"الأونروا" تصف الظروف الصحية والمعيشية فيه بـ"غير الإنسانية"
وفد أممي يقف على الحالة المأساوية في غزة
- القراءات: 543
استقبل المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في زيارة رسمية وفدا من الأمم المتحدة ممثلا بمكتبها لحقوق الإنسان في فلسطين برئاسة، يو كانسو إيئ، مديرة المكتب ومسؤول ملف حقوق الإنسان في المكتب، محمد أبو هاشم.
رغم أن مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اسماعيل الثوابتة، الذي كان في استقبال الوفد الأممي، إشادة بجهود إغاثة الشعب الفلسطيني بالتزامن مع جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد المدنيين في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها قرابة 150 ألف ضحية، فإنه طالب بضرورة مضاعفة جهود الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى وأهمية القيام بدور فاعل وأقوى بالتزامن مع حجم وشراسة جريمة الإبادة في قطاع غزة.
من جهتها عبرت، يو كانسو إيئ، عن تعاطفها مع الضحايا في قطاع غزة، مشيرة إلى صعوبة الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حيث أكدت على ضرورة تقديم المزيد من الخدمة للفلسطينيين.
وناقش الطرفان عديد القضايا الإنسانية والأرقام والإحصاءات المتعلقة بضحايا حرب الإبادة الجماعية، وتمت المناقشة بالتفصيل طريقة إصدار الأرقام والإحصاءات والمراحل والقنوات التي تمر بها المعلومات والبيانات الحكومية قبل نشرها وبثها إلى وسائل الإعلام المختلفة.
وفي ختام اللقاء عبر الثوابتة عن استيائه من التراجع والتقاعس الملحوظ لدور جميع المنظمات والمؤسّسات الدولية التي تعمل داخل قطاع غزة، مشيرا إلى ضعف أداء تلك المنظمات في خدمة وإغاثة وتأمين الشعب الفلسطيني.
وتزامنت زيارة الوفد الأممي الرسمي إلى قطاع غزة مع تأكيد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أمس، أن الظروف الصحية والمعيشية في قطاع غزة "غير إنسانية".
وأشارت الوكالة إلى أنه ليس أمام العائلات الفلسطينية في غزة أي خيار سوى العيش بجانب جبال من النفايات المتراكمة التي تتسرّب بالقرب منها مياه الصرف الصحي بما يعرضها للأمراض، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.
من جهته وبعد عودته من قطاع غزة التي زارها الأسبوع الماضي، دق المتحدث باسم المنظمة الأممية للطفولة "يونيسيف" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جوناثان كريكس، ناقوس الخطر بخصوص الوضع المأساوي الذي يتخبط فيه أطفال غزة الذين حرمهم الاحتلال من أبسط الحقوق حتى الحق في الحياة وحرمهم من طفولتهم.
ونقل المسؤول الأممي في شهادته ما رآه من مشاهد مروعة وصادمة لأطفال جرحى ومبتوري الأطراف دون الحديث عن عشرات آلاف الشهداء منهم وآخرين يتحملون عبء الحياة في تأمين احتياجات عائلاتهم من ماء وغداء وهم يحملون عبوات مياه تصل في بعض الأحيان إلى 25 لترا وغيرها من مشاهد الحرمان التي تسبب فيها العدوان الصهيوني المتواصل على غزة.
وتقدر "اليونيسيف" عدد الأطفال من دون ذويهم الذين استشهدوا في العدوان الصهيوني على غزة أو المنفصلين عن آبائهم وأمهاتهم بنحو 19 ألف طفل، يضاف إلى تلك المعاناة حرمان كل أطفال غزة من التعليم منذ عام كامل.
وتتواصل جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين ومن ضمنهم الصحفيون، حيث أقدمت قوات الاحتلال على اغتيال الإعلامية، وفاء العديني، الناشطة البارزة في مجال نقل الرواية الفلسطينية للإعلام الأجنبي، وقضت وأسرتها جراء قصف إسرائيلي لمنزلهم في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وقال منتدى الإعلاميين الفلسطينيين انه "ينعى بفخر واعتزاز الصحفية وفاء العديني التي سخرت حياتها وكرّست جهدها لنقل معاناة شعبها المظلوم عبر الإعلام الدولي من خلال سلسلة مقالات باللغة الإنجليزية وحوارات مع النشطاء الأجانب ومؤتمرات إلكترونية ومعارض صور ومسابقات للأفلام القصيرة باللغة الإنجليزية".
وتنضم الصحفية العديني لقافلة شهداء الحركة الإعلامية الفلسطينية الذين بلغ عددهم 174 صحفي منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع اكتوبر من العام الماضي.
كما أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين. وحمله كامل المسؤولة عن ارتكاب هذه الجريمة النّكراء. وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وذات العلاقة بالعمل الصحفي في العالم إلى ردع الاحتلال وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة والضغط عليه لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف جريمة قتل واغتيال الصحفيين الفلسطينيين.
ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه المدمر على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، مخلفا أكثر من 41 ألف شهيد وأكثر من 96 ألف مصابا غالبيتهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية، ولا يزال الآلاف في عداد المفقودين تحت الأنقاض في ظل صعوبة وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى المواقع المستهدفة.