"مصطفى كاتب" يمنح فرصة اقتناء هدايا نهاية السنة

أجمل المنتجات التقليدية بأنامل جزائرية

أجمل المنتجات التقليدية بأنامل جزائرية
  • 221
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

انطلقت فعاليات معرض الصناعة التقليدية بالمركز الثقافي "مصطفى كاتب"، مؤخرا، بمشاركة واسعة من الحرفيين من مختلف ولايات الوطن في أجواء مميّزة؛ استعدادا لاحتفالات رأس السنة. المعرض الذي يستمر عدّة أسابيع، جاء ليكون مساحة لعرض أجمل المنتوجات التقليدية الجزائرية، وفرصة للمواطنين لاختيار هدايا تجمع بين الجمال والهوية الوطنية.

ضمّ المعرض الذي زارته "المساء"، أجنحة متنوّعة، تمثل عدّة تخصصات من الحرف اليدوية، بين الفخار، وصناعة الحلي، والنحاس، واستخلاص الزيوت ونسج الزرابي، وغيرها من الحرف بأنامل شباب، ونساء ورجال، تفنّنوا في صناعة تلك الحرف اليدوية.

وجمعت تلك الحرف التقليدية بين الأصالة والحداثة. فإلى جانب التقاليد كان للمنتجات الحديثة المستوحاة من التراث الجزائري، حضور قويّ؛ حيث جاءت بتصميم عصري يناسب ذوق الجيل الجديد. وجعل هذا التنوّع الزوّار يتنقّلون بين الأجنحة باهتمام كبير؛ إذ يمكنهم التعرّف على مختلف الحرف التقليدية، ومشاهدة بعض الحرفيين وهم ينجزون أعمالهم أمام الجمهور.

وفي جناح الفخار، تحدّثت الحرفية فاطمة مداني من ولاية تلمسان قائلة: "نشارك كلّ سنة في هذا المعرض؛ لأنّه يساعدنا على إيصال منتوجاتنا للجمهور، خاصة خلال فترة رأس السنة؛ حيث يزداد الإقبال على الهدايا التقليدية ". أما في ركن الحلي التقليدية فأوضح الحرفي عبد القادر آكلي من بجاية، أنّ الإقبال كبير على الحلي الفضية الأمازيغية؛ لما تحمله من رموز تراثية محبّبة للزوّار. 

خديجة التي تمثّل تعاونية نسوية لصناعة الجلد الطبيعي قالت: "نحاول أن نطوّر تصاميمنا لتناسب العصر، لكنّنا نحافظ على الطابع التقليدي الذي يميّز الصناعة الجزائرية"، مضيفة أنّ المعرض يتيح لهن فرصة بيع منتجاتهن مباشرة دون وسطاء، " وهو ما يساعد في دعم الأسر المنتجة".

وفي جناح الزرابي والنسيج يمكن الزائرَ أن يلاحظ دقّة الصنع، والألوان الزاهية التي تعكس ثقافة مناطق الجنوب والقبائل. فالحرفية مباركة بن سالم من غرداية، أكّدت أنّ مثل هذه التظاهرات تساهم في إنعاش الحرف اليدوية، مضيفة: "كلّ زربية نحيكها تحكي قصة. ونحن نحاول نقل هذه الحكاية إلى الأجيال القادمة" . 

كما خصّص المعرض ركنا لمنتجات النساء الريفيات؛ مثل الصابون الطبيعي، والعسل، والعطور التقليدية، والزيوت المستخلصة من الأعشاب الطبيعية التي لاقت اهتماما واسعا من الزوّار، الذين فضّلوا اقتناء منتجات محلية بقناعة أنّها خالية من المواد الكيماوية. وبالمناسبة، أوضح المنظّمون أنّ الهدف من إقامة المعرض في هذا الوقت من السنة، هو تشجيع المواطنين على تقديم هدايا تقليدية بمناسبة رأس السنة؛ ما يساهم في الترويج للمنتوج الوطني، ودعم الحرفيين، ومنحهم فضاء يقرّب بين المنتج والزبون، وكذا بين المنتجين فيما بينهم لتبادل الخبرات.

الزوّار، بدورهم، عبّروا في حديثهم مع "المساء"، عن إعجابهم بالتنظيم، والتنوّع الكبير في العروض، مؤكّدين أنّ الصناعة التقليدية الجزائرية قادرة على منافسة المنتجات الأجنبية إذا وجدت الدعم، والترويج الكافي، وهذا ما يعكسه جمال كلّ قطعة معروضة بهذا النوع من الصالونات الخاصة بالترويج للحرف اليدوية، وجعلها عنصرا أساسيا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، والتنويع في المنتج السياحي، وخلق فضاءات للزيارة مفتوحة أمام السياح محليين أو أجانب.

وفي النهاية يبقى معرض الصناعة التقليدية بمصطفى كاتب، فضاء يجمع بين الإبداع، والتراث، والعمل اليدوي الأصيل، كما يمثل فرصة حقيقية للحرفيين للتعريف بمهاراتهم، والحفاظ على الموروث الثقافي الوطني في ظلّ الإقبال الكبير على المنتوجات التقليدية في المناسبات؛ مثل رأس السنة.