عشية اجتماع حاسم لمجلس الأمن الدولي

هيل ينقل موقف واشنطن حول الصحراء الغربية إلى السلطات المغربية

هيل ينقل موقف واشنطن حول الصحراء الغربية إلى السلطات المغربية
  • القراءات: 2077
م.م م.م

أنهى مساعد كاتب الخارجية للشؤون السياسية الأمريكي، ديفد هيل زيارة رسمية إلى المغرب دامت يومين، إلتقى خلالها بعدد من المسؤولين المغربيين السامين ضمن جولة تشمل بلجيكا وفرنسا.

وإذا كانت العلاقات الأمريكية ـ المغربية ستكون في صلب المحادثات التي سيجريها ديفد هيل مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة إلا أن تسريبات سبقت هذه الزيارة أكدت أن زيارة المسؤول الأمريكي ستركز بشكل أساسي على تطورات ملف النزاع في الصحراء الغربية والذي بقي طيلة سنوات «متحجرا» بسبب العراقيل التي ما انفكت السلطات المغربية تفتعلها كل مرة للمحافظة على الوضع القائم خدمة لمصالحها في آخر مستعمرة في إفريقيا وخاصة من حيث نهب واستنزاف خيراتها الطبيعية.

وبالاعتماد على هذه التسريبات، فإن نتائج زيارة مسؤول الخارجية الأمريكي إلى الرباط تكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى نوعية اللقاءات التي أجراها ومستوى المسؤولين الذين إلتقى بهم في سياق حلحلة ملف هذا النزاع بعد جولتين من المحادثات المباشرة التي رعاها المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية، هورست كوهلر الذي قال في ختامها إنه تسوية نزاع الصحراء الغربية ليست ليوم غد.

وتكمن أهمية الزيارة في كونها جاءت مباشرة بعد الإحاطة التي قدمها الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريس بداية هذا الشهر أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي والتي أكد من خلالها على تباين واضح في مواقف طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليزاريو. وأهميتها تكمن أيضا في كونها جاءت ثلاثة أسابيع قبل الاجتماع الدوري لمجلس الأمن الدولي الذي سيخصص لبحث مسألة تمديد عهدة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية «مينورسو» وتشريح الوضع في هذا الإقليم على ضوء نتائج المحادثات جنيف الأولى والثانية بداية شهر ديسمبر ومارس الماضيين.

يذكر أن ديفد هيل مكلف بمتابعة أطوار ملف النزاع في الصحراء الغربية داخل الإدارة الأمريكية وسبق له أن أثار هذه القضية في تصريحات صحفية أقلقت أعلى هرم السلطة في الرباط بعد أن أكد على استحالة استمرار الوضع القائم في الصحراء الغربية في تناغم مع تصريحات سابقة أدلى بها مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأمنية، جون بولتن الذي هز أركان القصر بتصريحات لم يعهدها المخزن المغربي عندما شدد على حق الشعب الصحراوي في حياة طبيعية مثله مثل كل شعوب العالم، مشددا على حتمية عودته إلى وطنه ووضع حد لحياة الشتات واللجوء.

وصبت زيارة المسؤول الأمريكي في سياق الديناميكية التي يريد التي الرئيس دونالد ترامب، إيلاءها لوضع إفريقيا في الحسابات الإستراتيجية لبلاده والتي راهنت على ضرورة استتباب الأمن والاستقرار لتحقيقها بكيفية تضمن مصالح بلاده في منطقتي شمال إفريقيا والساحل ومنها إلى كل القارة ضمن هجوم أمريكي مضاد لوقف الزحف الأصفر الصيني والأحمر الروسي والألوان المتعددة التي تمثلها القوى الاستعمارية السابقة في هذه القارة، في وقت وجدت فيه الولايات المتحدة نفسها خارج كل هذه الحسابات.

وهو تأخر تريد إدارة الرئيس، ترامب رأبه وهو ما جعلها تضع تسوية النزاع في الصحراء الغربية في أعلى قائمة أولوياتها بما يمكنها من إيجاد موطأ قدم لها في كل القارة ضمن مقاربة عكسها الضغط غير المسبوق الذي مارسه الرئيس ترامب في اجتماع مجلس الأمن شهر أفريل من العام الماضي، عندما كسر قاعدة مدة عام التي كان المجلس الأممي يخولها لبعثة «مينورسو» وقلصها إلى ستة أشهر فقط ضمن إستراتيجية هدفها الضغط على طرفي النزاع للدخول في مفاوضات أكثر جدية، رغم الرفض المعلن الذي أبدته فرنسا التي استشعرت أن دورها في هذا النزاع بدأ يتلاشى لصالح المقاربة الأمريكية وجعلها تبقى في موقف المتتبع لمسار لم تعد تتحكم في آلياته.