أعدمت بالرصاص الصهيوني أثناء تغطيتها عدوانه على جنين

مطالب دولية لفتح تحقيق في جريمة اغتيال الصحفية شرين أبو عاقلة

مطالب دولية لفتح تحقيق في جريمة اغتيال الصحفية شرين أبو عاقلة
  • القراءات: 627
ق. د ق. د

أثارت جريمة اغتيال مراسلة قناة "الجزيرة" القطرية في فلسطين المحتلة، شيرين أبو عاقلة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، موجة إدانة دولية واسعة استنكرت بشدة إعدام الصحفية الفلسطينية بدم بارد على يد قناص صهيوني في جريمة شنعاء تابعها كل العالم على المباشر. وتعرضت شيرين أبو عاقلة البالغة من العمر 51 عاما لطلقة نارية غادرة في الساعات الأولى من صباح، أمس، أصابتها في مقتل على مستوى الأذن وهي تقوم بواجبها المهني ككل مرة في تغطية اعلامية لاعتداء وعدوان جديد لجيش الاحتلال على مخيم جنين بالضفة الغربية. ووثقت كاميرات العالم بالصوت والصورة الجريمة الصهيونية في حق أبو عقلة، الصحفية المعروفة بدفاعها المستميث عن القضية الفلسطينية ونقلت طيلة سنوات صوت الشعب الفلسطيني وكشفت جرائم المحتل الصهيوني وفضحت خروقاته وانتهاكاته اليومية في الأراضي المحتلة.

ووصفت شبكة "الجزيرة" القطرية، اغتيال مراسلتها بـ«جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية" وطالبت المجتمع الدولي بـ "إدانة ومحاسبة" قوات الاحتلال "لتعمدها" استهداف وقتل الصحفية الفلسطينية. وأمام هذه الجريمة النكراء تعالت المطالب على المستوى الفلسطيني والدولي، بفتح تحقيق دولي في استهداف الصحفية والإعلامية الفلسطينية لـ "اسكات الحقائق والتغطية على الجرائم" الصهيونية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومؤسساته ومقدساته. وأدانت الرئاسة الفلسطينية والحكومة ومنظمة التحرير الفلسطينية والإعلام الرسمي والمؤسسات والمنظمات الحقوقية الجريمة التي نفذها جنود الاحتلال بحق أبو عاقلة خلال قيامها بواجبها الصحفي لتوثيق الجرائم المروعة المرتكبة ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وقالت الرئاسة الفلسطينية إن "جريمة إعدام شيرين أبو عاقلة وإصابة الصحفي علي السمودي، هي جزء من سياسة الاحتلال باستهداف الصحفيين لطمس الحقيقة وارتكاب الجرائم بصمت".

ونعى رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية ومجلس الوزراء "فارسة الإعلام وأيقونة الصحافة الوطنية الشهيدة شيرين أبو عاقلة" التي قضت برصاص جنود الاحتلال وهي ترتدي جميع معدات وعلامات التعريف بالصحافة. أما حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي استنكرت بشدة اغتيال الاحتلال للإعلامية، فقد أكدت أن جريمة القتل المتعمدة في حق أبو عاقلة "لن تحجب حقيقة ارهاب الاحتلال ووحشيته". وقالت في بيان إن "هذه الجريمة البشعة ضد الصحافة والكلمة الحرة تضع العالم والمؤسسات الدولية كافة، أمام مسؤوليتها في إدانة هذه الجريمة ومحاسبة قيادات الاحتلال التي تجاوزت كل القيم وتعدت على كل الاعراف والقوانين الدولية". واتفقت مختلف ردود الفعل الدولية على اعتبار جريمة إعدام الصحفية الفلسطينية بمثابة "تعد سافر على حرية الاعلام" ودعت إلى التدخل لحماية الصحفيين الفلسطينيين ومحاسبة الاحتلال على هذه الجريمة.

وفي هذا السياق، دعت الولايات المتحدة الى فتح "تحقيق شفاف" لكشف ملابسات اغتيال الصحفية الفلسطينية التي تحمل ايضا الجنسية الامريكية، في مطلب رفعه أيضا الاتحاد الأوروبي الذي ألح على لسان المتحدث باسم مسؤول الخارجية الأوروبية على ضرورة فتح تحقيق مستقل للكشف عن ملابسات عملية الاغتيال. و أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين عن "صدمتها" لاستشهاد الاعلامية الفلسطينية خلال أدائها لواجبها المهني، ودعت إلى "فتح تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة"، مؤكدة ضرورة ضمان سلامة وحماية الصحفيين. وأدان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند "جريمة" إعدام أبو عاقلة ودعا إلى "إجراء تحقيق فوري وشامل ومحاسبة المسؤولين".

كما اعتبرت الخارجية القطرية الواقعة بأنها "جريمة شنيعة وانتهاك للقانون الإنساني الدولي وتعد سافر على حرية الإعلام والتعبير وحق الشعوب في الحصول على المعلومات"، ودعت المجتمع الدولي إلى "تحرك عاجل" لمنع سلطات الاحتلال من ارتكاب المزيد من الانتهاك لحرية التعبير والمعلومات واتخاذ كافة الإجراءات لوقف العنف ضد الفلسطينيين والعاملين في وسائل الإعلام وضرورة حمايتهم. وعبرت الحكومة الأردنية على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، فيصل الشبول عن "إدانتها لهذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بدم بارد بحق صحفيين يرتدون اللباس الرسمي المميز للصحفيين والإعلاميين"، داعيا المجتمع الدولي إلى "التحرك" من أجل حماية الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

من جهتها أدانت الجامعة العربية هذه الجريمة "التي تستدعي المساءلة الدولية وملاحقة مرتكبيها أمام جهات العدالة الدولية المختصة بكل ما تمثله من أركان كجريمة حرب وانتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي". وتعد المراسلة شيرين أبو عاقلة من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة "الجزيرة" وعملت طيلة ربع قرن في قلب الخطر لتغطية حروب واعتداءات الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني وهو ما أزعج سلطات الاحتلال التي قرّرت في النهاية اغتيالها على المباشر في محاولة لإسكات الصوت الفلسطيني.