نوال قميدة رئيسة جمعية "النور" للتوحد:

أتطلع لجعل الطفل التوحدي شخصا ناجحا

أتطلع لجعل الطفل التوحدي شخصا ناجحا
  • 717
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

دفعت الحاجة إلى التأسيس لهيئة تتكفل بالأطفال المتوحدين، بالسيدة نوال قميدة إلى إنشاء جمعية بعد معاناتها الكبيرة مع طفلها الذي وُلد بحالة توحد شديدة. وقالت في حديثها إلى "المساء" إنها عاشت المعنى الحقيقي لمعاناة الأم التي لا تعرف كيف تتكفل بطفل توحدي، مما جعلها تؤسس جميعة، تأخذ على عاتقها مهمة العناية بهذه الفئة من خلال البحث عن مختصين في المجال.

تقول السيدة قميدة التي التقتها "المساء" على هامش مشاركتها في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للتوحد، إن البداية كانت من خلال الاتفاق مع عدد من الأولياء على تأسيس جمعية، الهدف منها خدمة أبنائهم المتوحدين. وتقول: "من ثمة وبعد أن بدأت الجمعية تنشط وتبني علاقات مع الهيئات ذات الصلة، تواصلت الجمعية مع وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، التي سبق لها أن وجهت دعوة لكل الجمعيات لتبني علاقة شراكة مع الوزارة لدعمها؛ حتى تتمكن من التكفل بهذه الشريحة. وبعدما كنا نتكفل فقط على مستوى الجمعية بأطفالنا، لدينا اليوم ما يزيد عن 106 أطفال توحديين يجري التكفل بهم على جميع الأصعدة، خاصة ما تعلق منها بالجانب التعليمي، الذي يُعتبر من أهم الانشغالات بالنظر إلى قلة الأقسام المدمجة".

من جهة أخرى، أشارت رئيسة الجمعية إلى أن تجربتها الميدانية في التعامل مع الأطفال المتوحدين، كشفت عن أن الإشكال الكبير الذي يُطرح بشدة عند الحديث عن الطفل التوحدي، يتمثل في طريقة التعامل، تقول: "حيث نلاحظ أن الأولياء لا يحسنون التعامل مع أبنائهم، ويظهر ذلك من خلال التعاطف معهم وتدليلهم، أو من خلال جعل معاملتهم معاملة خاصة، باعتبار أنهم مرضى". وتردف: "بالمناسبة، أوجه دعوة إلى كل الأولياء لتغيير طريقة التعامل؛ في محاولة لإخراجهم من حالة التوحد، خاصة أن الطفل التوحدي يملك إحساسا عاليا وذكاء فائقا يحتاج فقط إلى توجيه"، مشيرة إلى أن الأولياء مطالَبون بحضور الجلسات التي تقام بالجمعية لأخذ صورة عن طريقة التعامل التي تنطوي على نوع من الشدة والانضباط، لأن الطفل حقيقة يمضي بعض الوقت بالجمعية، لكنه يمضي الوقت المتبقي بالبيت؛ وبالتالي يحتاج لأن يخضع لنفس النظام في المعاملة لتكون النتائج إيجابية.

كما أشارت رئيسة الجمعية إلى أن جمعيتها تتلقى طلبات كثيرة للتكفل بالأطفال المتوحدين، غير أن صغر المقر وقلة الإمكانيات حالا دون ذلك. وبالمناسبة تطلب من الجهات المعنية بعد أن تمكنت الجمعية من إدماج 12 طفلا بالأقسام العادية، أن يتم تكوين مختصين لمرافقة الأطفال المتوحدين.

وتتطلع رئيسة الجمعية بعدما كان طموحها صغيرا منحصرا في التخفيف من معاناة الأولياء بمساعدتهم، تتطلع للذهاب أبعد من ذلك، بأن تجعل الطفل التوحدي إنسانا ناجحا في مجالات مختلفة، وقادرا على الاندماج.

رشيدة بلال