رغم حداثة نشأتها

«العماد» تستميل الشباب للانخراط بقوة في العمل التطوعي

«العماد» تستميل الشباب للانخراط بقوة في العمل التطوعي
  • 482
 حنان.س حنان.س

تعمل جمعية «العماد» لنشاطات الشباب في ولاية الجزائر خلال هذه الأيام، على التحضير لإلقاء محاضرة حول حماية الشباب من الآفات الاجتماعية بثانويات العاصمة، وقال يوسف تزروت، رئيس الجمعية أنه بصدد انتظار موافقة مديرية التربية وتعيين الثانويات التي ستستقبل نشاط الجمعية، للشروع في التوعية ضد الآفات الاجتماعية من جهة، والعمل على استمالة الشباب نحو العمل التطوعي.

أكد يوسف تزروت في حديثه إلى «المساء»، أن جمعية «العماد» التي تأسست عام 2014 تحمل أهدافا تربوية ومعرفية، وهي من أجل ذلك تعمل على تنشيط عدة محاضرات في الثانويات وفي دور الشباب من أجل التوعية ضد الآفات الاجتماعية المتربصة بالشباب.

كما أشار المتحدث إلى أن الجمعية هي في الحقيقة عبارة عن امتداد لنشاط مجموعة من المثقفين الذين بدأوا في عملهم التحسيسي وسط الطلبة الجامعيين، وتبلور نشاطهم هذا بإنشاء جمعية في عام 2014 تهتم بفئة الشباب، لحمايتهم من كل ما من شأنه الإضرار بهم أخلاقيا واجتماعيا.

فضل يوسف إبراز نشاط جمعيته خلال الموسم الدراسي الماضي والخاص بمرافقة طلبة البكالوريا، وتأطيرهم من طرف مختصين في علم النفس وعلم الاجتماع من أجل التوازن النفسي لهم وتحقيق النجاح، والتجربة مست عينة من حوالي 200 تلميذ ببلديات باش جراح، بابا احسن، الدار البيضاء، باب الزوار، براقي وسيدي امحمد. وقد حققوا كلهم النجاح في اجتياز البكالوريا، وهي النتيجة الإيجابية التي جعلت يوسف يؤكد على إعادتها وتوسيعها خلال الموسم الدراسي الجاري، لتشمل عددا أكبر من الطلبة في كل بلديات العاصمة، مع الإشارة إلى أن الجمعية رافقت الناجحين في تسجيلاتهم الجامعية عبر تنظيم يوم إعلامي على الجامعة بمكتبة بلدية الحراش.

أرادت جمعية «العماد» بتجربتها هذه إظهار ما يمكن للشباب فعله لأجل أقرانهم، فحسب يوسف، كل شاب يمكنه فهم وتفهم شاب مثله، وعليه فالمؤطرون هم شباب يعملون على استمالة الشباب ليس لاجتناب الآفات الاجتماعية فحسب، وإنما للانخراط في العمل التطوعي.

في السياق، فإن الجمعية كانت من السباقين للعمل الخيري في كل مناسبة تحل على المجتمع، ومن ذلك رمضان الفضيل الذي بفضل تطوع أعضائها وتبرع المحسنين استطاعت توزيع 200 قفة و120 كسوة عيد للأطفال، إضافة إلى اقتناء وتوزيع 80 محفظة مدرسية بكل لوازمها.

يوسف أكد أن الجزائريين حساسون جدا في سبيل فعل الخير، إذ أنهم لا يتوانون عن تقديم يد المساعدة حتى وإن كانوا بحاجة إليها، إذ أشار إلى أنه سجل عينات من الجامعيين وغيرهم من الشباب ضحوا بمصروفهم اليومي للتبرع من أجل شراء ملابس لأطفال بعض الأسر المحتاجة. ولأن العمل الخيري غير محصور بمناسبات معينة، فإن «العماد» لجأت إلى وضع 500 حصالة ببعض المساحات التجارية والمطاعم في العاصمة، والعمل على شراء احتياجات بعض الأسر المحتاجة التي أحصاها شباب الجمعية ببعض البلديات، «وخلال عملنا على معرفة الأسر المحتاجة أو حتى أثناء توزيع المساعدات، فإن شباب آخرين بتلك الأحياء يتطوعون تلقائيا لتقديم مساعداتهم، وهو ما يعني تقبل العمل التطوعي والمبادرة إليه»، يقول يوسف.

يشمل العمل التطوعي للجمعية كذلك حملات تنظيف المحيط والتشجير على مستوى بعض الأحياء، على غرار ما قامت به في كل من برج الكيفان و«الصابلات» وباش جراح، وهي في الحقيقة دعوة على العلن لكل الشباب بهدف الانضمام إلى جمعيات شبابية للاستفادة وإفادة مجتمعه ووطنه.

في الأخير، يوجه يوسف تزروت نداءه للجهات المعنية من أجل دعم مؤسسات المجتمع المدني التي تهدف إلى وضع بصمتها في مجتمعها، من خلال نشاطاتها التوعوية والتثقيفية وغيرها.