أدان مسؤول امانة التنظيم السياسي في جبهة البوليساريو، امربيه المامي، أمس، بشدة المسودة الأمريكية التي وصفها بـ"المخزية" باعتبارها تتنافى مع مقتضيات الشرعية الدولية، في محاولة فاشلة ومفضوحة لفرض المقترح المغربي وشرعنة الاحتلال. 

وأكد المسؤول الصحراوي، في مداخله له خلال اجتماع لمنتسبي الوحدة السياسية والإدارية بمخيمات اللاجئين، أن الورقة الأمريكية تندرج ضمن مؤامرة تستهدف المشروع الوطني الصحراوي، لكنها لن تكون أكثر خطورة من التحديات التي واجهتها الثورة في البدايات سنة 1975، وشدّد على أن الجبهة الشعبية والتنظيم السياسي اليوم أكثر قوة وحضورا وتمسّكا بحق الشعب الصحراوي بفضل خمسين عاما من الصمود والإصرار على انتزاع الاستقلال والحرية.

وثمّن في السياق، المكاسب المحققة الوطنية بفضل وحدة الصف الصحراوي وتماسك جبهته الداخلية، مشيرا إلى أن العمل المتواصل والتعبئة المستمرة على المستوى الوطني والجاليات والخارج تعكس قوة الإصرار على مواصلة مسيرة التحرير، ومشيدا بالمناضلين بالمناطق المحتلة رغم الحصار والتضييق الإعلامي والانتهاكات التي يشنها الاحتلال المغربي.

كما تطرق امربيه المامي في مداخلته إلى خطورة الاتفاقيات المشبوهة التي أبرمها الاحتلال المغربي داخل الاتحاد الأوروبي، والتي وصفها بأنها "اتفاقيات مدبرة بليل ودون المرور عبر القنوات الأوروبية الرسمية"، معتبرا أنها استمرار لنهج النهب والسرقة الذي يطبع سياسة الاحتلال المغربي تجاه الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي.

ودعا إلى تعزيز وحدة الصف الوطني بعدما أبرز أن الاختلاف في الرؤى والتصوّرات يجب أن يكون عاملا للتقويم والبناء وتمتين الوحدة وأن القيادات والأطر مطالبة بتجسيد روح القدوة والمسؤولية في الميدان، بما يعكس الصورة الجامعة لكل الصحراويين. واختتم مسؤول أمانة التنظيم السياسي مداخلته بالتأكيد على أن كل المناورات والمؤامرات مصيرها الفشل. وأن الكلمة الأخيرة ستظل للشعب الصحراوي بفضل وعيه ووحدته وتمسّكه بحقه المشروع في تقرير المصير والاستقلال. من جهة أخرى، سجلت القضية الصحراوية حضورا مميزا في المهرجان الثقافي الدولي الذي يقام كل سنتين بمدينة بازل السويسرية، حيث شكل الحدث فرصة لتسليط الضوء على معاناة الشعب الصحراوي تحت الاحتلال المغربي.

وخصصت أمسية مساء أول أمس للقضية الصحراوية تحت شعار "أصوات لا تستسلم من أجل حقوق الإنسان" من تنظيم المنظمة العالمية "أرض الرجال" بسويسرا تم خلالها عرض الفيلم الوثائقي "انسوميساس" للمخرجين الاسبانيين، لاورا دودن وميغيل أنجيل هيريرا، والذي يوثق للجهود التي بذلتها خمس مدافعات عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ثلاث منهن كن ضحايا قمع وبطش الاحتلال المغربي، ليفتح النقاش بعدها مع مجموعة من الحقوقيين الصحراويين.كما تمّ عرض الفيلم الوثائقي "حيو" الذي يسرد حياة أيقونة الفن الصحراوي، مريم منت الحسان، التي كرّست صوتها للتعريف بقضية شعبها، ليتبعه نقاش مع المديرة التنفيذية للمهرجان الدولي للسينما في الصحراء الغربية "فيصحرا"، ماريا كاريون، وكذا الحقوقية، العصرية محمد.