موسكو تطرد ثلثي الدبلوماسيين الأمريكيين
نهاية علاقة الود بين ترامب وبوتين

- 858

لم تدم علاقة الود طويلا بين واشنطن وموسكو على خلفية مصادقة غرفتي الكونغرس الأمريكي على حزمة عقوبات ضد روسيا وقرار هذه الأخيرة بطرد دبلوماسيين أمريكيين لديها ضمن سياسة التعامل بالمثل.
وكان قرار السلطات الروسية بطرد قرابة ثلثي عدد الموظفين الأمريكيين في سفارة الولايات المتحدة وممثلياتها القنصلية في مختلف المدن الروسية، بمثابة إشارة قوية من الرئيس فلاديمير بوتين بأنه لن يسكت على عقوبات اعتبرها جائرة في حق بلاده.
وكان الرئيس الروسي أكد أن القرار سيدخل حيز التنفيذ بحلول شهر سبتمبر القادم ويقضي بتقليص عدد الدبلوماسيين والتقنيين العاملين في مختلف التمثيليات الأمريكية في روسيا من 755 موظفا إلى مجرد 455 فقط. ودافع الرئيس بوتين عن قراره وقال «إننا انتظرنا طويلا على أمل أن تتحسن الأمور ولكنها وضعية حتى وإن تغيرت فإن ذلك ليس ليوم غد».
وكان الرئيس الروسي يلمّح إلى وعود الرئيس الأمريكي الذي تعهد بإحداث تقارب مع عدو الأمس وتفادي الوقوع في نفس سياسة العداء التي تبناها الرئيس الأمريكي المغادر باراك أوباما ولكن عقوبات غرفتي الكونغرس جعلته يتأكد أن الظروف اللازمة لمثل هذا التقارب غير متوفرة في الوقت الراهن.
وهو قرار غير مسبوق في علاقات البلدين حتى في أعز الحرب الباردة وحرب الجواسيس التي طغت في تلك الفترة إلى درجة أنه جعل كتابة الخارجية الأمريكية تصف القرار الروسي «بالمؤسف وغير المقبول»، في نفس الوقت الذي توعدت فيه بالتفكير في رد يتماشى وقرار موسكو.
وتأتي حلقات التعامل بالمثل والقرارات المضادة بين البلدين لتضع حدا لقرابة ستة أشهر من الود المتبادل إعتقد العالم معها أن ذلك سيكون بداية لميلاد محور واشنطن ـ موسكو وخاصة بعد أن سرى الجفاء بين ضفتي الأطلنطي والقطيعة المعلنة بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وبقي مثل هذا الاعتقاد سائدا في الأذهان رغم الضجة التي رافقت انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب والاتهامات التي وجهت لروسيا بلعب دور فعّال في ذلك ضمن أكبر قضية مازالت تثير الكثير من الجدل في أعلى هرم السلطة في الولايات المتحدة من خلال جلسات الاستماع المتواصلة لشهادات شخصيات سياسية أمريكية ممن يعتقد أن لها ضلع في ذلك.
وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية «إننا كنا نأمل في إقامة علاقات قوية ولكننا نقف اليوم وبكل أسف أننا أبعد من هذا الأمل». وأضاف أن الخروج من هذه الوضعية يتطلب التخلي عن سياسة فرض الأمر الواقع عبر عقوبات اقتصادية وسياسية.