تحذير من حملات تحريض صهيونية ضد المنظمات الإنسانية
نداء استغاثة عاجل لإدخال البيوت المتنقلة إلى غزّة
- 127
ص. م
أطلق مدير مجمع “الشفاء” الطبي، محمد أبو سلمية، مجددا نداء استغاثة عاجل أمس، علّه يصل آذان المجموعة الدولية من أجل توفير مواد الإيواء وخاصة “البيوت المتنقلة” ووسائل تدفئة آمنة لمواجهة موجة البرد القارس التي تعصف منذ أيام بقطاع غزة المنكوب وزادت في تعميق مآسي أكثر من مليوني و400 ألف ساكن.
وأكد أبو سلمية، على أن القطاع بحاجة ماسة لدخول “البيوت المتنقلة” ووسائل تدفئة آمنة لمواجهة البرد، الذي يتسبب في سقوط المزيد من الضحايا وخاصة الأطفال والرضّع، محذّرا من أن “أطفال غزّة يجتمع عليهم القتل بالدبابات والبرد والمرض”، خاصة وأن 55 بالمئة من الأدوية غير متوفرة بسبب الحصار الصهيوني المطبق على القطاع ويحرم سكانه من أدنى متطلبات العيش.
من جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، عن وفاة أكثر من ألف مريض وهم ينتظرون إجلاءهم من غزّة منذ منتصف 2024. كما أعلنت عن وفاة رضيع فلسطيني يبلغ من العمر 29 يوما في مستشفى ناصر جنوب قطاع غزّة، بعد ساعتين فقط من وصوله إلى جناح الأطفال الذي تدعمه المنظمة بسبب انخفاض حاد في درجة حرارة جسمه.
وحذّرت “أطباء بلا حدود” من تفاقم المخاطر الصحية وارتفاع عدد الإصابات بالتهابات الجهاز التنفسي في غزّة بسبب المنخفض الجوي لا سيما لدى الأطفال. وأكدت استمرار معاناة آلاف النازحين الفلسطينيين بغزّة جراء المنخفض الجوي، داعية الكيان الصهيوني إلى السماح بإدخال كثيف وواسع للمساعدات.
وأمام استمرار تفاقم الوضع الإنساني المأساوي أكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزّة، أحمد الشوا، في تصريحات صحفية أمس، أن القضية الأساسية اليوم بالقطاع هي توفير معدات الإيواء ومستلزمات الصحة، مشيرا إلى توزيع ما بين 30 ألف خيمة و40 ألفا من أصل 300 ألف يحتاجها القطاع.
وكان الشوا، حذّر في وقت سابق من أن الاحتلال الصهيوني يقوم بحملات تحريض مسيّسة ضد المؤسسات والمنظمات الإنسانية لتقييد عملها ومنع دخول مساعداتها داخل القطاع، مشيرا إلى استهداف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” وحظر عملها وهي تعتبر العمود الفقري للعمل الإنساني داخل القطاع، إضافة إلى استهداف المنظمات الفلسطينية والتحريض المستمر ضدها وتقييد عملها ومنع دخول مساعداتها، وحذّر من أن كل تلك الممارسات الصهيونية تستهدف إسكات صوت هذه المنظمات وتقاريرها بشأن المعاناة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون وانتهاكات الاحتلال لحقوقهم وجرائمه بحقهم.
كما حذّر من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزّة تتدهور يوما بعد الآخر، والأمور تزداد تعقيدا على كل المستويات والتي يدفع ثمنها الأطفال والفئات الأكثر هشاشة في المجتمع من النّساء وكبار السن وذوي الإعاقة، خاصة مع المنخفض الجوي الذي اجتاح القطاع، وما رافقه من سيول وانهيار الكثير من المنازل وغرق 90 بالمئة من خيام النّازحين.
وضمن هذا السياق أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن حوالي 55 ألف عائلة فلسطينية تأثرت بالأمطار والعواصف الأخيرة في قطاع غزّة، وقد تعرضت ممتلكاتها وأماكن إيوائها للأضرار.
وأشار نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إلى أن العواصف والأمطار تسببت أيضا في تضرر عشرات المساحات المخصصة للأطفال في غزّة، ما أدى إلى تعطل أنشطة حماية الطفل بما أثر على نحو 30 ألف طفل في مختلف أنحاء القطاع، كما حذّر من أن العوائق المستمرة التي يضعها الاحتلال الصهيوني لا تزال تعرقل جهود منظمات الإغاثة الإنسانية الرامية إلى توسيع نطاق تدخلها بشكل أسرع في القطاع.
من جهته حمّل جهاز الدفاع المدني في قطاع غزّة، المنظمات الدولية العاملة في القطاع إلى جانب الاحتلال الصهيوني والمركز التنسيقي الأمريكي المسؤولية الكاملة عن حياة السكان الذين يفقدون أرواحهم نتيجة انفجار مخلّفات الاحتلال.
وأوضح في بيان صحفي، أن ثلاث حوادث وقعت الأربعاء الأخير، في مناطق متفرقة من قطاع غزّة جراء انفجارات مخلّفات الذخائر غير المنفجرة أسفر أحدها عن استشهاد طفل، إضافة إلى اندلاع حرائق وإلحاق أضرار مادية بالمنازل والمواقع التي شهدت الانفجارات.
وأضاف أن طواقمه تواجه رغم ذلك ما وصفه بـ “التأجيل غير المبرر” إلى جانب التردد في التواصل مع مركز التنسيق الأمريكي والجهات الأخرى المعنية بالمشاركة في معالجة هذا الخطر، محذّرا من أن استمرار ترك سكان قطاع غزّة يواجهون الموت بين مخلّفات الذخائر غير المنفجرة، وعدم التحرك الجاد من قبل هذه المؤسسات خاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة المعني بمخلّفات الذخائر، يثير علامات استفهام حول دورها ويشكل مخالفة واضحة لاتفاقيات جنيف وملحقاتها وللقوانين الدولية.