في ظل اشتداد القبضة بين الرئيس مادورو وأقطاب المعارضة

مخاوف من انفجار الوضع العام في فنزويلا

مخاوف من انفجار الوضع العام في فنزويلا
  • 677
م/مرشدي م/مرشدي

ينتظر أن يتم اليوم، تنصيب أعضاء الجمعية التأسيسية الـ545 في مقر البرلمان الفنزويلي وسط مخاوف متزايدة من اندلاع مواجهات بين أنصار المعارضة وتعزيزات قوات الأمن النظامية على خلفية القبضة المتأججة بين رئيس البلاد نيكولاس مادورو، وأقطاب أحزاب المعارضة الرافضة لهذه الهيئة التشريعية الجديدة.

 

وشكل اعتقال ليوبولدو لوبيز، وانطونيو لديزما، أهم وجوه المعارضة القطرة التي أفاضت كأس الغضب ضد الرئيس مادورو، وزادت من مخاوف انفلات الوضع العام في هذا البلد.

وبررت المحكمة العليا الفنزويلية قرار اعتقالهما بوجود مخطط لفرارهما إلى الخارج وأيضا إلى عدم احترامهما لقرار وضعهما رهن الإقامة الجبرية وخاصة ما تعلق بالإدلاء بتصريحات صحفية في إشارة إلى ندائهما باتجاه الشعب الفنزويلي بمقاطعة انتخابات أعضاء الجمعية التأسيسية التي جرت الأحد الماضي.

وهي المخاوف التي زادت في ظل النداء الذي وجهه ائتلاف أحزاب المعارضة لتنظيم مظاهرة ضخمة اليوم بالعاصمة كاراكاس، للتنديد بما أسموه بـ»بعدم شرعية» الجمعية التأسيسية الجديدة.

وينتظر أن تقود هذه الهيئة التشريعية التي انتخب أعضاؤها الأحد الأخير، أحد أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم إلى ما بعد سنة 2019، وهي السنة التي ينتظر أن تشهد تنظيم انتخابات عامة ورئاسية رغم وجود برلمان تحوز أحزاب المعارضة على أغلبية مقاعده.

وعرفت الأزمة السياسية في هذا البلد تطورات دولية بعد إقدام الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على الرئيس نيكولا مادورو، على خلفية انتخابات الأحد الماضي، التي سمحت بتشكيل مجلس تأسيسي.

ورفض الرئيس الفنزويلي العقوبات الأمريكية التي استهدفته شخصيا ولكنه عاد ليؤكد بالقول إنه «فخور» بحقيقة  استهدافه بهذه العقوبات بقناعة أنه «أول من دعا إلى انتخابات فريدة من نوعها في تاريخ الأمريكيتين...

وكان وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، اتخذ قرارا بتجميد جميع الأصول والحسابات المصرفية التي يمتلكها الرئيس نيكولاس مادورو، في مختلف البنوك الأمريكية وحظر على الأمريكيين التعامل معه، وبررت الحكومة الأمريكية تدخلها في الشأن الداخلي الفنزويلي بدعوى أن انتخابات نهار الأحد «غير شرعية وكشفت حقيقة أن الرئيس مادورو ديكتاتور وغير مكترث بإرادة شعب بلاده».

ولكن الرئيس مادورو، رفض الاعتراف بتلك العقوبات وقال إنه لن يرضخ لأوامر امبريالية ولا لأوامر حكومات أجنبية بقناعة «أنني رئيس حر»، واعتبر القرار الأمريكي بأنه يعكس عدم قدرة الولايات المتحدة في التأثير على القرار الفنزويلي. وقال متحديا الرئيس الامريكي دونالد ترامب، «افعل ما تريد».

ويعد الرئيس الفنزويلي رابع رئيس مازال يمارس مهامه تفرض عليه الولايات المتحدة عقوبات مباشرة بعد الرئيس السوري بشار الأسد، والزيمبابوي روبيرت موغابي، والكوري الشمالي جونغ ان.

وكان مادورو، اقترح شهر ماي الماضي، انتخاب جمعية تأسيسية وطنية لإعادة  صياغة دستور البلاد المعدل في عهد الرئيس الراحل هوغو شافيز سنة 1999، في محاولة لإنهاء حالة الاحتقان السياسي الذي شل مظاهر الحياة السياسية في هذا البلد الامريكو ـ لاتيني.

يذكر أن فنزويلا تعيش منذ عدة أشهر على وقع تفاعلات أزمة سياسية حادة في ظل قبضة حديدية بين الرئيس مادورو وأحزاب المعارضة التي سعت من أجل الإطاحة به ولكنها فشلت في مسعاها رغم المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية التي ما انفكت تنظمها في العاصمة كاراكاس، وكبريات مدن البلاد الأخرى طيلة الأربعة أشهر الأخيرة، تحولت في كثير من المرات إلى مواجهات دامية مع قوات الأمن كان آخرها مواجهات ليلة السبت إلى الأحد التي خلّفت سقوط عشرة قتلى.