برج بوعريريج وميلة وسطيف

أجواء روحانية وأطباق رمضانية رغم "كورونا"

أجواء روحانية وأطباق رمضانية رغم "كورونا"
  • القراءات: 1026
أسيا عوفي أسيا عوفي

لكل ولاية من وطننا الشاسع؛ عاداتها وتقاليدها التي تميزها خلال شهر رمضان المعظم، ومن تلك الولايات التي تتميز بأجواء التحضير لشهر رمضان المعظم، ولايات برج بوعريريج وميلة وسطيف، والتي تطبعها عادات خاصة، بحيث تستقبل المرأة البرايجية والميلية والسطايفية كغيرها من نساء الشرق الجزائري، شهر رمضان الكريم بالحنة والبخور والطيب، الذي تبدأ بوضعه منذ دخول شهر شعبان، حفاظا على عادة قديمة، يتمسك بها أهل الهضاب عموما، فالحناء للحنان ورقة القلوب، والطيب والبخور الندي الرائحة لأيام سعيدة.

كما تميز هذه الطقوس أيضا، تنقلات النسوة بين الأسواق لشراء المستلزمات الواجبة لهذا الشهر، إذ يشرعن في شراء أكواب وصحون وشراشف جديد لطاولة الطعام، وكذا مختلف أنواع التوابل، وكل ما يستوجب توفيره لمائدة رمضانية تليق بالعائلة، من جهة، وبالضيوف الذين سيعزمون للإفطار، من جهة أخرى.

"شربة الفريك" و"البوراك" أساس المائدة الرمضانية

إن أول شيء يميز سكان ولايات برج بوعريريج، ميلة وسطيف، في التحضير لوجبة الفطور؛ الطبق الأساسي الذي لا يغيب عن مائدة رمضان طوال الشهر، وهو "شوربة الفريك"، في حين أن البعض ينوع بين الشوربة ومرق الزيتون، بالإضافة إلى أطباق أخرى متنوعة تتفنن في إعدادهم النساء، أضف إلى ذلك اللحم الحلو أو ما يعرف عند البعض بـ"الطاجين الحلو" أو "شباح الصفرا"، والذي يحضر من الزبيب والبرقوق المجفف واللحم وماء الورد والقرفة والقرنفل، دون أن ننسى "البوراك" الذي يزيد من الطعم نكهة، ولا تكاد مائدة من موائد الولايات المذكورة تخلو من "كسرة المطلوع"، بحيث تلتزم النسوة بتحضيره بصفة يومية بالمنازل، ويتحدين حرارة الطقس التي تميز المنطقة، ذلك ما يفرضه أزواجهن، فالنكهة التي تصاحب "خبز المطلوع" رفقة طبق "الحميس" الحار لا تضاهيها نكهة أخرى، كما لا تخلو المائدات عن بعض الحلويات التي تصنعها السيدات في رمضان، من جهة، أو الحلويات الموسمية التي تباع في المحلات، مثل "الزلابية" و"قلب اللوز" و"البقلاوة" وغيرها، وتلتئم العائلة على المائدة في فطور رمضاني جميل.

كما أن بعض أفراد العائلات، يقومون بدعوة أفراد عائلة آخرين للإفطار، وهكذا دواليك، في حين أن بعض الأصدقاء يقومون بالإفطار كل يوم عند صديق، حتى نهاية الشهر الفضيل، ولا تخلو البيوت في هذا الشهر، من القيام بشعائر الصيام كاملة، حيث ترى بأن المساجد الولايات تبدأ في الامتلاء قبل حلول الشهر الكريم بالمصلين، وفي ليلة القدر، نجد أن أغلب مساجد برج بوعريريج، نظمت هذه السنة مسابقات لحفظ القرآن واحتفالات دينية، خاصة بعد حرمان المصلين منها خلال رمضان الماضي، بسبب انتشار وباء "كورونا"، والملاحظ خلال هذا العام والعام المنصرم، قيام أغلب العائلات بتغليب مادة الثوم في كل الأطباق لمحاربة البكتيريا، وحماية الجسم من إصابته بالفيروس.

احتفالات خاصة للصائمين أول مرة

من جهتهم أطفال الولايات المذكورة، الذين يصومون لأول مرة يحظون بالحفاوة والرعاية التامة، تُقدم لهم الهدايا ويشجعون على الصيام كي يداوموا عليه، كما تقام لهم احتفالات خاصة تشجيعا  على الصوم وترغيبا في الشهر العظيم، كما يحظون بالتمييز من أجل دفعهم للمواظبة على أداء هذه الفريضة.

احتفالات خاصة في ليلة القدر

من مميزات هذا الشهر الفضيل؛ ليلة القدر، ففي هذه الليلة نلاحظ امتلاء المساجد بالمصلين الذين يؤدون الصلوات المفروضة وصلاة التراويح، وتلاوة القرآن الكريم، فتقام مسابقات لحفظ القرآن وترتيله، كما أن الكثير من العائلات تقوم بعملية الختان لأبنائها، في جو تملأه البهجة والفرج والسرور، في حين أن بعض الجمعيات الخيرية والبلديات تقوم بعملية ختان جماعية لأبناء المعوزين والبر والإحساس في جو بهيج، ومع حلول الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، تبدأ العائلات في التحضير لعيد الفطر المبارك، فتقتني مستلزمات تحضير الحلويات، وشراء ألبسة العيد للأبناء.