قمة مدينة ”بو” الفرنسية حول منطقة الساحل

ماكرون يرتب أولويات قوات ”بارخان”

ماكرون يرتب أولويات قوات ”بارخان”
  • القراءات: 722
م. م م. م

التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، بمدينة ”بو” في جنوب غرب فرنسا رؤساء مالي والنيجر وبوركينا فاوسو وموريتانيا وتشاد في قمة نقطتها المحورية بحث خطة التحرك العسكري الفرنسي في هذه المنطقة الساخنة وكذا تنامي العداء الشعبي الرافض لهذا التواجد.

وكانت العاصمة المالية باماكو شهدت الجمعة الماضي أضخم مسيرة شعبية، طالب المشاركون فيها برحيل القوات الفرنسية التي أكدوا أنها لم تأت لدحر الإرهابيين بقدر ما جاءت لحماية مصالح فرنسا في مستعمرتها السابقة.

وحضر القمة الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمد موسى فكي ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذين حاولوا إيجاد شفرة ناجحة لمواجهة تنامي الخطر الإرهابي في دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو التي عرفت طلية العام الماضي تصعيدا إرهابيا غير مسبوق، خلف مئات القتلى في صفوف قوات هذه الدول وأيضا في صفوف المدنيين ضمن عمليات قتل جماعي أثارت مخاوف دولية متزايدة من احتمالات كبيرة لتحويل منطقة الساحل إلى أفغانستان جديد في إفريقيا.

وجاء عقد هذه القمة غداة عملية إرهابية نوعية، استهدفت موقعا عسكريا للجيش النيجري الخميس الماضي بمنطقة شيني غودار على الحدود المالية، خلف مقتل 89 عسكريا في حصيلة جديدة، تم الكشف عنها أول أمس.

وكان من المقرر عقد هذه القمة شهر ديسمبر الماضي قبل أن يتم تأجيلها بعد مجزرة سابقة، استهدفت القوات النيجرية بمنطقة إيناتس بداية شهر ديسمبر، خلفت مقتل 71 عسكريا، مما استدعى تأجيلها واكتفى قادة الدول الخمس بعقد قمة لبحث الموقف وخاصة مسألة تنسيق الجهود العسكرية فيما بين وحدات قوات بلدانهم.

وأثارت الطريقة التي انتهجها الرئيس الفرنسي لتوجيه الدعوة لرؤساء دول منطقة الساحل لحضور قمة مدينة ”بو”، حيث توجد أكبر قاعدة جوية فرنسية، والتي جاءت في شكل استدعاء فوري للحضور، جدلا شعبيا رافضا للسياسة الأبوية التي مازالت تطبع طريقة تعامل المستعمر السابق مع حكومات مستعمراتها في إفريقيا.

وتسعى السلطات الفرنسية في سياق التصعيد الإرهابي في المنطقة لإعادة النظر في خطة تحرك قوات ”بارخان” المقدر عدد عناصرها بحوالي 4500 رجل، وأيضا حث رؤساء دول منطقة الساحل على بذل جهد عسكري ومالي إضافي للتخفيف من أعباء المواجهة التي فشلت القوة الفرنسية في القيام بها منذ سنة 2012 بدليل تواتر العمليات الإرهابية التي لم تعد حصائلها بعشرات القتلى ولكن بالمئات، وشكل ذلك ناقوس خطر على وضع أمني هش.

وهي الرسالة التي يريد الرئيس إيمانويل ماكرون تسويقها باتجاه الدول الأوروبية الأخرى من أجل إقحامها في مهمة مواجهة عناصر الجماعات المسلحة والقول إن كل انهيار لأنظمة دول المنطقة يعني بطريقة تلقائية وصول الخطر الإرهابي إلى أبواب أوروبا.