ملاسنات حادة بين واشنطن وطهران

هل تصل التهديدات إلى مواجهة عسكرية مفتوحة؟

هل تصل التهديدات إلى مواجهة عسكرية مفتوحة؟
  • 1037
م. م م. م

دخلت قيادة الجيش الإيراني، أمس، على خط الملاسنات والتهديدات التي زادت حدتها في الأيام الأخيرة بين الرئيسين الامريكي، دونالد ترامب والإيراني، حسن روحاني في تصعيد عكس درجة التوتر الحاصلة في علاقات البلدين منذ وصول الرئيس الامريكي الى سدة الحكم في البيت الأبيض.

وأكد الجنرال محمد باقري أن بلاده سترد بقوة على كل تصرف أمريكي يهدد مصالح بلاده وأن الولايات المتحدة ستتلقى ردا قاسيا وحاسما في أي مكان تتواجد فيه ضد مصالحها في المنطقة وفي كل مناطق العالم. 

وقال باقري إن الأفكار التافهة وغير المجدية التي ما انفك الرئيس الامريكي يلوح بها ضد إيران لن يكتب لها التحقيق، في تأكيد لنفس التهديدات التي وجهها الرئيس محمد خاتمي الأسبوع الماضي ضد كل مخطط أمريكي لضرب بلاده على خلفية الاتفاق النووي وقال محذرا نظيره الامريكي «إياك واللعب بذيل الأسد» في إشارة قوية أن إيران لن تسكت على كل تصرف أو عمل عسكري أمريكي ضد بلاده وقال «أن الحرب ضد إيران ستكون أم كل الحروب».

ليرد عليه الرئيس الامريكي لا تهددوا الولايات المتحدة وإلا فإنكم ستدفعون ثمنا غاليا لم يسبق للعالم أن عرف مثيلا له.

وإذا كان قائد القوات المسلحة الإيراني، الجنرال محمد باقري أكد أن بلاده لم تكن أبدا سببا في إشعال أي حرب وأنها تبحث دوما عن السلم والاستقرار في المنطقة إلا أنه شدد التأكيد على أن طهران لن تسكت على كل مساس بمصالحها مهما كانت الجهة التي تقف وراءها. وأضاف أن «كل مؤامرة تستهدف الشعب الإيراني سيتم وأدها في مهدها وأن الأعداء سيتلقون درسا لن ينسوه».

ولكن في حال تواصلت حدة هذه اللهجة في الاتجاه التصاعدي فهل معنى ذلك أن الجانبين سيصلان الى نقطة المواجهة العسكرية مادام الحديث بينهما يتعلق بحرب مفتوحة وغير مسبوقة والعقاب سيكون دراميا؟.

وهو تساؤل يطرح ،خاصة وان الظرف الدولي لا يسمح للولايات المتحدة فتح جبهة مواجهة جديدة في المنطقة تضيفها الى الجبهة السورية والعراقية والأفغانية والأكثر من ذلك فإن كل حرب مفتوحة مع إيران سيدخل المنطقة في دوامة حالة لااستقرار شامل ستكون له امتدادات دولية بالنظر الى الثقل الاقتصادي لإيران وموقعها الاستراتيجي على مدخل مضيق هرمز بالإضافة الى كونها اكبر ممون للقوى الكبرى في العالم بالغاز والنفط.

ولم يكن من محض الصدفة أن تهدد إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره قرابة 30 بالمائة من النفط العالمي لعلمها المسبق بأهمية الإقدام على مثل هذه الخطوة في إثارة الرأي العام الدولي ضد التصرفات الأمريكية والقرارات الاستفزازية التي دأب الرئيس الامريكي على اتخاذها منذ توليه مهامه قبل عام ونصف.

ثم هل يمكن للرئيس، ترامب الذي ينعته خصومه في الولايات المتحدة بمتقلب الأطوار على خطوة ضرب إيران عسكريا  ضمن تصرف تفادت كل الإدارات الأمريكية السابقة فعله رغم أنه خيار وضعته في قائمة البدائل المتاحة لديها للتعامل مع هذا البلد الذي أدرجته  في قائمة الدول المارقة تارة ودول محور الشر تارة أخرى.

والمؤكد أن عدم إقدام الرؤساء الأمريكيين السابقين من بوش الأب والابن  مرورا بالرئيس، بيل كلينتون ووصولا الى باراك اوباما على تلك الخطوة، إنما فعلوا ذلك بعد أن احتكموا لميزان الربح والخسارة  في  مواجهة قد تدخل الولايات المتحدة في حرب لن تبقى بالضرورة في إطارها الثنائي.

وهو موقف تمسكت به هذه الإدارات رغم إلحاح الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التي كانت تتهيأ لضرب إيران بمفردها قبل أن تردعها مختلف الإدارات الأمريكية لقناعتها ان ذلك سيؤدي بها الى التدخل عسكريا في نزاع قد يتحول الى حرب كونية بالنظر الى المعطيات المحيطة به وخاصة وان الصراع يدور على خلفية البرنامج النووي الإيراني.

وهي معطيات وأخرى ، جعلت متتبعين لتصريحات الرئيس الامريكي ومواقفه يؤكدون أن حدة تهديداته إنما الهدف الخفي منها، تحويل أنظار الرأي العام الامريكي بخصوص التحقيقات التي يصر المدعي العام الامريكي المستقل، روبيرت مولر على مواصلتها لمعرفة درجة التدخل الروسي في تحديد نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية شهر نوفمبر 2016 وأيضا  تحويل الأنظار عن  الظهور الباهت الذي ظهر به أمام نظيره الروسي خلال قمة هلسنكي يوم 16 جويلية الأخير وأيضا للتخفيف من حدة الانتقادات التي يواجهها بخصوص العلاقات مع كوريا الشمالية. وفشله الى حد الآن في تجريد هذا البلد من ترسانته النووية.