"إيمنسي أن يناير".. الحنّاء والحكايا
أبناء عاصمة البيبان يحتفلون بحلول السنة الأمازيغية

- 1316

يحضّر سكان ولاية برج بوعريريج، على غرار باقي ولايات الوطن، للاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة التي تصادف 12 يناير من كل سنة، وهو اليوم الذي يحيون فيه العديد من التقاليد والعادات التي توارثها جيل عن جيل. ولعل أهم شيء في هذا اليوم هو الاستبشار بحلول سنة فلاحية جديدة.
"الكسكسي" العشاء التقليدي ليناير
"عشاء يناير" أو ما يسمى بالأمازيغية "إيمنسي أن يناير"، والمتمثل في طبق الكسكسي، هو الطبق الرئيس الذي تحضّره البرايجيات في هذا اليوم، ويكون بالدجاج والمرق.
عند حديثنا مع السيدة "ح.ن" من بلدية الجعافرة الواقعة شمال ولاية برج بوعريريج، أكدت أنه في يوم 12 يناير يجلب رب الأسرة ديكا إلى البيت وتقوم المرأة بتنظيفه وتحضير ما يلزم من خضروات، على غرار الخرشف، اللفت والحمص وكل ما تتطلبه القدر، حتى يكون له نكهة خاصة. وفي المساء يجتمع أفراد الأسرة. وفي بعض الأحيان معهم الأقارب حول مائدة واحدة، تكون مزيّنة بالكسكسي والسلطة والمشروبات الغازية، ويجتمع الكل حولها تفاؤلا بالمحبة على مدار أيام السنة، والتضامن العائلي في السراء والضراء، مشيرة إلى أن عشاء هذا اليوم يكون تقليديا ومتميزا حتى يكون هذا اليوم متميزا عن باقي الأيام.
الشاي والحلويات وقصص للأطفال في سهرة يناير
لا تنتهي الاحتفالات بيناير بانتهاء العشاء، بل تبقى السهرة متواصلة إلى الساعات الأولى من صبيحة 13 يناير، حيث تقوم العائلات البرايجية بدعوة الأقارب والأصدقاء، وتوزَّع عليهم أكواب الشاي، وكمية من الفول السوداني وبعض الحلويات؛ كالبقلاوة؛ تبركا بأن تكون كل أيام السنة حلوة مثل طعم الحلويات.
وخلال السهرة يتجاذب كل الأطراف الحديث، وحكاياتهم وحتى يبقى هذا اليوم راسخا في أذهان الأطفال. وتقوم الجدات بجمع الأطفال حولهن، ويقمن بسرد الحكايات التي تضم ضمنيا العديد من المعاني، على غرار قصة "بقرة اليتامى"، "الجدة الغولة" وغيرهما. كما تعمل الأمهات على تحضير الحناء التي اقتنينها قبل أيام من حلول السنة الأمازيغية على شكل ورق نبات ليطحنّها بالمنزل، وهي التقليد الذي تحرص الأمهات على توريثه للإناث، وفال خير وبشرى. وبعد تحضيرها يتم وضعها على أيدي الأطفال، في حين توضع على أيدي وأرجل الإناث. وينام الكل على أمل أن تكون هذه السنة حلوة ومليئة بالأفراح والأشياء الجميلة.
❊آسيا عوفي