حرب اللقاحات تتجدّد بين مخابر الدواء العالمية

من سيكون له السبق لإنهاء كابوس "كوفيد-19"؟

من سيكون له السبق لإنهاء كابوس "كوفيد-19"؟
  • القراءات: 725
ص.محمديوة ص.محمديوة

عادت حرب اللقاحات ضد فيروس "كوفيد ـ 19" بقوة إلى الساحة الدولية في ظل تفشي موجة ثانية لجائحة أصبح ضحاياها يعدون بمئات الوفيات يوميا وآلاف المصابين عبر مختلف بلدان العالم.

فمن روسيا إلى الولايات المتحدة مرورا بألمانيا ووصولا إلى فرنسا، اشتدت المنافسة بين مختلف المخابر الدولية لربح رهان من سيكون له السبق لاكتشاف لقاح ضد الفيروس القاتل ضمن سباق محموم عرف حتى منافسة مؤسسات صغيرة تسعى لأن تكون لها كلمتها في سوق المنافسة الدولية. فبعد أسبوع من إعلان مخابر "فايزر" الأمريكية بالتعاون مع مجمّع "بيو تاك" الألماني عن توصلها إلى لقاح ضد كورونا فعّال بنسبة 90٪، خرج مخبر صغير في الولايات المتحدة "موديرنا" ليؤكد توصله إلى لقاح فعّال بنسبة 94.5٪ ويسعى لإنتاج 20 مليون جرعة مع نهاية العام الجاري. وهما لقاحان يتوقع أن يتم الترخيص لهما من قبل الوكالة الأمريكية للأدوية في الأسبوعين الأولين من شهر ديسمبر المقبل بما يسمح، حسب ما أكده المختصون في الولايات المتحدة، بتلقيح 20 مليون أمريكي بداية من النصف الثاني من ديسمبر تكون الأولوية لاستفادة منهما للمسنين والأشخاص المعرضين للخطر، ليتم بعدها تلقيح 25 مليون شخص شهريا بداية من جانفي القادم. وتعد الولايات المتحدة من أكثر دول العالم تضررا بجائحة كورونا وهي التي تتصدر قائمة الوفيات بـ247 ألف وفاة وأكثر من 11 مليون إصابة منذ بداية الجائحة نهاية شهر ديسمبر الماضي.

وحتى مجمّع "سانوفي" الفرنسي للصناعة الدوائية عاد إلى المنافسة بعد إعلانه قبل يومين على أن اللقاح الجاري تطويره في مخابره والمتوقع الشروع في تسويقه شهر جوان 2021 لا يستدعي حفظه في درجة حرارة جد منخفضة على نقيض لقاحي فايزر وموديرنا اللذين يتطلب حفظهما في درجة حرارة تصل إلى اقل من 70 درجة مئوية. وأثارت هذه الإعلانات موجة جديدة من التفاؤل عبر العالم بدليل شروع معظم الدول خاصة في أوروبا، التحضير لحملات تلقيح واسعة النطاق  بمجرد اعتماد اللقاح "السحري" مخصصة لذلك ميزانيات ضخمة على أمل بدء تسويقه بنهاية العام الجاري أو بداية العام الجديد كأقصى تقدير. وهو ما أعلنت عنه فرنسا التي سجلت 508 حالة وفاة بكوفيد ـ 19 في ظرف 24 ساعة الأخيرة ضمن رقم قياسي جديد لضحايا الوباء في هذا البلد. وخصصت ميزانية بقيمة 1.5 مليار أورو لاقتناء لقاح كورونا للشروع في توزيعه بداية من شهر جانفي القادم في حال ما تم اعتماد أحد اللقاحين المعلن عنهما سواء من مخابر "فايزر" أو "موديرنا".

من جهتها أعلنت بلجيكا نيتها في معالجة على الأقل 70٪ من السكان بما يعادل 8 ملايين نسمة بمجرد اعتماد اللقاحات المعلن عنها مؤخرا مع ضمان توزيعه مجانا على كل مواطن. ولكن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهنوم غيبريوسوس الذي أبدى تفاؤله بالتطوّرات الجديدة في مجال اللقاحات، حذر بالمقابل بما وصفه بالوقوع في فخ "الرضا" من منطلق إعلانات سابقة بالتوصل إلى لقاحات شكلت مجرد زوبعة في فنجان سرعان ما خمد دخانها ولم يظهر لها أي أثر على أرض الواقع. والكل يتذكر الضجة الإعلامية التي أثارتها روسيا شهر أوت الماضي بإعلان توصلها إلى لقاح فعّال ضد فيروس كورونا المستجد أطلقت عليه اسم "سبوتنيك v" أكدت أنه ناجع بنسبة 92٪ وسارعت بعض الدول من حلفائها التقليديين على غرار فنزويلا إلى تقديم طلبيات لاقتنائه رغم تشكيك جهات علمية دولية في مدى نجاعته.

والمفارقة أن روسيا التي أعلنت عن بدء عمليات التلقيح بـ"سبوتنيك  v" شهر سبتمبر الماضي وأكدت الشروع في تسويقه بداية من الربيع القادم، عاشت واحدة من أحلك لياليها بتسجيلها لرقم قياسي في عدد الوفيات بلغ 442 وفاة حالة خلال 24 ساعة الماضية، وفي وقت تشهد مستشفياتها ضغطا كبيرا وحتى مصالح حفظ الجثث لم تعد قادرة على استيعاب الموتى. بل أن شركة "مايكروسوفت" اتهمت مؤخرا ثلاث مجموعات قرصنة مرتبطة بروسيا وكوريا الشمالية قالت إنها استهدفت سبع منظمات معنية بعلاج فيروس كورونا وأبحاث اللقاحات حول العالم في الأشهر الأخيرة، وقد نجحت بعض هجماتها. وفي انتظار أيا من هذه اللقاحات سيكون المعجزة لإنهاء كابوس كورونا المستمر منذ قرابة العام، يواصل فيروس كوفيد ـ 19 حصد مزيد من الضحايا وهو الذي تجاوزت حصيلة قتلاه مليون و300 ألف وفاة وأكثر من 54 مليون إصابة منذ بداية ظهور الجائحة نهاية ديسمبر الماضي.