الاجتماع الوزاري بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي ببروكسل
مشاركة الجمهورية الصحراوية أحسن رد على الدعاية المغربية

- 184

أكد وزير الخارجية الصحراوي، محمد يسلم بيسط، أمس، أن مشاركة الجمهورية الصحراوية في الاجتماع الثالث لوزراء خارجية الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، دليل على أنها حقيقة سياسية ودبلوماسية لا رجعة فيها، وأن حضورها ببروكسل "أحسن رد على الدعاية المغربية التي تروّج لخلاف ذلك".
في تصريح لـ«وأج" قال وزير الخارجية الصحراوي، إن مشاركة بلاده في هذا الاجتماع المنعقد بالعاصمة الأوروبية بروكسل، إلى جانب شقيقاتها من الدول الإفريقية و27 دولة أوروبية "تأتي باعتبارها عضوا مؤسسا للاتحاد الإفريقي وعضوا فاعلا في هذه الشراكة المتجددة بين الاتحادين، معتبرا هذه المشاركة "أكبر رد على الدعاية المغربية طيلة الأسابيع الماضية، حول استبعاد الجمهورية الصحراوية من هذا الاجتماع".
وبعد أن تحدث عن أكاذيب دولة الاحتلال المغربي التي تسعى من خلالها إلى النّيل من الجمهورية الصحراوية، أكد بيسط، أنها "وجدت نفسها اليوم أمام شمس الحقيقة وأمام الواقع الذي لا يمكن إنكاره وهو أن الجمهورية الصحراوية حقيقة سياسية ودبلوماسية لا رجعة فيها".
وفي كلمته أمام الاجتماع الوزاري الثالث بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، المنعقد شدّد رئيس الدبلوماسية الصحراوية، على الترابط الوثيق بين السلام والعدالة والتنمية، مؤكدا أن "لا تنمية أو تجارة أو ازدهار يمكن أن يتحقق دون سلام وأمن... والطريق الوحيد للسلام هو العدالة".
واستهل كلمته بتوجيه الشكر للاتحاد الأوروبي على حسن الضيافة، مشيدا بقيادة الاتحادين الإفريقي والأوروبي، خاصة وزير الخارجية الأنغولي، تيتى أنطونيو، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، لما بذلاه من جهود في توجيه الحوار الوزاري.
وركّز في حديثه على موضوع الاجتماع المتمثل في السلم والأمن، داعيا المجتمع الدولي إلى تجديد التزامه بالمبادئ القائمة على الإنصاف والاحترام المتبادل. ودعا الدبلوماسي الصحراوي، الشركاء من القارتين إلى العمل على ترشيد جهودهم بـ«مبادئ الإنصاف والاحترام والتفاهم المتبادل"، مضيفا أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا من خلال جهود جماعية تستند إلى القانون والعدالة، منوها في ختام كلمته، بالدور الحيوي للمؤسسات القضائية، حيث أثنى على محكمة العدل الأوروبية والمحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب. وقال إنهما "ذكرتانا مرة أخرى بالأهمية المحورية للامتثال الدقيق للقانون الدولي والعدالة".
وشارك وفد صحراوي رفيع المستوى في اجتماعات تحضيرية هامة تهدف إلى توحيد المواقف الإفريقية والأوروبية. وساهم السفراء الصحراويون منصور عمر المكلف بالعلاقات مع المؤسسات الأوروبية، والسفير لمن أباعلي الممثل الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الإفريقي، إلى جانب السفير ماء العينين مفتاح ممثل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ببلجيكا، يومي 19 و20 ماي الجاري، في مناقشات عقدت بمقر بعثة الاتحاد الإفريقي في بروكسل، إضافة إلى اجتماعات مشتركة بين سفراء الاتحادين الإفريقي والأوروبي.
وتؤكد مشاركة الجمهورية الصحراوية الديمقراطية، في هذه الدينامية الدبلوماسية على دورها الثابت كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي ومساهمتها الفاعلة في بلورة المواقف الإفريقية الموحدة، خاصة في ظل الشراكة المتنامية بين إفريقيا وأوروبا والتنافس الجيوـ سياسي المتزايد على القارة.