قالت إن زعزعة الاستقرار تفاقم التطورات في المنطقة
"مجموعة أ3+" تدين العدوان الصهيوني على سوريا

- 152

أدانت مجموعة" أ3+" بمجلس الأمن، العدوان الصهيوني الذي استهدف مناطق عدة في سوريا، والذي يمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولي. محذّرة من أن زعزعة الاستقرار بشكل مستمر يفاقم التطورات في منطقة الشرق الأوسط "الهشّة أصلا".
وجاء ذلك في كلمة مجموعة أ3+ التي تضم الدول الإفريقية الثلاث التي تحظى بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الأممي وهي الجزائر، سيراليون، والصومال، بالإضافة إلى غيانا من منطقة البحر الكاريبي، ألقاها نيابة عنها ممثل سيراليون الدائم لدى الأمم المتحدة مايكل عمران كانو، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن سوريا.
وعبّرت المجموعة عن بالغ قلقها إزاء التطورات الأخيرة في الجمهورية العربية السورية، وقالت إنها لطالما دعت إلى سوريا مستقرّة وسيّدة ومزدهرة، محذّرة من أن زعزعة الاستقرار بشكل مستمر يفاقم التطورات في منطقة الشرق الأوسط الهشّة أصلا.
وفي هذا الصدد أدانت المجموعة الهجمات الجوية الصهيونية التي استهدفت مناطق عدة في سوريا، بما في ذلك مجمع الأركان العامة الذي استخدم كمقر مؤقت لوزارة الدفاع ومواقع بالقرب من قصر الرئاسة في دمشق.
واعتبرت أن هذه الأفعال تمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة وتحديدا الفقرة الرابعة من المادة الثانية التي تحظر استخدام العنف أو التهديد باستخدام العنف ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة، أو بأي طريقة تنتهك مقاصد الأمم المتحدة ومبادئ القانون الإنساني الدولي.
إضافة إلى ذلك اعتبرت مجموعة أ3+ أن هذه الضربات الجوية تنتهك أحكام اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، بين الكيان الصهيوني وسوريا، وأكدت على دعوتها إلى احترام هذا الاتفاق وتنفيذه بشكل كامل واحترام أيضا قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك القرار 2782 الذي اعتمد مؤخرا، والذي يؤكد على أهمية التزام الأطراف بالاتفاق سالف الذكر.
وعلى الصعيد السياسي أعلن الدبلوماسي السيراليوني، موقف المجموعة الداعم لعملية انتقال سياسي بقيادة سورية تسمح لجميع السوريين بغض النّظر عن الإثنية أو المعتقد بالمشاركة في بناء مستقبل بلادهم، ومن هذا المنطلق شدّدت على أن سوريا تبنى بمشاركة جميع السوريين من دون إقصاء، الأمر الذي يعتبر السبيل الوحيد لضمان السلام المستدام وكذا ضمان السلام والأمن الإقليميين.
وبخصوص الوضع الأمني وبعد أن أعربت عن تنديدها وبشكل قاطع بأعمال العنف الأخيرة بمحافظة السويداء، طالبت المجموعة بضرورة إخضاع المسؤولين عنها للمساءلة، ودعت السلطات السورية المؤقتة إلى القيام بتحقيقات معمّقة وشفّافة ومحايدة في هذا الشأن.
بعدها عادت المجموعة للتأكيد على أنه وبعد 14 عاما من النّزاع بالبلاد، فإن كل الشعب السوري يستحق السلام والأمن والازدهار، وشدّدت على أنه لا مجال للانتقام لكن ما نحتاجه الآن هو حوار وطني ومصالحة ووحدة.
واعتبرت أن الأحداث الأخيرة تثبت الطبيعة الهشّة للأوضاع في سوريا، ما يتطلب جهودا ملحة ومستدامة لتعزيز التعايش بين الطوائف ومكونات المجتمع المختلفة.
وبعد أن أعربت عن دعمها لسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية، حذّرت مجموعة أ3+ من أن أي تدخل خارجي سيزيد من عدم الاستقرار ويعمّق من هشاشة الوضع بالبلاد، وحثّت جميع الجهات المعنية إلى إيلاء الأولوية للحوار وإلى الامتناع عن أفعال يمكنها أن تفاقم الأوضاع.
دعوات إلى تحرك عاجل لوقف الاعتداءات
إدانة دولية واسعة للاعتداء الصهيوني على سوريا
أثار العدوان الصهيوني الجديد على الأراضي السورية موجة استنكار وتنديد واسعة، دعت إلى تحرك دولي عاجل من أجل الضغط بكل الوسائل وفي كافة المحافل لوقف هذه الاعتداءات المتكررة على سوريا واحترام سيادة ووحدة أراضيها، في وقت يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع طارئ لاحقا لبحث تداعيات هذا العدوان.
وفي اعتداء جديد على الأراضي السورية شنّ الاحتلال الصهيوني سلسلة غارات جوية شملت أكثر من 160 موقع في 4 محافظات هي السويداء، درعا، المتجاورتين، دمشق وريف دمشق، حيث استهدفت رئاسة الأركان السورية وموقعا قرب قصر الرئاسة في دمشق، ما تسبب في استشهاد 3 أشخاص وإصابة 34 آخرين حسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة السورية.
وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الصهيوني اعتاد خلال السنوات الماضية، على استهداف مواقع متفرقة في سوريا، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين، وذلك قبل توغل قواته منذ ثلاثة أشهر في المناطق السورية المحاذية للجولان المحتل.
وفي سياق ردود الفعل المنددة بانتهاكات الكيان الصهيوني المتواصلة لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني، أدانت الجزائر بشدة العدوان الصهيوني السافر على سوريا، لما يمثله من انتهاك صارخ لسيادتها وحرمة أراضيها ووحدة شعبها. مجددة دعوتها الملحة لمجلس الأمن الأممي من أجل تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه في وضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة التي أدخلت المنطقة بأسرها في دوامة من انعدام الأمن وغياب الاستقرار، دون أي أفق لتهدئة الأوضاع وفرض سيادة القانون الدولي.
واعتبرت سوريا الغارات الصهيونية على البلاد خرقا فاضحا لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني، ودعت مجلس الأمن للتدخل العاجل لوضع حد لتلك الانتهاكات.
وأدانت الخارجية السورية بأشد العبارات هذه الغارات التي طالت مؤسسات حكومية ومنشآت مدنية، واعتبرت أن هذا الاعتداء يأتي في سياق سياسة ممنهجة للكيان الصهيوني لإشعال التوتر وخلق الفوضى وتقويض الأمن والأمان في سوريا.
واعتبرت بدورها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الغارات على سوريا اعتداء صارخا على سيادة دولة عربية عضو في الجامعة وفي منظمة الأمم المتحدة و"بلطجة" لا يمكن للمجتمع الاقليمي أو الدولي القبول بها أو تمريرها، ويتعين وقفها فورا.
وفي سياق ردود الفعل الإقليمية أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون، بأشد العبارات الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية. مؤكدا أن استمرارها يعرض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر والتصعيد، وجدد دعوته للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والضغط بكل الوسائل وفي المحافل كافة لوقفها واحترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها.
وفي الأردن، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين سفيان القضاة، على ضرورة وقف هذه الاعتداءات فورا، واحترام سيادة سوريا. مشددا على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزتان لاستقرار المنطقة.
كما أدانت الخارجية السعودية، استمرار الاعتداءات الصهيونية السافرة على الأراضي السورية، والتدخل في شؤونها الداخلية وزعزعة أمنها واستقرارها في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاق فض الاشتباك المبرم عام 1974، وطالبت بموقف دولي يساندها. وفي إيران أدان وزير الخارجية عباس عراقجي، العدوان على سوريا. داعيا إلى تضافر الجهود على المستويين الإقليمي والدولي لوقفه.
وقال عراقجي، إن هذا الوضع كان متوقعا، متسائلا عن" أي عاصمة ستكون مستهدفة بعد دمشق". مضيفا أن الكيان الصهيوني المتهور لا يعرف حدودا ولا يفهم سوى لغة واحدة. يجب على دول المنطقة والعالم أن تتحد لإنهاء عدوانه الغاشم.
وفي سياق ردود الفعل الدولية أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء الغارات الجوية على الأراضي السورية، ودعا الكيان الصهيوني إلى وقف انتهاك استقلال سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.
من جهتها دعت الصين إلى احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها وتجنب الأفعال التي تسهم في تصعيد الوضع. كما أدانت روسيا هذا العدوان، مشيرة إلى أنه يشكل انتهاكا جسيما لسيادة البلاد والقانون الدولي ويستحق إدانة قوية.
ودعا المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، الاحتلال إلى وقف هجماته على سوريا فورا واحترام سيادتها وسلامة أراضيها بما في ذلك على مؤسسات رئيسية في دمشق التي تعرض حياة المدنيين للخطر وقد تهدد العملية الانتقالية في البلاد.