بحلول منتصف جانفي المقبل

واشنطن تعلن سحب قواتها من أفغانستان والعراق

واشنطن تعلن سحب قواتها من أفغانستان والعراق
  • 664
ق. د ق. د

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، سحب مزيد من قواتها العسكرية المنتشرة في أفغانستان والعراق منتصف شهر جانفي القادم في تجسيد لالتزام سبق للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وعد به بقناعة وضع حدّ لـ "حروب دون نهاية".

وأكد كريستوفر ميلر وزير الدفاع الأمريكي بالنيابة سحب 2000 جندي منتصف 15 جانفي  القادم من أفغانستان و500 جندي من العراق  والاحتفاظ بـ2500 عسكري أمريكي في كل بلد. وقال ميلر إن هذا القرار الذي يأتي خمسة أيام قبل نهاية عهدة الرئيس ترامب، يترجم رغبة هذا الأخير في "وضع حدّ وبطريقة ناجحة ومسؤولة للحروب في أفغانستان والعراق وإدخال جنودنا الشجعان إلى ديارهم". وتأتي عملية سحب القوات العسكرية الأمريكية من العراق وأفغانستان خمسة أيام قبل تسلّم الرئيس المنتخب، جو بادين مهامه الرسمية في البيت الأبيض. وحسب إحصائيات قدمها البنتاغون فإن الحرب الأمريكية في أفغانستان سنة 2001 وحربها في العراق سنة 2003 تحت ذريعة محاربة الإرهاب  خلفتا مقتل 7000 عسكري من قوات النخبة وأكثر من 52 ألف جريح.

ورغم هذه الحصيلة الدامية إلا أن الإعلان عن الانسحاب العسكري الأمريكي من هذين البلدين ولّد حالة من الشك سواء في الولايات المتحدة وحتى في دول عبر عالم أبدت مخاوف من أن تستغل الجماعات المسلحة الناشطة في تلك المناطق الفراغ الذي تتركه القوات الأمريكية لفرض منطقها. وهو تخوف أعرب عنه رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش ماكونال الذي حذر من أن الولايات المتحدة سوف "تتخلى" عن حلفائها في حالة الانسحاب المبكر، وقال هذا "سيسعد الناس الذين يتمنون لنا الشرّ".

من جهته شجب السناتور جاك ريد العضو الديموقراطي في لجنة القوات المسلحة ما وصفه بـ"نهج قصير النظر الذي لن يجلب السلام والذي سيهدّد أمريكا بالتأكيد". ونفس القناعة عبر عنها الأمين العام لحلف "الناتو"، جينس ستولتنبيرغ الذي حذر من إمكانية تحول أفغانستان إلى قاعدة لـ"الارهابيين الدوليين" في حال سحب نحو 12 ألف جندي من التحالف والذين يشكل نصفهم القوات الأمريكية. ولكن حركة طالبان التي دخلت في حرب ضد القوات الأمريكية لقرابة 20 سنة قبل أن تقبل بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع احتفاظها بشرط انسحاب القوات الأجنبية الغازية من أفغانستان، كان لها رأي مخالف، حيث اعتبرت القرار الأمريكي بأنه "تقدّم جيد" من شأنه وضع نهاية للحرب في أفغانستان.