«جمعة غضب» ثانية لنصرة القدس الشريف

مخاوف إسرائيلية من تصعيد عسكري يفقدها السيطرة على الوضع

مخاوف إسرائيلية من تصعيد عسكري يفقدها السيطرة على الوضع
  • 868
م. مرشدي م. مرشدي

تتوجه الأنظار يوم غد إلى مدينة القدس المحتلة وبخاصة إلى محيط المسجد الأقصى الشريف بمناسبة «جمعة الغضب» الثانية التي يعتزم آلاف الفلسطينيين إقامتها احتجاجا على قرار الاحتلال الإسرائيلي نصب كاميرات مراقبة فائقة الدقة لمراقبتهم وكشف عوراتهم كلما مروا إلى قاعات الصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

ويصر الفلسطينيون على رفضهم الصلاة في المسجد الأقصى حتى بعد قرار سلطات الاحتلال إزالة البوابات الإلكترونية التي وضعتها قبل أسبوعين عند المداخل الرئيسية للمسجد الأقصى، وشكلت فتيلا كاد أن يشعل كل الأراضي الفلسطينية مما حتم على الوزير الأول الإسرائيلي إزالتها. وهو الاحتمال الذي تتوقع الأسوأ الحكومة الإسرائيلية في حال واصلت تحديها لمشاعر الفلسطينيين الرافضين لكل مسعى للاستحواذ على القدس الشريف. ولكن حكومة الاحتلال عندما رضخت للأمر الواقع بخصوص إزالة تلك البوابات، تسعى الآن لنصب كاميرات مراقبة جد متطورة تعمل بالأشعة السينية وما تحت الحمراء مع كل المخاطر التي يمكن أن تلحقها بصحة المصلين الذين يضطرون للمرور تحت أشعتها أكثر من عشر مرات في اليوم. وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس، نصب هذه الكاميرات «الذكية» بالنظر إلى مخاطرها وأيضا كونها خطوة أخرى من حكومة الاحتلال لتجسيد مخططاتها الرامية إلى تهويد القدس وتغيير الوضع التاريخي والقانوني الخاص بالإشراف على المسجد الأقصى المبارك وكذا تسهل عمليات البطش والتنكيل بالفلسطينيين والعمل على طردهم من الأقصى والبلدة القديمة تدريجيا ومن ثم القدس المحتلة بكاملها. وهو المخطط الذي جعل الفلسطينيين لا يتراجعون عن موقفهم الرافض لكل أمر واقع إسرائيلي لقناعتهم بسعي اليمين المتطرف إلى تقسيم القدس الشريف بدعوى أحقية اليهود تدنيسه والصلاة في جزء منه. وأكدت السلطة الفلسطينية وهيئة الوقف الإسلامي في القدس الشريف أنها ترفض كل شكل من أشكال المراقبة سواء عبر البوابات الإلكترونية أو عبر كاميرات مراقبة متطورة وطالبت بالعودة إلى الوضع الذي سبق 16 جويلية، اليوم الذي قررت فيه حكومة الاحتلال إقامة تلك البوابات بدعوى أن منفذي عملية القدس قبل يومين ضد اثنين من عناصر الشرطة خرجوا من المسجد الأقصى. ووضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ذلك كشرط لعودة كل أشكال التعاون الأمني بينها وبين حكومة الاحتلال.

وشهد محيط المسجد الأقصى، حيث أدى الفلسطينيون صلاة العشاء ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء وسط مواجهات دامية مع قوات الاحتلال التي استخدمت العصي والقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريقهم مما أدى الى إصابة 15 مصليا بجروح متفاوتة.