لمواجهة الاحتجاجات المتفجرة بعد حادثة مقتل أمريكي أسود

وزير الدفاع الأمريكي يرفض نشر قوات الجيش

وزير الدفاع الأمريكي يرفض نشر قوات الجيش
وزير الدفاع الأمريكي يرفض نشر قوات الجيش
  • القراءات: 1632
ق. د ق. د

رفض وزير الدفاع الأمريكي، مارك اسبير، أمس، نشر عناصر الجيش بالولايات الامريكية التي تشهد موجة من الاحتجاجات العنيفة المناهضة للتمييز العنصري وعنف الممارس من قبل الشرطة في التعامل مع المتظاهرين، والتي اندلعت منذ أسبوع على خلفية مقتل مواطن امريكي من ذوي الاصول الإفريقية على يد عناصر الشرطة في مدينة مينبوليس.

وقال اسبير في تصريحات صحافية، أمس، "لست مع إعلان حالة التمرد" التي تسمح للرئيس الأمريكي بنشر قوات الجيش في مواجهة المواطنين الأمريكيين، ليضع بذلك حدا لتهديد الرئيس دونالد ترامب الذي توعد المتظاهرين بمواجهتهم بعناصر الجيش.

وكان البنتاغون قد اضطر إلى استدعاء 1500 عنصر من الحرس الوطني من خمس ولايات بهدف نشرهم في العاصمة واشنطن التي مستها الاحتجاجات إلى درجة جعلت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدد باستخدام الجيش في مكافحة العنف الذي يندلع غالبا ليلا بعد نهار من الاحتجاجات السلمية التي ينضم إليها مختلف الأمريكيين.

وتواصلت الاحتجاجات الشعبية بالولايات المتحدة تنديدا بالميز العنصري واستخدام الشرطة للقوة المفرطة على خلفية مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد وسط مخاوف من توسع رقعتها لمزيد من الولايات الأخرى بما أصبح يثير حتى المخاوف من تأثيرها على الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر القادم.

فبعد أكثر من أسبوع على هذه المظاهرات التي توسعت رقعتها إلى عشرات المدن الأمريكية، عززت هذه الاخيرة من إجراءاتها الأمنية ومددت حظر التجول الليلي دون أن يمنع ذلك من موجة استمرار الغضب، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 9300 متظاهر منذ بدء احتجاجات على مقتل جورج فلويد على يد شرطة مدينة مينيابوليس.

وتفجرت هذه الموجة الجديدة من الاحتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة في وقت لم تتعافى فيه الولايات المتحدة بعد من آثار جائحة كورونا التي لا تزال تحصد المزيد من الأرواح سواء في هذا البلد وبلدان أخرى عبر العالم، وأيضا في وقت تجري فيه الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة شهر نوفمبر القادم.

فرغم أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها المواطنون الأمريكيون من ذوي الأصول الافريقية للتعبير عن مطالبهم ورفض للظلم والتمييز العنصري الذي يتعرضون له، فان محللون سياسيون يرون أن الجديد في الأمر هو السعي المحموم لتوظيف الحادثة من أطراف منافسة وأخرى تهاجم سياسات الرئيس ترامب الجمهوري وتسعى إلى "إنهاء العهد الأمريكي الحالي "في الاستحقاق الرئاسي .واعتبروا أن "خصوم ترامب سيستخدمون الأزمة في الانتخابات المقبلة بشكل كبير خاصة في ظل وجود مجموعة من الموالين له يعتقدون أن الطريقة التي يستخدمها لا تقود إلى الحل".

ويتأكد ذلك من مسارعة المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن لانتهاز الفرصة لكسب نقطة لصالحه، حيث اتهم ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى "ساحة معركة" بهدف الفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقبلة.

لكن المختصون في الشأن السياسي الأمريكي يرون أيضا أنه "من الصعب التوقع والجزم بأن ترامب سيخسر أو سيفوز بالانتخابات.. وأنه ليس من السهل معرفة تأثير هذه الاحتجاجات على نتائجها".  بل اعتبروا أن ترامب يمكن أن "سيستغلها لحشد قاعدته الانتخابية وصرف الأنظار عن التحديات التي تواجه إدارته في ظل تراجع شعبيته بين الجمهوريين المعتدلين والمستقلين خاصة وأن استراتيجيته هي ضمان أعلى نسبة إقبال بين مناصريه مقابل خفض هذه النسبة بين مناصري الحزب الديمقراطي".

ويرى هؤلاء أن "غياب المرشح الديمقراطي جو بايدن عن الساحة قد لا يضمن استغلال الديمقراطيين لأخطاء ترامب المتكررة" وبالتالي فان "التحدي الكبير بين الديمقراطيين هو غياب مرشح يواكب هذه التطورات المتسارعة من فيروس كورونا الى الاحتجاجات الشعبية بعد مقتل فلويد".

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الى جانب عدد من المسؤولين الأمريكيين السياسيين ومن قطاعات أخرى مساندتهم هذه الاحتجاجات، حيث طالب أوباما وهو ديمقراطي "المتظاهرين في البلاد بتوجيه غضبهم انتخابيا عبر اختيار مسؤولين يستجيبون لمطالبنا".