لثني المراهقين عن التدخين

«واحة» تعتمد أسلوب علاج تربوي

«واحة» تعتمد أسلوب علاج تربوي
  • القراءات: 1285

بعد أن حقّقت نتائج واعدة في الطور الابتدائي، تعمل جمعية «واحة» لمساعدة مرضى السرطان بقسنطينة على تعزيز ترسانتها  البيداغوجية وأسلوبها العلاجي التربوي المضاد للتدخين من خلال استهداف تلاميذ  الطور المتوسط  وكذا طلبة الثانويات بغية تحسيسهم بخطر التدخين.

بعد أن استهدفت في وقت سابق الطور الابتدائي عن طريق إدخال بطاقات بيداغوجية في البرنامج الدراسي للسنتين الرابعة والخامسة من التعليم الابتدائي بالمدرسة النموذجية مزيان الشريف (المدينة الجديدة علي منجلي) وتلاميذ المستوى الأول من الطور الثانوي من خلال سلسلة من المحاضرات، أضحت جمعية واحة في الوقت الراهن تعمل على «الجبهات الثلاث» من خلال توجيه عملها نحو فئة تلاميذ الطور المتوسط.

وفي هذا الصدد، تم تسطير برنامج عمل بالتعاون مع مديرية التربية وسلك التعليم لمتوسطة «عبد الحميد قربوعة» (الخروب) التي اختيرت لاحتضان هذه التجربة، حسبما أكده لوأج أحمد زمولي نائب رئيس جمعية «واحة».

ويترجم هذا البرنامج الذي تمت المبادرة إليه بدءا من السنة الدراسية الحالية من خلال إعداد 15 بطاقة بيداغوجية حول مخاطر التدخين تمّ إدراجها في مختلف المواد وتوزيعها عبر المستويات الأربعة حسبما أضافه المتحدّث، موضّحا أنّه سيتم توزيع استبيانات على التلاميذ لا يذكرون فيها أسماءهم من أجل معرفة علاقتهم بالتدخين (لاسيما إن كانوا قد جرّبوا التدخين أم لا).

وفي حديث لوأج، أكّد مدير متوسطة «قربوعة» أحمد كحيلي بأنّ مديرية التربية بقسنطينة «أعطت موافقتها خلال هذه الأيام على مباشرة تجربة مدرسة دون تدخين بدءا من شهر يناير من سنة 2019»، وأردف أنه «تم خلال سنة 2017 إعداد سلاسل التعلم من طرف الأساتذة الذين تم  انتقاء اقتراحاتهم وإدراجها في البرنامج المدرسي بالتعاون مع جمعية واحة وهي السلاسل التي ستشمل جميع المواد بما فيها التربية البدنية».

واستنادا للسيد كحيلي فقد تمت في وقت سابق تجربة ثلاث سلاسل تعلم (بطاقات بيداغوجية تتعلق بالتدخين) خلال الثلاثي الأوّل من السنة الجارية واستقطبت انخراط عديد التلاميذ والأولياء، مردفا أنّ مؤسسته حققت في وقت سابق تحدي «مدرسة دون تدخين» من خلال منعها للتدخين منذ عدة سنوات. 

توسيع دورة المحاضرات

كما تتضمّن الأعمال المزمعة خلال السنة الدراسية الحالية من طرف جمعية «واحة» توسيع المبادرة التي تستهدف تنظيم دورات للمحاضرات التحسيسية حول مخاطر التدخين لفائدة تلاميذ السنة الثانية ثانوي بثانوية «كاتب ياسين» بعلي منجلي بعد أن استهدفت خلال السنة المنصرمة تلاميذ السنة الأولى ثانوي.

وفي تصريح لوأج أفادت الدكتورة نجاة قمادي الأخصائية في أمراض الرئة التي تشرف على قيادة مجموعة واحة لمكافحة التدخين بأن أعضاء هذه المجموعة سيواصلون العمل الذي تم الشروع فيه خلال سنة 2017 وذلك مع تلاميذ السنة الأولى ثانوي بثانوية «كاتب ياسين» من خلال تجديد المقاربة المتعلقة بتنظيم محاضرات حول مخاطر التدخين.

وفيما يتعلق بتلاميذ السنة الثانية ثانوي الذين تابعوا هذه المحاضرات، تعتزم مجموعة «واحة» لمكافحة التدخين تطوير موضوع جديد يتعلق بـ»مخاطر الشيشة»، حسبما كشفت عنه الأخصائية على اعتبار أنّ الشيشة -كما قالت- «تتضمن 25 مرة زيادة من القطران

و2،5 مرات زيادة من النيكوتين مقارنة بالسيجارة علاوة على الأمراض المعدية في ظل انتقالها من فم إلى آخر».

وبالنسبة للسنة الدراسية الجارية والمقبلة تطمح أيضا مجموعة «واحة» إلى إثراء الاستبيانات التقييمية وتوحيد المحاضرات النموذجية وتحسين المقاربة البيداغوجية وتوسيع التجربة إلى الأقسام النهائية بثانوية «كاتب  ياسين» وتوسعتها إلى ثانويات أخرى بالولاية.

بلوغ 12 مدرسة دون تدخين

وتستهدف تجربة «مدرسة دون تدخين» التي تعدّ الأولى من نوعها على المستوى  الوطني والتي تمت المصادقة عليها من طرف وزارة التربية الوطنية من الآن فصاعدا 3 مؤسسات تعليمية في الأطوار التعليمية الثلاثة مع هدف بلوغ «12 مدرسة دون تدخين بولاية قسنطينة بحلول الدخول المدرسي المقبل»، حسبما أشار إليه نفس المصدر.

هذا الطموح تعزّزه النتائج التقييمية التي تمّ القيام بها في نهاية السنة المنصرمة والرامية لتحليل آثار المحاضرات والدروس التي تمّ تقديمها للتلاميذ  المستهدفين.

وفي هذا الصدد، سلّطت أوّل حصيلة تم إعدادها من طرف مجموعة «واحة» 90 تلميذا (3 أقسام في السنة الرابعة ابتدائي) بمدرسة «مزيان الشريف» بعلي منجلي بالاعتماد على تعبير كتابي حول التدخين، الضوء على الاستيعاب الجيد للدروس من طرف 44 بالمائة من التلاميذ الذين تحصّلوا على علامة تتراوح بين جيد جدا وجيد، فيما تحصل 38 بالمائة منهم على علامات بين جيد ومتوسط و 18  بالمائة ضعيف، حسبما أردفته الدكتورة قمادي.

كما مكّنت عملية تقييم المحاضرات المتعلّقة بمخاطر التدخين الموجّهة لتلاميذ الثانوي من الكشف عن أنّه من أصل 316 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 سنة هناك 32 مدخنين (وهو ما يعادل 10 بالمائة من التلاميذ) كلهم من جنس ذكر باستثناء  فتاة واحدة، حسب ما أكدته المتحدثة.

وحسب استبيان تقييمي لم تذكر فيه الأسماء تم تقديمه لتلاميذ الثانويات المعنيين (9 أقسام في السنة الأولى ثانوي) أجاب 49 بالمائة منهم بشكل صحيح حول سؤال يتعلق بمكونات السيجارة قبل الاستماع للمحاضرة في حين بلغ معدل الإجابات الصحيحة بعد المحاضرة 92 بالمائة.

تجدر الإشارة إلى أنه تم تكريم مجموعة «واحة» لمكافحة التدخين التابعة لجمعية «واحة» لمساعدة مرضى السرطان بقسنطينة في السادس أكتوبر المنصرم من طرف وزيرة  التربية الوطنية بمناسبة «يوم المعلم» عرفانا بمشروعها «مدرسة دون  تدخين».