهم الخاصة، ثم انتقل إلى العمل مع عمه عبد الرزاق منذ عام 2009 إلى يومنا هذا. علما أن الورشة باتت تستقبل شباب التكوين المهني الذين يتعلمون أبجديات العمل الحرفي فيها.

وحول خاصية الحلي التي يصنعها، قال الحرفي رياض: "عشق هذه المهنة يسري في دمي، وتعلمت من عمي حفظه الله كيفية إتقان العمل، فهو القائم سنويا على تصميم الموديلات التي نعمل عليها، علما أنه أمضى 30 سنة كاملة في هذه الحرفة وجال ولايات الوطن وحصد الكثير من الجوائز نظير عطائه المستمر، بحيث يحرص على تقديم موديل متماشي مع متطلبات المرأة العصرية، كما يحرص في نفس الوقت على الحفاظ على إرث الأجداد من خلال عرضه في صور جديدة، بحيث نصنع مختلف أنواع وأشكال المحزمات مثلا، فهي جد مطلوبة في الشرق الجزائري، كونها أكسسوارات مهمة للجبة، ومن بين الموديلات التي صممها "المحزمة المعين، عباد الشمس، البرابول". 

وحول عملية صبغ الحلي الفضية بالذهب قال رياض: "عروس الشرق الجزائري معروفة بضرورة الذهب خلال يوم التصديرة، علاوة على ضرورة أخد مصوغاتها معها إلى بيت الزوجية، ولأن أسعار الذهب جد مرتفعة ولا يمكن للصداق أن يغطي المتطلبات، وجدنا لها وسيلة عملية، وهي أن تؤمن أكبر قدر من المصوغات من الحلي الفضية المصبوغة بذهب 24 قراطا، أي الخالص، وحضرنا لها ما تطلبه على غرار "الدبلونية، الخامسة، الإجاصة، وميدالية عباد الشمس التي تتماشى مع المحزمة، علاوة على البراصلي البقاط المصنوع بأشكال وأحجام مختلفة، حسب مطلب وذوق كل سيدة، إلى جانب  المسايس، طبعا دون إغفال الأقراط والخواتم على شكل الويزة أو كما تسمى عندنا "أقراط القطيفة- وهي جد مطلوبة لارتدائها مع الملابس التقليدية". 

وحيال عملية تكوين الشباب وتعليمه هذه الحرفة، قال محدثنا: "لقد حملت ورشتنا شعار "تكوين الأجيال ومحاربة البطالة والاندثار"، فقد قصد الورشة مند فتحها المئات من المتربصين، كما قلت فوالدي مختار براية أستاذ في التكوين المهني من سنة 2000، وورشة عمي تستقبل هؤلاء الشباب وتعلمهم، ومنهم من فتح ورشته الخاصة وبات يعمل، وهناك من يقصدنا بين الفينة والأخرى للغوص في أعماق عمل ما، فلا نبخله في ذلك، وهناك من الشباب من اختار العمل معنا وقد وجد الصدر الرحب والمعاملة الحسنة، وهو يقدم بدوره أروع ما لديه". 

وفيما يخص الأمور التي تشغل فكره قال رياض بلغة المتأسف: "في أحيان كثيرة، نجد في غرفة الصناعات التقليدية مشغولات مستوردة، تأخد حيزا كبيرا بدل الصناعات التقليدية للحرفي الجزائري، وهذا الأمر يحز في صدري كثيرا. فلماذا لا ينتهج مثلا نظام المسابقات لاختيار أحسن منتوج يوضع بها لتحفيز الحرفيين على العمل الجيد والمتقن؟ فالحرفي الجزائري أحق بوجود أعماله بها قبل الأجانب. وهو أيضا بحاجة إلى التشجيع من طرف من يدير شؤونه، فهو قادر على العطاء، لكنه يحتاج إلى بعض الاهتمام".